د. حسن بن محمد سفر
المصدر مجلة الشريعة والقانون
التحكيم محكم
المقدمة الحمد لله الذي أعلى معالم العلم بالفقهاء، وأظهر شعائر الشرع الحنيف بالعلماء، والصلاة والسلام على خلقه سيدنا محمد المبعوث إلى سائر الأمم بالشرع الأقوم المبين أحكامه بالمنهج الأحكم، وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجهم واقتضى بأثرهم، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن علم الفقه وموضوعاته، واستنباط أحكامه، واستخراج نظرياته مما لا يخفى جلالة قدرها، وعظم شأنها.
وتساوقا مع هذه الغاية الكريمة، واضطلاعًا بحق التبعة العلمية، فقد جاء هذا البحث المتواضع عن النظريات الفقهية، إسهامًا مني في تجلية ما يتعلق بها من مفاهيم ويرتبط بمسائلها من معطيات، واستخلاصًا لما قدمه فقهاء السلف والخلف من فكر دقيق، ونظر عميق في هذا التوجه التنظيمي، والتناول البحثي، في مجال الدراسات الفقهية المتنوعة.
وقد جعلت هذا البحث وفق المنهج العلمي المتعارف عليه في أوساط البحث العلمي وقسمته إلى قسمين: القسم الأول بعنوان مدخل إلى فقه النظريات الفقهية وفهمها وأسبقته بمصطلحات البحث، والقسم الثاني يتعلق باختيار بعض أهم النظريات الفقهية.
والله أسأل أن يستر عوراتي، ويغفر بفضله وكرمه أوزاري، وأن يتوفاني على الإسلام، ويوفقني إلى حسن الختام، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وأصحابه أجمعين.
الخاتمة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على سيد السادات وآله وصحبه وبعد.
فقد تم بعون الملك العلام المنعم على عبده أفضل الإنعام تحديد مفهوم المدخل العام لفقه النظريات الفقهية واتضح منه أن الفقه الإسلامي يمتلك أصالة ليس في معالجة النوازل والحوادث والوقائع الجزئية فحسب، وإنما في حقل النظريات أيضًا وإن من أهم الفوائد والاستنتاجات لهذه الدراسة ما يلي:-
أولًا: ظهور أهمية علم الفقه الإسلامي وأصوله واستخراج الدرر الكامنة في كتبه، وأبوابه، وفصوله، واستخلاص الأساليب والقواعد المنهجية للسير بها في التعامل مع المستجدات المعاصرة والنوازل الواردة والتغيرات السريعة الحاصلة في عالم اليوم.
ثانيًا: فهم طبيعة هذه الأحاديث ووضع الأطر النظرية والتنظير الفقهي لها القائم من النهل مما في تراث الأمة الإسلامية.
ثالثًا: الحاجة الملحة والضرورية إلى تجديد أساليب عرض الفقه الإسلامي وفق أصول ثابتة وخطوط مرسومة لتواكب المستجدات والظروف الطارئة وبيان صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان وفكر ونظام وفق الأصول والمبادئ العامة في مصادر التشريع الإسلامي.
رابعًا: ظن كثير من الناس أنه عندما كتب الغربيون أحكامهم القانونية في نظريات أن فقهاء المسلمين تأخروا عن هذا العمل وسبقهم به الأوربيون، ثم اكتشفوا أسبقية فقهاء المسلمين إلى التطرق للتأليف في النظريات.
خامسًا: إسهام علماء المسلمين وفقهائنا في الكتابة حول موضوع النظريات دحض هذه الافتراءات والتشكيلات فقد كتب سيدي الخطاب في نظرية الالتزام والإمام البغدادي في نظرية الضمان والعلامة عبد العزيز البخاري في نظرية الأهلية ولكنهم لم يسموها نظريات بل المتأخرين لما عكفوا على دراستها اكتشفوا الجهود السباقة لعلماء وفقهاء الإسلام في التأليف في النظريات الفقهية قبل الفقه الغربي.
سادسًا: استفاد الرعيل الأول من كنوز الفقه الإسلامي فأخرجوا لنا الأسفار المتضمنة القوالب والصيغ وتم صب هذه الدرر في قوالب تكونت منها النظريات الفقهية لعلماء وفقهاء الرعيل الثاني من أساطين الشريعة وجهابذة الفقه الإسلامي.
سابعًا: تبعت المرحلة السابقة المرحلة التأسيسية الحديثة في صياغة الفقه الإسلامي في نظريات عامة تطرقت في سير أغوار موضوعات الفقه من عبادات ومعاملات وجنايات وحدود تعزيرات.
ثامنًا: تم خلال هذا المؤلف التطرق بشيء مختصر لبعض النظريات الفقهية كنظرية الملكية، ونظرية العقد، ونظرية نفي الضرر، ونظرية الدفاع الشرعي كأمثلة توضيحية ونماذج تدريسية يشار إليها أثناء المحاضرات بتوضيح مسهب ودراسة شاملة.
تاسعًا: المطالبة بإعادة صياغة الفقه الإسلامي تقنينًا وتنظيرًا وتقعيدًا خدمة عظيمة خالدة له ينبغي الاستمرار التطويري لها مسايرة مع التقنيات الحديثة والتكنولوجيات الغازية، والنوازل المدلهمة.
عاشرًا: الاستفادة من الدراسات القانونية في مجال النظريات عند الفقهاء، والقانونيين الأوروبيين من إنجلترا وفرنسيين مع التزام الدراسات الفقهية الإسلامية العصرية وفق أصول البحث العلمي ليحول دون السلبيات ولتخرج مؤلفات فقهية قانونية إسلامية تليق بمكانة أمة القرن الواحد والعشرون.
وبعد، فهذا جهد العبد الفقير القاصر بذل كل ما في وسعه فإن وفق ورضي عنه فمنه تعالى التوفيق والقبول، وأن ظهر القصور فإنه من لوازم البشر ولله الكمال وحده جل وعلا.
مستغفر الله من كل خطيئة أخطأتها، أو ذنب اقترفته، أو شطط ارتكبته في قول أو نقل أو رأي، وشفيعي القصد النزيه والنية الخالصة لله عز وجل ثم لخدمة شريعته التي جاهد في الوصول إلى تبليغها للأمة سيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الميامين وأصحابه الكرام وزوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين وحشرنا الله في زمرهم أجمعين والله حسبي ونعم الوكيل.
تحميل البحث اضغط للتحميل
http://www.islamfeqh.com/Nawazel/NawazelItem.aspx?NawazelItemID=2099
المصدر مجلة الشريعة والقانون
التحكيم محكم
المقدمة الحمد لله الذي أعلى معالم العلم بالفقهاء، وأظهر شعائر الشرع الحنيف بالعلماء، والصلاة والسلام على خلقه سيدنا محمد المبعوث إلى سائر الأمم بالشرع الأقوم المبين أحكامه بالمنهج الأحكم، وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجهم واقتضى بأثرهم، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن علم الفقه وموضوعاته، واستنباط أحكامه، واستخراج نظرياته مما لا يخفى جلالة قدرها، وعظم شأنها.
وتساوقا مع هذه الغاية الكريمة، واضطلاعًا بحق التبعة العلمية، فقد جاء هذا البحث المتواضع عن النظريات الفقهية، إسهامًا مني في تجلية ما يتعلق بها من مفاهيم ويرتبط بمسائلها من معطيات، واستخلاصًا لما قدمه فقهاء السلف والخلف من فكر دقيق، ونظر عميق في هذا التوجه التنظيمي، والتناول البحثي، في مجال الدراسات الفقهية المتنوعة.
وقد جعلت هذا البحث وفق المنهج العلمي المتعارف عليه في أوساط البحث العلمي وقسمته إلى قسمين: القسم الأول بعنوان مدخل إلى فقه النظريات الفقهية وفهمها وأسبقته بمصطلحات البحث، والقسم الثاني يتعلق باختيار بعض أهم النظريات الفقهية.
والله أسأل أن يستر عوراتي، ويغفر بفضله وكرمه أوزاري، وأن يتوفاني على الإسلام، ويوفقني إلى حسن الختام، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وأصحابه أجمعين.
الخاتمة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على سيد السادات وآله وصحبه وبعد.
فقد تم بعون الملك العلام المنعم على عبده أفضل الإنعام تحديد مفهوم المدخل العام لفقه النظريات الفقهية واتضح منه أن الفقه الإسلامي يمتلك أصالة ليس في معالجة النوازل والحوادث والوقائع الجزئية فحسب، وإنما في حقل النظريات أيضًا وإن من أهم الفوائد والاستنتاجات لهذه الدراسة ما يلي:-
أولًا: ظهور أهمية علم الفقه الإسلامي وأصوله واستخراج الدرر الكامنة في كتبه، وأبوابه، وفصوله، واستخلاص الأساليب والقواعد المنهجية للسير بها في التعامل مع المستجدات المعاصرة والنوازل الواردة والتغيرات السريعة الحاصلة في عالم اليوم.
ثانيًا: فهم طبيعة هذه الأحاديث ووضع الأطر النظرية والتنظير الفقهي لها القائم من النهل مما في تراث الأمة الإسلامية.
ثالثًا: الحاجة الملحة والضرورية إلى تجديد أساليب عرض الفقه الإسلامي وفق أصول ثابتة وخطوط مرسومة لتواكب المستجدات والظروف الطارئة وبيان صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان وفكر ونظام وفق الأصول والمبادئ العامة في مصادر التشريع الإسلامي.
رابعًا: ظن كثير من الناس أنه عندما كتب الغربيون أحكامهم القانونية في نظريات أن فقهاء المسلمين تأخروا عن هذا العمل وسبقهم به الأوربيون، ثم اكتشفوا أسبقية فقهاء المسلمين إلى التطرق للتأليف في النظريات.
خامسًا: إسهام علماء المسلمين وفقهائنا في الكتابة حول موضوع النظريات دحض هذه الافتراءات والتشكيلات فقد كتب سيدي الخطاب في نظرية الالتزام والإمام البغدادي في نظرية الضمان والعلامة عبد العزيز البخاري في نظرية الأهلية ولكنهم لم يسموها نظريات بل المتأخرين لما عكفوا على دراستها اكتشفوا الجهود السباقة لعلماء وفقهاء الإسلام في التأليف في النظريات الفقهية قبل الفقه الغربي.
سادسًا: استفاد الرعيل الأول من كنوز الفقه الإسلامي فأخرجوا لنا الأسفار المتضمنة القوالب والصيغ وتم صب هذه الدرر في قوالب تكونت منها النظريات الفقهية لعلماء وفقهاء الرعيل الثاني من أساطين الشريعة وجهابذة الفقه الإسلامي.
سابعًا: تبعت المرحلة السابقة المرحلة التأسيسية الحديثة في صياغة الفقه الإسلامي في نظريات عامة تطرقت في سير أغوار موضوعات الفقه من عبادات ومعاملات وجنايات وحدود تعزيرات.
ثامنًا: تم خلال هذا المؤلف التطرق بشيء مختصر لبعض النظريات الفقهية كنظرية الملكية، ونظرية العقد، ونظرية نفي الضرر، ونظرية الدفاع الشرعي كأمثلة توضيحية ونماذج تدريسية يشار إليها أثناء المحاضرات بتوضيح مسهب ودراسة شاملة.
تاسعًا: المطالبة بإعادة صياغة الفقه الإسلامي تقنينًا وتنظيرًا وتقعيدًا خدمة عظيمة خالدة له ينبغي الاستمرار التطويري لها مسايرة مع التقنيات الحديثة والتكنولوجيات الغازية، والنوازل المدلهمة.
عاشرًا: الاستفادة من الدراسات القانونية في مجال النظريات عند الفقهاء، والقانونيين الأوروبيين من إنجلترا وفرنسيين مع التزام الدراسات الفقهية الإسلامية العصرية وفق أصول البحث العلمي ليحول دون السلبيات ولتخرج مؤلفات فقهية قانونية إسلامية تليق بمكانة أمة القرن الواحد والعشرون.
وبعد، فهذا جهد العبد الفقير القاصر بذل كل ما في وسعه فإن وفق ورضي عنه فمنه تعالى التوفيق والقبول، وأن ظهر القصور فإنه من لوازم البشر ولله الكمال وحده جل وعلا.
مستغفر الله من كل خطيئة أخطأتها، أو ذنب اقترفته، أو شطط ارتكبته في قول أو نقل أو رأي، وشفيعي القصد النزيه والنية الخالصة لله عز وجل ثم لخدمة شريعته التي جاهد في الوصول إلى تبليغها للأمة سيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الميامين وأصحابه الكرام وزوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين وحشرنا الله في زمرهم أجمعين والله حسبي ونعم الوكيل.
تحميل البحث اضغط للتحميل
http://www.islamfeqh.com/Nawazel/NawazelItem.aspx?NawazelItemID=2099
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق