الأربعاء، 11 ديسمبر 2024

وصلني سؤال يقول: ما عدة المرأة المتوفى عنها زوجها، وهل يجوز لها الخروج من بيتها في فترة العدة؟

وصلني سؤال يقول:
ما عدة المرأة المتوفى عنها زوجها، وهل يجوز لها الخروج من بيتها في فترة العدة؟
الجواب:
المرأة المتوفى عنها زوجها تختلف عدتها بحسب حالتها، فهي إما أن تكون حاملاً، أو غير حامل، فإذا كانت حاملاً فعدتها بوضع الحمل،  وذلك لعموم قوله تعالى: (وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) (الطلاق: 4).
وأما إذا كانت غير حامل فعدتها  أربعة شهر وعشرة أيام، وذلك لقوله تعالى: (وتعالى: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا...) (سورة البقرة:234).
وأخرج البخاري ومسلم عن أمِّ حَبيبةَ زَوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قالت: ((سَمِعتُ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: لا يَحِلُّ لامرأةٍ تُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ أن تُحِدَّ على ميِّتٍ فَوقَ ثلاثِ ليالٍ، إلَّا على زَوجٍ أربعةَ أشهُرٍ وعشرًا).
والإحداد هو ترك ما فيه زينة من الثياب والطيب والكحل وغير ذلك، وهذا الإحداد لا يجوز على غير الزوج أكثر من ثلاثة أيام، وهذا باتفاق المذاهب الأربعة، وأما على الزوج فأربعة أشهر وعشرة أيام لعموم الآية الكريمة والأحاديث النبوية الواردة في هذا الباب.
وأما عن خروج المرأة المتوفى عنها زوجها من بيتها في فترة العدة فلا يجوز إلا إذا كانت هناك ضرورة أو حاجة ماسة لهذا الأمر، وذلك لما أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: طلقت خالتي فأرادت أن تجدّ نخلها فزجرها رجل أن تخرج، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم: "فقال بلى، فجدّي نخلك، فإنك عسى أن تصدّقي، أو تفعلي معروفا".
قال الإمام النووي- رحمه الله-: (هذا الحديث دليل لخروج المعتدة البائن للحاجة، ومذهب مالك والثوري والليث والشافعي وأحمد وآخرين جواز خروجها في النهار للحاجة، وكذلك عند هؤلاء يجوز لها الخروج في عدة الوفاة ووافقهم أبو حنيفة في عدة الوفاة وقال في البائن : لا تخرج ليلا ولا نهارا...) (شرح النووي على مسلم: 10 / 84).
وبناء على ما سبق فإن عدة المرأة المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملا بوضع الحمل، وإذا كانت غير حامل فعدتها أربعة أشهر وعشرة أيام، وأنه يجوز لها الخروج من بيتها للحاجة أو الضرورة على أن تبيت في بيتها بعد انتهاء حاجتها التي خرجت لها، والله أعلم.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق