آداب الأضحية
الأضحية اسم
لما يٌذبح في يوم عيد الأضحى وأيام التشريق الثلاثة، وهي مشروعة بالكتاب والسنة
وإجماع الأمة. قال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}(الكوثر:3)، وأخرج البخاري
ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:«ضَحَّى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-
بِكَبشَينِ أملحَينِ، فَرَأيتُهُ واضعاً قَدَمَهُ على صفَاحِهِما، يُسَمَّي
ويُكَبَّرُ، فَذَبَحهُما بيَدهِ»، وأجمع العلماء على مشروعيتها.
وللأضحية
العديد من الآداب التي ينبغي أن يلتزم بها المضحي منها ما يلي:
1- إحسان
الذبح: وذلك لما أخرجه مسلم في صحيحه عن شدَّاد بن أوس قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : "إن الله كتب الإحسانَ على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسِنوا
القِتْلة، وإذا ذبحتم فأحسِنوا الذِّبحةَ، ولْيُحدَّ أحدكم شفرتَه، ولْيُرِحْ
ذبيحتَه"، ولما أخرجه البيهقي بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"مر النبيُّ عليه الصلاة والسلام على رجل واضعٍ رِجلَه على صفحة شاة، وهو يحد
شفرتَه، وهي تلحظ إليه ببصرها، فقال: "أفلا قبلَ هذا، أتريد أن تميتَها
موتتَيْنِ؟!"
وقد جاء في
الموسوعة الفقهية الكويتية (21/ 196) ما نصه: "يستحب في الذبح أمور منها:
أ- أن يكون
بآلة حديد حادة كالسكين والسيف الحادين لا بغير الحديد، والتذفيف في القطع- وهو
الإسراع- لأن فيه إراحة للذبيحة.
ب- أن يكون
الذابح مستقبل القبلة، والذبيحة موجهة إلى القبلة بمذبحها لا بوجهها إذ هي جهة
الرغبة إلى طاعة الله عز شأنه.
ج- إحداد
الشفرة قبل إضجاع الشاة ونحوها، واتفق الفقهاء على كراهة أن يحد الذابح الشفرة بين
يدي الذبيحة، وهي مهيأة للذبح لما أخرجه الحاكم عن ابن عباس - رضي الله عنهما- (أن
رجلا أضجع شاة يريد أن يذبحها وهو يحد شفرته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
أتريد أن تميتها موتات؟ هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها).
د- أن تضجع
الذبيحة على شقها الأيسر برفق، وسوقها إلى المذبح برفق، وعرض الماء على الذبيحة
قبل ذبحها، صرح بذلك الشافعية أيضاً.
ه- وإذا
كانت الذبيحة قربة من القربات كالأضحية يكبر الذابح ثلاثاً قبل التسمية وثلاثاً
بعدها، ثم يقول: اللهم هذا منك وإليك فتقبله مني، صرح بذلك الشافعية، وأن يذبح باليد
اليمنى، صرح بذلك المالكية والشافعية.
و- عدم
المبالغة في القطع حتى يبلغ الذابح النخاع أو يبين رأس الذبيحة حال ذبحها وكذا بعد
الذبح قبل أن تبرد وكذا سلخها قبل أن تبرد لما في كل ذلك من زيادة إيلام لا حاجة
إليها، ولحديث ابن عباس رضي الله عنهما "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن
الذبيحة أن تفرس". قال ابن الأثير في" النهاية" معنى أن تفرس هو
كسر رقبة الذبيحة قبل أن تبرد" .
2- أن يذبح
الأضحية بنفسه إن استطاع وإلا فليشهد ذبحها، ومما يستأنس به أيضاً ما أخرجه البيهقي
وإن كان في سنده ضعف عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه– أن رسول الله r قال لفاطمة ـ رضي الله عنها:" قومي إلي
أضحيتك فاشهديها فإنه بأول قطرة من دمها يغفر لك ما سلف من ذنبك", وذبح النبي
صلى الله عليه وسلم أضحيته بنفسه، وكذا في حجة الوداع نحر بيده ثلاثاً وستين بدنة،
وإن لم يستطع ذبح الأضحية بنفسه وكل غيره في ذبحها، ولا خلاف في هذا بين أهل العلم.
3- أن يضع
قدمه على صفحة عنقها، وذلك لما أخرجه البخاري ومسلم عن أنس – رضي الله عنه –
قال: ضحي
رسول الله r بكبشين أملحين، فرأيته واضعاً
قدمه علي صفاحهما، يُسمي ويكبر، فذبحهما بيده.
4- توجيه الأضحية
إلي القبلة، ويكون التوجيه بمذبحها لا بوجهها.
5- يستحب
إمرار السكين بقوة وتحامل ذهاباً وعوداً، فهذا أرجي في سرعة القطع ويكون أسهل
وأسرع في إزهاق الروح وعدم تعذيب الذبيحة، وهذا كله لإراحة الذبيحة.
6- أن يسمي
عند ذبح الأضحية أو العقيقة من هي له، بعد التسمية والتكبير، ويسأل الله قبولها: فيقول:
بسم الله والله أكبر، وذلك للحديث الذي أخرجه البخاري من حديث أنس – رضي الله عنه–
"أن النبي r ضحي بكبشين ذبحهما بيده وسمي وكبر"،
ويستحب أن يقول: اللهم هذا عن فلان وآل بيته "ويسمي نفسه أو من أوصاه".
7- أن يجتنب
فعل ما يؤلم الأضحية بعد التذكية وقبل زهوق الروح، مثل أن يكسر عنقها أو يسلخها أو
يقطع شيئاً من أعضائها قبل أن تموت فهذا كله ليس من الإحسان الذي أمرنا به الشرع
بل فاعله يأثم.
كانت هذه
بعض الآداب التي ينبغي على المضحي مراعاتها عند ذبح الأضحية، والله من وراء القصد
وهو حسبنا ونعم الوكيل.
د/ أحمد عرفة
باحث دكتوراه بجامعة الأزهر
عضو الجمعية الفقهية السعودية
Ahmedarafa11@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق