حديث وفائدة:
عن زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنها، قالت: "لَمَّا جَاءَ نَعْيُ أَبِي سُفْيَانَ مِنَ الشَّأْمِ، دَعَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بصُفْرَةٍ في اليَومِ الثَّالِثِ، فَمَسَحَتْ عَارِضَيْهَا، وذِرَاعَيْهَا، وقالَتْ: إنِّي كُنْتُ عن هذا لَغَنِيَّةً، لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ، أَنْ تُحِدَّ علَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إلَّا علَى زَوْجٍ، فإنَّهَا تُحِدُّ عليه أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وعَشْرًا" (رواه البخاري ومسلم).
في هذا الحديث فوائد منها:
1-أن الإحداد هو ترك الطيب والزينة، وهو الواجب على المرأة المتوفى عنها زوجها.
2- أن عدة المرأة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا.
3- أن فترة الإحداد على غير الزوج من الأب والأم والابن وغيرهما ثلاثة أيام، ويحرم الإحداد فوق هذه المدة.
4-قال الإمام ابن المنذر-رحمه الله- : وحديث أم حبيبة يدل على معان، فمنها: تحريم إحداد المسلمات على غير أزواجهن فوق ثلاث، وإباحة إحدادهن عليهم ثلاثًا، ومنها أن المأمور بالإحداد الزوجة المسلمة دون اليهودية والنصرانية ، وإن كانت تحت مسلم، ومنها الدلالة على أن المخاطب بالإحداد من الزوجات من عدتهن الشهور دون الحوامل منهن، وفيه: دليل على أن المطلقة ثلاثًا لا إحداد عليها، ومنها: وجوب الإحداد على جميع الزوجات المسلمات، مدخولاً بهن أو غير مدخول بهن؛ لدخولهن في جملة من خوطب بالإحداد في عدة الوفاة إذا كانت العدة بالشهور.(شرح صحيح البخاري، لابن بطال 7/ 505).
5- اتفق الفقهاء على أن التصريح بخطبة معتدة الغير أو المواعدة بالنكاح حرام سواء أكانت العدة من طلاق رجعي أم بائن أم وفاة أم فسخ أو معتدة عن وطء شبهة.(الموسوعة الفقهية الكويتية 29/ 346).
6- ذهب جمهور الفقهاء: إلى جواز التعريض بالخطبة للمعتدة عن وفاة، ولم نقف على خلاف بينهم فيها، إلا قولا للشافعية ، مؤداه : إن كانت عدة الوفاة بالحمل لم يعرض لها ، خوفا من تكلف إلقاء الجنين ، وهو قول ضعيف عندهم.(الموسوعة الفقهية الكويتية 12/ 249).
التعريض: هو كل لفظ يحتمل الخطبة وغيرها.
التصريح: هو ما يقطع بالرغبة في النكاح ولا يحتمل غيره.
والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
كتبه
د/ أحمد عرفة
عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن
بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالديدامون شرقية
جامعة الأزهر الشريف
الأربعاء، 11 ديسمبر 2024
حديث وفائدة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق