الأربعاء، 24 يوليو 2024

#للباحثين_وطلاب_الدراسات_العليا_ دعائم البحث الناجح

#للباحثين_وطلاب_الدراسات_العليا_
دعائم البحث الناجح
من الكتب المهمة في كتابة البحث العلمي ما كتبه الأستاذ الدكتور: عبد الحميد محمود متولي حول منهجية العلمي في كتابه الذي عنون له بـ:"أضواء على كتابة البحث أو الرسالة"، والكتاب يقع في 55 صفحة من القطع الكبير، والطبعة خاصة بالمؤلف، حيث صدرت الطبعة الأولى منه في سنة 1421هـ- 2000م، وقد قال المؤلف في مقدمته: "ففي هذه الصفحات المعدودات، وصايا نافعة بمشيئة الله تعالى لكيفية الإمساك بالقلم، لكتابة البحث العلمي أو الرسالة، وكيفية الاستعانة بالمراجع وأهمها، وكيفية التقسيم وغير ذلك...".
وقد تناول في هذا الكتاب منهجية البحث العلمي وطريقة كتابته بإيجاز، وقد جاء الكتاب في سبعة عشر فصلاً، تناول فيها اختيار الموضوع وجمع المادة، ودعائم البحث الناجح، وتبويب البحث من حيث الشكلية، ومرحلة الكتابة بعد جمع المادة، والقواعد والأسلوب والفقرات، والاقتباس، وعلامات الترقيم، وتنسيق الرسالة والبحث من حيث الخطوط والشكل النهائي، وخواطر حول المراجع والإفادة منها، والدفاع عن الرسالة والمناقشة.
وكان من أهم ما جاء في هذا الكتاب مع صغر حجمه وعظيم فائدته ما ذكره المؤلف في الفصل الثاني من هذا الكتاب تحت عنوان: "دعائم البحث الناجح" فآثرت أن أنقلها لكم هنا حيث يستفيد منها طلاب الدراسات العليا في إعداد بحوثهم ورسائلهم، حيث ذكر المؤلف عدة دعائم للبحث الناجح وهي كما يلي:
1-القراءة الواسعة، فيجب أن يقرأ بنهم وعمق، وأن يلم بكل ما كتب عن موضوعه، فالطالب يحدد نتائجه بناء على قراءته، ومما لا شك فيه أن المقدرة على القراءة وعلى هضم الأفكار المكتوبة والانتفاع بها فن لا يعرفه إلا القليلون، ومن المجهود الضائع أن يبذل الطالب وقته وحماسته في قراءة غير نقدية وغير مركزة.
ومما لا شك أن موقف الطالب سيكون حرجاً لو واجهه الممتحنون بمعلومات لم يحصل عليها، ومن شأنها أن تحدث تغييراً فيما وصل إليه من نتائج أو واجهوه بنتائج أروع من نتائجه توصل إليها سواه.
2-الدقة التامة في فهم آراء الغير والتعبير عنها، والأمانة في النقل، فكثيراً ما يقع الطالب في أخطاء جسيمة بسبب سوء الفهم أو الخطأ في النقل أو الترجمة.
3-ألا يأخذ آراء الغير على أنها حقيقة مسلم بها، فلربما بعض الآراء بني على أساس غير سليم، فليدرس الطالب آراء غيره ودعائمها فيقر منها ما يتضح صحته ويرد ما لم يكن قوي الدعائم فجمع المادة وترتيبها شيء، وتفسيرها وإبراز أهميتها شيء آخر.
وعلى سبيل المثال، نرى أن المراجع الأساسية للدين الإسلامي وقوانينه واحدة، ولكن شخصية المجتهدين من العلماء أدت إلى اختلافهم في فهم النصوص القرآنية والأحاديث، فظهرت المذاهب المختلفة نتيجة لاختلاف الفهم.
والدراسة والبحث والتمحيص تربي عند الباحث ملكة التبصر فيما يصادفه من أمور.
4-ومن علامات البحث الناجح كذلك أن ينتج تصنيفاً جديداً يسير بالعلم خطوة أخرى وليسهم في النهضات العلمية بنصيب، والابتكار ليس هو الكشف الجديد وحسب، ولكن ترتيب المادة المعروفة ترتيباً جديداً مفيداً والاهتداء إلى أسباب جديدة لحقائق قديمة، أو تكوين موضوع منظم من مادة متناثرة أو نحو ذلك.
5-ومهمة الباحث أن يجذب ذهن القارئ بما جمع من مادة مفيدة مرتبة سهلة العبارة واضحة بعيدة عن التعقيد والتكرار الممل، فخير الكلام ما قل ودل، هذه المادة كذلك مزودة بأدلة عقلانية كتبت جميعاً بأسلوب طلي، وصيغت في قالب جميل فيه إغراء وقوة وتأثير.
والطالب في ذلك كالقائد الذي يقصد اقتحام معركة ما فعليه أن يعد جنده إعداداً تاماً، ثم عليه أن يبرع في إدارة المعركة وأن يواصل همته حتى يصل إلى هدفه.
كانت هذه هي أهم دعائم البحث الناجح كما ذكرها المؤلف في هذا الكتاب، والتي أسأل الله تعالى أن ينفعني وإياكم بها، وأن يوفقنا جميعاً لخدمة العلم وأهله وطلابه إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.
كتبه
د/ أحمد عرفة
عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن
بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالديدامون- شرقية
جامعة الأزهر الشريف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق