الحديث السابع
عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله تعالى عنه أن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( الدين النصيحة ، قلنا لمن ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله
ولأئمة المسلمين وعامتهم )) رواه مسلم .
أولاً: ترجمة الراوي:
هو تميم بن أوس بن حارثة بن سَوْد الداري ، أبو رقية . صحابي ، نسبته إلى
الدار بن هانئ من لخم . كان راهب أهل عصره وعابد أهل فلسطين ، فأسلم سنة 9هـ وروي
أنه قرأ القرآن في ركعة ، وروي أنه اشترى رداء بألف درهم ، وكان يصلي بأصحابه فيه
، ويلبسه في الليلة التي يرجو أنها ليلة القدر ، ويقوم فيه الليل إلي الصلاة ،
وكان تميم أول من قص على الناس بأمر عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وروى عن عبد الله
بن وهب وسليمان بن عامر وعطاء بن يزيد الليثي وغيرهم ، وروى عنه النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث الجساسة الذي أخرجه مسلم ، سكن المدينة ثم انتقل
إلى الشام ، فنزل بيت المقدس ، روى له البخاري ومسلم 18 حديثًا .
انظر ترجمته فى :[ الاستيعاب 1 / 193 ، وأسد الغابة 1 / 215 ، وتهذيب ابن
عساكر 3 / 344 ، وتهذيب التهذيب 1 / 511 ، والأعلام 2 / 71 ] .
ثانياً: إعراب الحديث :
« عن أبي رقيه تميم بن أوس الداري » :
« عن » : حرف جر
« أبي »: اسم مجرور بعن وعلامة
جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف .
« رقية » : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع
من الصرف للعلمية والتأنيث .
«تميم » : بدل من أبي مجرور وعلامة
جره الكسرة وهو مضاف .
« ابن » : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف
.
« أوس » : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
« الداري » : صفة لتميم مجرورة وعلامة جرها الكسرة .
« رضي الله عنه » : « رضي » : فعل ماضٍ مبني على الفتح
.
« الله » : لفظ الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة
على آخره . «
عنه » :
عن حرف جر والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر والجار والمجرور متعلقان برضي
.
« أن النبي صلى الله عليه وسلم » : أن : حرف توكيد ونصب
. «النبي
» :
اسمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
« صلى » : فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر منع من ظهورها
التعذر .
« الله »: لفظ الجلالة فاعل مرفوع
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره . « عليه : على حرف جر الهاء ضمير
متصل مبني على الكسر في محل جر والجار والمجرور متعلقان بصلى .
« وسلم » : الواو حرف عطف .
«سلم»: فعل ماضٍ مبني على الفتح والفاعل مستتر جوازاً
تقديره هو .
« قال » : فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر
جوازاً تقديره هو.
« الدين النصيحة » :
« الدين » : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على
آخره .
« النصيحة » : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
.
« قلنا لمن » : قال فعل ماضٍ مبني على
السكون لاتصاله بناء الفاعلين
« نا » : ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل .
«لمن» : اللام حرف جر .
« من » : اسم استفهام مبني على السكون في محل جر وجملة
لمن في محل نصب مقول القول .
«قال : لله » : قال فعل ماضٍ مبني على
الفتح .
« لله » : جار ومجرور متعلقان بقال .
«ولكتابه » : الواو حرف عطف . اللام حرف جر .
« كتابه » : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء
ضمير مبني على الكسر في محل جر .
«ولرسوله» : تعرب إعراب ولكتابه .
«ولأئمة المسلمين » : الواو حرف عطف .
« اللام » حرف جر .
« أئمة » : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف .
«المسلمين» : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء .
« وعامتهم » :
« الواو » حرف عطف .
« عامتهم » : « عامة » اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف
.
« هم » : ضمير مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه
. والميم للجمع . وجملة « لله » وما بعدها في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره
النصيحة . أي النصيحة « لله » . . . إلخ[1]
ثالثاً:مفردات الحديث:
الدين : دين الإسلام
.
النصيحة : تصفية النفس من الغش للمنصوح له .
قلنا : معشر السامعين
.
لله : بالإيمان به
ونفي الشريك عنه ، وترك الإلحاد في صفاته ، ووصفه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله ،
وتنزيهه عن جميع النقائص. والرغبة في محابه بفعل طاعته ، الرهبة من مساخطه بترك معصيته
، والاجتهاد في رد العصاة إليه .
ولكتابه : بالإيمان ، بأنه كلامه وتنزيله ، وتلاوته حق تلاوته وتعظيمه ، والعمل بما فيه
والدعاء إليه .
ولرسوله : بتصديق رسالته ، والإيمان بجميع ما
جاء به وطاعته ، وإحياء سنته بتعلمها وتعليمها ، والإقتداء به في أقوله وأفعاله ، ومحبته
ومحبة أتباعه .
ولأئمة المسلمين : الولاة بإعانتهم على ما حملوا القيام به وطاعتهم وجمع الكلمة
عليهم ، وأمرهم بالحق ورد القلوب النافرة إليهم ، وتبليغهم حاجات المسلمين ، والجهاد
معهم والصلاة خلفهم ، وأداء الزكاة إليهم وترك الخروج عنهم بالسيف إذا ظهر منهم حيف
، والدعاء لهم بالصلاح . وأما أئمة العلم فالنصيحة لهم بث علومهم ونشر مناقبهم ، وتحسين
الظن بهم .
وعامتهم : بالشفقة عليهم ، وإرشادهم إلى مصالحهم ، والسعي فيما يعود نفعه عليهم ، وكف
الأذى عنهم ، وأن بحب لهم ما يحب لنفسه ،و يكره لهم ما يكره لنفسه [2].
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-الأمر بالنصيحة .
2-أنها تسمى دينا وإسلاما .
3-أن الدين يقع على العمل كما يقع على القول .
4-أن للعالم أن يكل فهم ما يلقيه إلى السامع ،ولا يزيد له في البيان حتى يسأله
السامع لتشوق نفسه حينئذ إليه ، فيكون أوقع في نفسه مما إذا هجمه به من أول وهلة[3]
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق