من أخطاء المصلين (4)
رفع البصر إلى السماء
من الأخطاء التي يقع فيها كثير من المصلين رفع البصر إلى
السماء عند الدعاء، وهذا الفعل منهي عنه، وذلك لما أخرجه البخاري في صححيه عن
أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : "مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى
السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ :
لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ".
قال الإمام النووي –رحمه الله-:"فيه النهي الأكيد
والوعيد الشديد في ذلك"(شرح النووي على مسلم 4/152).
والعلة في ذلك أن رفع البصر أثناء الصلاة ينافي الخشوع ،
ويعرض المصلي للانشغال بما يراه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " فلما كان
رفع البصر إلى السماء ينافي الخشوع حرمه النبي صلى الله عليه وسلم وتوعد
عليه"."القواعد النورانية" (ص 46) .
وقال القاضي عياض –رحمه الله-:" رفع البصر إلى
السماء فيه نوع إعراض عن القبلة، وخروج عن هيئة الصلاة، وقال ابن حزم: لا يحل ذلك،
وبه قال قوم من السلف، وقال ابن بطال وابن التين: أجمع العلماء: على كراهة النظر
إلى السماء في الصلاة لهذا الحديث".(عمدة القاري 5/308).
وقد اختلف الفقهاء في حكم رفع البصر إلى السماء في
الصلاة على قولين:
القول الأول: يكره رفع البصر إلى السماء في الصلاة ،
وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وقد
استدلوا على ذلك بحديث أنسٍ رَضِيَ اللهُ
عَنْه، عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: "ما بالُ أقوامٍ،
يَرفعونَ أَبصارَهمْ إلى السَّماءِ في صلاتهمْ! فاشْتَدَّ قولُهُ في ذلكَ، حتى
قال: ليَنْتَهُنَّ عن ذلكَ، أو لتُخْطَفَنَّ أبصارُهُمْ"
القول الثاني: يحرم رفع البصر إلى السماء في الصلاة،
وهذا ما ذهب إليه ابن حزم، واختاره ابن تيمية،
واستدلوا بحديثُ أنسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه، عن رسولِ
اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: "ما بالُ أقوامٍ، يَرفعونَ
أبصارهمْ إلى السَّماءِ في صلاتهمْ! فاشْتَدَّ قولُهُ في ذلكَ، حتى قال: ليَنْتَهُنَّ
عن ذلكَ، أو لتُخْطَفَنَّ أبصارُهُمْ".حيث تَوعَّدهم بالعقوبةَ على ذلِك
بقوله: "ليَنْتَهُنَّ عن ذلكَ، أو لتُخْطَفَنَّ أبصارُهُمْ"، والعقوبة
بالعَمى لا تكونُ إلَّا على مُحرَّم.
والراجح ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من أن النهي هنا
محمول على الكراهة، وعليه فيكره للمصلي رفع البصر إلى السماء، والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق