الخميس، 7 مايو 2015

الحياء من الإيمان



الحياء من الإيمان
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ:فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ وَكُلُّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ ، وإِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ.
لقد دعا الإسلام إلى مكارم الأخلاق ، وأمرنا بال تحلى بالأخلاق الفاضلة كى ننال بذلك السعادة الأبدية فى الدنيا والآخرة ، ومن هذه الأخلاق التى أرشدنا إليها الإسلام خلق الحياء ، فالحياء هو خلق الإسلام ، فما هو الحياء وكيف دعا الإسلام إليه وكيف نحققه ، نحاول أن نلقى الضوء على هذا الخلق العظيم فى هذه المقالة المتواضعة فنقول وبالله التوفيق:
أولاً: حقيقة الحياء:
قال الإمام النووي رحمه الله: قال العلماء: حقيقة الحياء خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.
وقال أبو القاسم الجنيد رحمه الله: الحياء رؤية الآلاء أي: النعم ورؤية التقصير فيتولد منهما حالة تسمى الحياء.
وقال ذو النون: الحياء وجود الهيبة في القلب مع وحشة ما سبق منك إلى ربك والحب ينطق والحياء يسكت والخوف يقلق.
وقال الفضيل بن عياض: خمس من علامات الشقوة: القسوة في القلب، وجمود العين، وقلة الحياء، والرغبة في الدنيا، وطول الأمل.
وقال يحيى بن معاذ: من استحيى من الله مطيعاً استحيى الله منه وهو مذنب.
ثانياً: منزلة الحياء فى السنة النبوية :
عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الحياء خير كله) أو قال: (الحياء كله خير) (رواه مسلم).
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الحياء لا يأتي إلا بخير) (رواه البخارى ومسلم).
قال الإمام المناوى رحمه الله :قوله صلى الله عليه وسلم:( الحياء لا يأتي إلا بخير ) لأن من استحيا من الناس أن يروه يفعل قبحاً دعاه ذلك إلى أن يكون حياؤه من ربه أشد فلا يهمل فرضاً ولا يعمل ذنباً ، قال بعضهم: الحياء دليل الدين الصحيح وشاهد الفضل الصريح وسمة الصلاح الشامل وعنوان الفلاح الكامل من كان فيه نظم قلائد المحامد ونسق وجمع من خلال الكمال ما افترق وهو اسم جامع يدخل فيه الحياء من الله لان ذمه فوق كل ذم ومدحه فوق كل مدح. (التيسير بشرح الجامع الصغير: جـ1صـ1035 )0
وقال الإمام النووي رحمه الله:(وأما كون الحياء خيرا كله ولا يأتي إلا بخير فقد يشكل على بعض الناس من حيث إن صاحب الحياء قد يستحي أن يواجه بالحق من يجله فيترك أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر , وقد يحمله الحياء على الإخلال ببعض الحقوق وغير ذلك مما هو معروف في العادة , قال : وجواب هذا ما أجاب به جماعة من الأئمة منهم الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله أن هذا المانع الذي ذكرناه ليس بحياء حقيقة بل هو عجز وخور ومهانة وإنما تسميته حياء من إطلاق بعض أهل العرف أطلقوه مجازا لمشابهته الحياء الحقيقي , وإنما حقيقة الحياء خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق ونحو هذا) (طرح التثريب:8/148-149) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان)(رواه البخارى ومسلم).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان)(رواه البخارى).
قال القاضي عياض وغيره: إنما جعل الحياء من الإيمان وإن كان غريزة لأنه قد يكون تخلقاً واكتساباً كسائر أعمال البر وقد يكون غريزة ولكن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى اكتساب ونية وعلم فهو من الإيمان بهذا ولكونه باعثاً على أفعال البر ومانعاً من المعاصى(شرح صحيح البخارى:لابن بطال جـ9صـ298)0
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار)(أخرجه الترمذى وابن ماجة وصححه الألبانى فى صحيح سنن الترمذى حديث رقم (2009) ، وصحيح الجامع حديث رقم (3199).
البذاء: فحش الكلام أو عدم الحياء،الجفاء: التباعد من الناس والغلظة عليهم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الحياء والإيمان قرنا جميعاً، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر) (أخرجه الحاكم فى المستدرك وصححه الألبانى فى صحيح الجامع حديث رقم (1603) ، (3200).
قال الإمام المناوى رحمه الله:قوله صلى الله عليه وسلم :( أن الحياء والإيمان قرنا جميعا):أي جمعهما الله ولازم بينهما فحيثما وجد أحدهما وجد الآخر(فإذا رفع أحدهما رفع الآخر) لتلازمهما كما تقرّر وذلك لأن المكلف إذا لم يستحي من الله لا يحفظ الرأس وما وعى ولا البطن وما حوى ولا يذكر الموت والبلى كما في الحديث المار بل ينهمك في المعاصي وذلك بريد الكفر.(التيسير بشرح الجامع الصغير:جـ1صـ566).
وقال الإمام الطحاوي رحمه الله في العلاقة بين الإيمان والحياء -لما سئل عن ذلك-: ( أنا وجدنا الحياء يقطع صاحبه عن ركوب المعاصي أقوالا وأفعالا كما يقطع الإيمان أهله عن مثل ذلك, وإذا كان الحياء والإيمان فيما ذكرنا يعملان عملا واحدا كانا كشيء واحد وكان كل واحد منهما من صاحبه وكانت العرب تقيم الشيء مكان الشيء الذي هو مثله أو شبيهه) (مشكل الآثار: 1/190 -191) .
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما كان الفحش في شيء إلا شانه، ولا كان الحياء في شيء قط إلا زانه)(أخرجه الترمذى فى  سننه وصححه الألبانى فى صحيح سنن الترمذى حديث رقم (1974) ، وصحيح الجامع حديث رقم (5655).
وعن سعيد بن يزيد أن رجلاً قال يا رسول الله: أوصني؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (أوصيك أن تستحيي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك)(أخرجه ابن أبى الدنيا فى مكارم الأخلاق وصححه الألبانى فى صحيح الجامع حديث رقم (2541)0
وقال بعض السلف: (من عمل في السر عملاً يستحيي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدراً).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه: (استحيوا من الله حق الحياء، قالوا: إنا نستحيي يا رسول الله، قال: ليس ذاكم، ولكن من استحيى من الله حق الحياء: فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء) (أخرجه الترمذى فى  سننه وصححه الألبانى فى صحيح سنن الترمذى حديث رقم (2458)
قال الإمام المناوى رحمه الله:قوله صلى الله عليه وسلم:(استحيوا من الله حق الحياء) بترك الشهوات والنهمات وتحمل المكاره على النفس حتى تصير مدبوغة فعندها تطهر الأخلاق وتشرق أنوار الأسماء في صدر العبد ويقرر علمه فيعيش غنيا بالله ما عاش.
وقال الإمام البيضاوي رحمه الله: ليس حق الحياء من الله ما تحسبونه ، بل أن يحفظ نفسه بجميع جوارحه عما لا يرضاه من فعل وقول.
وقال سفيان بن عيينة : الحياء أخف التقوى ولا يخاف العبد حتى يستحي ، وهل دخل أهل التقوى في التقوى إلا من الحياء ؟(فيض القدير: للإمام المناوى جـ1صـ623).
وعن يزيد بن طلحة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء) (أخرجه ابن ماجة فى سننه وحسنه الألبانى فى صحيح سنن ابن ماجة حديث رقم (4256).
وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت)(رواه البخارى).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : هذا صورته صورة الأمر ، ومعناه معنى الخبر المحض أي من كان لا يستحيي فإنه يصنع ما يشتهي ، ولكنه صرف عن جهة الخبرية إلى صورة الأمر لفائدة بديعة ، وهي أن العبد له من حيائه آمر يأمره بالحسن وزاجر يزجره عن القبيح، ومن لم يكن من نفسه هذا الأمر لم تنفعه الأوامر ، وهذا هو واعظ الله في قلب العبد المؤمن الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا تنفع المواعظ الخارجة إن لم تصادف هذا الواعظ الباطن ، فمن لم يكن له من نفسه واعظ لم تنفعه المواعظ ، فإذا فقد هذا الأمر الناهي بفقد الحياء فهو مطيع لا محالة لداعي الغي والشهوة طاعة لا انفكاك له منها، فنزل منزلة المأمور ، وكأنه يقول إذا لم تأتمر لأمر الحياء فأنت مؤتمر لأمر الغي والسفه وأنت مطيعه لا محالة وصانع ما شئت لا محالة فأتى بصيغة الأمر تنبيها على هذا المعنى ، ولو أنه عدل عنها إلى صيغة الخبر المحض فقيل: إذا لم تستح صنعت ما شئت لم يفهم منها هذا المعنى اللطيف فتأمله وإياك والوقوف مع كثافة الذهن وغلظ الطباع فإنها تدعوك إلى إنكار هذه اللطائف وأمثالها فلا تأتمر لها((بدائع الفوائد : لابن القيم جـ2صـ168 وما بعدها).
قال الإمام الخطابي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم:( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة) يريد أن الحياء لم يزل مستحسنًا فى شرائع الأنبياء الأولين ، وأنه لم ينسخ فى جملة ما نسخ من شرائعهم .
قال المؤلف:قوله :( فاصنع ما شئت ) فيه وجهان : أحدهما : أن يكون خرج بلفظ الأمر على معنى الوعيد والتهدد لمن ترك الحياء كما قال تعالى :(اعملوا ما شئتم) ولم يطلقهم تعالى على الكفر وفعل المعاصى ، بل توعدهم بهذا اللفظ ؛ لأنه تعالى قد بين لهم ما يأتون وما يتركون ،والوجه الثانى : أن يكون معناه : اصنع ما شئت من أمر لا تستحى منه تفعله  والتأويل الأول أولى وهو الشائع فى لسان العرب ، ولم يقل أحد فى تأويل الآية المذكورة غيره (شرح صحيح البخارى:لابن بطال جـ9صـ299).
ثالثاً:من أقوال السلف فى الحياء:
قال إياس بن قرة: كنت عند عمر بن عبد العزيز فذكر عنده الحياء، فقالوا: الحياء من الدين. فقال عمر: بل هو الدين كله.
وقال الحسن البصري: الحياء والتكرم خصلتان من خصال الخير، لم يكونا في عبدٍ إلا رفعه الله بهما.
وقال أيضاً رحمه الله: أربع من كن فيه كان كاملاً ومن تعلق بواحدة منهن كان من صالحي قومه: دين يرشده، وعقل يسدده، وحسب يصونه، وحياء يقوده.
وقال الأصمعي:سمعت أعرابياً يقول: من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.
وقال كعب الأحبار: لم يكن الحياء في رجل قط فتطعمه النار أبداً.
رابعاً: صور من الحياء عند سلفنا الصالح:
عائشة رضي الله عنها وحياء يعجز القلم عن وصفه:عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قال: كنت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي رضي الله عنه واضعة ثوبي، وأقول: "إنما هو زوجي وأبي"، فلما دفن عمر رضي الله عنه والله ما دخلته إلا مشدودةً عليَّ ثيابي حياءً من عمر رضي الله عنه (مسند أحمد بن حنبل - مسند الأنصار- الملحق المستدرك من مسند الأنصار - حديث السيدة عائشة رضي الله عنها حديث:‏25118‏).
وهذا هو صديق الأمة الأكبر رضي الله عنه:قال أبو بكر رضي الله عنه وهو يخطب الناس: يا معشر المسلمين: استحيوا من الله فوالذى نفسي بيده إني لأظل حين أذهب الغائط في الفضاء متقنعاً بثوبي استحياء من ربي عز وجل.
وهذا فاروق الأمة عمر رضي الله عنه:قال الفاروق رضي الله عنه: من قل حياؤه، قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه.
أين هؤلاء الرجال الأطهار: وها هو الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يسطر على جبين التاريخ صفحة ناصعة البياض من الحياء..
عن أنس رضي الله عنه قال: (كان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه إذا نام لبس ثياباً عند النوم مخافة أن تنكشف عورته)(شعب الإيمان للبيهقي-التاسع والثلاثون من شعب الإيمان- فصل في ستر العورة- حديث:‏7493‏)0
ملائكة الرحمن تستحي من عثمان رضي الله عنه: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعاً في بيتي كاشفاً عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له، وهو على تلك الحال. فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك، فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك! فقال: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة(رواه مسلم).
فلا والله ما في العيش خير          ولا في الدنيا إذا ذهب الحياءُ
يعيش المرء ما استحيا بخير         ويبقى العود ما بقي اللحاءُ
خامساً: كيف نحقق الحياء؟
يتحقق الحياء بأمور منها:
أولاً: تجديد الإيمان بالله سبحانه وتعالى فى القلب أن الحياء ثمرة الإيمان والحياء شعبة من الإيمان فتجديد الإيمان في القلب يقوي الحياء من الرب سبحانه وتعالى والإيمان يقوى ويضعف ويزيد وينقص، ويقوى بالطاعة ويضعف بالمعصية، قال تعالى:( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (سورة الفتح:الآية: 4).
وأخرج الحاكم فى المستدرك بسند صحيح عن عبد الله بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب- أي كما يبلى الثوب- فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) وتجديد الإيمان يحتاج إلى الطاعة إلى ذكر وقراءة قرآن واستغفار وأمر بمعروف ونهي عن منكر.
ثانياً: المحافظة على الصلوات الخمس من أعظم الوسائل التي تقوي الحياء في القلب من الله سبحانه وتعالى.. قال تعالى:( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)(سورة العنكبوت:الآية:45).
ثالثاً: الإكثار من النظر دوماً إلى القدوة الطيبة والمثل الأعلى في الحياء إنه المصطفى صلى الله عليه وسلم فأدم النظر في سيرته وأقواله وأفعاله فلقد كان في القمة من الحياء.
رابعاً: مصاحبة الصالحين ورؤيتهم والسماع منهم والاستمداد من حياتهم.
قال بعض السلف: أحيي حياءك بمجالسة من يستحى منه.
وقال قتادة: لو لم يستفد المسلم من أخيه الصالح أن جلوسه معه يمنعه من الوقوع في المعاصي لكان خيراً كثيراً.
خامساً: التعبد بالتفكر في أسماء الله الحسنى التي تستوجب المراقبة والإحسان كأسمائه: الشهيد والرقيب والعليم والسميع والبصير والمحيط والحفيظ.
قال حاتم الأصم: تعاهد نفسك في ثلاث: إذا عملت فاذكر نظر الله إليك، وإذا تكلمت فاذكر سمع الله منك، وإذا سكتّ فاذكر علم الله فيك.
سادساً: اعتزال البيئة الفاسدة والموبوءة التي تصد عن الخلق الحسن والتنزه عن معاشرة قليلي الحياء والتحول إلى الصحبة الصالحة.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الحياء وأن يحشرنا في زمرة الأتقياء إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل
                                                                                       كتبه
أبو معاذ أحمد بن عرفة
محاضر بوزارة الأوقاف  
معيد بقسم الفقه المقارن جامعة الأزهر
عضو الجمعية الفقهية السعودية
00201119133367
Ahmedarafa11@yahoo.com