من أخطاء المصلين (2)
الالتفات
في الصلاة
من الأخطاء التي يقع فيها كثير من المصلين الالتفات في
الصلاة، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه، وذلك فيما أخرجه البخاري في صحيحه عن
عائشة رضي الله عنها، قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة
؟ فقال: "هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد"، وأخرج الإمام أحمد
في مسنده عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال
الله مقبلاً على العبد وهو مقبل عليه في صلاته، ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه"،
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله ينصب وجهه لوجه عبده مَا لَمْ يلتفت، فإذا
صليتم فلا تلتفتوا" (أخرجه أحمد والترمذي وصححه).
قال ابن بطال -رحمه الله-: "الالتفات في الصلاة
مكروه عند العلماء، وذلك أنه إذا أومأ ببصره وثنى عنقه يمينًا وشمالاً ترك الإقبال
على صلاته ، ومن فعل ذلك فقد فارق الخشوع المأمور به في الصلاة، ولذلك جعله النبي
اختلاسًا للشيطان من الصلاة ، وأما إذا التفت لأمرٍ يَعِنُّ له من أمر الصلاة أو
غيرها فمباح له ذلك وليس من الشيطان".
وقال المهلب-رحمه الله-: قوله: ( هو اختلاس يختلسه
الشيطان من صلاة العبد )، هو حض على إحضار المصلى ذهنه ونيته لمناجاة ربه ، ولا
يشتغل بأمر دنياه ، وذلك أن العبد لا يستطيع أن يخلص صلاته من الفكر في أمور دنياه؛
لأن الرسول قد أخبر أن الشيطان يأتي إليه في صلاته، فيقول له: اذكر كذا اذكر كذا (شرح
صحيح البخاري 2/365).
ولا بأس بالالتفات في الصلاة إذا كان للحاجة، وذلك لقوله
صلى الله عليه وسلم:" " ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق، من رابه شيء في
صلاته، فليسبح فإنه إذا سبح التفت إليه، وإنما التصفيق للنساء"(رواه
البخاري)، وفي هذا الحديث أن الالتفات فِي الصلاة لحاجة عرضت غير مكروه، وإنما
يكره لغير حاجةٍ، أن الالتفات وكثرة التصفيق لحاجة غير مبطل للصلاة"(فتح
الباري شرح البخاري: لابن رجب 4/129).
وبناء على ما سبق فإن الالتفات في الصلاة لغير حاجة
مكروه كما ذهب إليه جمهور الفقهاء، وأنه لا يُبطل الصلاة باتفاق الفقهاء، وحمله
جمهور الفقهاء على إذا لم يستدبر القبلة بصدره، وإلا كان الالتفات مبطلاً للصلاة؛
لأنه بذلك يكون قد انحرف عن اتجاه القبلة الذي هو شرط من شروط صحة الصلاة، ويجوز
الالتفات في الصلاة للحاجة. والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق