أحمد إبراهيم بيك
فقيه العصر ومجدد ثوب الفقه في مصر
للأستاذ الدكتور/ محمد عثمان شبير
هذا الكتاب ضمن سلسلة علماء ومفكرون معاصرون التي تصدرها دار القلم بدمشق،
الإصدار رقم (34) يتناول هذا الكتاب السيرة العلمية لعالم كبير من علماء مصر
والعالم الإسلامي إنه الشيخ العلامة الكبير/ أحمد إبراهيم بك فقيه العصر ومجدد ثوب
الفقه في مصر.
يقول
المؤلف في بداية الكتاب: لقد وجدت في نفسي اندفاعة قوية للكتابة عن حياة هذا الشيخ
الجليل العلمية، وفقهه ومنهجه، ودوره في تجديد الفقه ومؤلفاته، لعلي أكون ممن يقوم
بواجب ذكر هذا الإمام العلامة، وممن يوفي بوعد شيخينا الذي تتلمذت على كتبه في
الفقه والأصول.
وقسم
المؤلف الكتاب إلى مقدمة وفصلين وخاتمة:
في الفصل الأول تحدث عن لمحات من حياة الشيخ وعصره ونشأته وتكوينه العلمي،
وذكر أنه عاش الشيخ أحمد إبراهيم- على وجه التقريب- في القرن الرابع عشر الهجري
الموافق للقرن العشرين الميلادي، حيث ولد سنة (1364هـ-1945م) وفي هذه الفترة تعرض
العالم الإسلامي لأشرس هجمة غربية صليبية يهودية، فلم تكن تلك الهجمة مجرد ردة فعل
كالهجمات السابقة، وإنما كانت هجمات منظمة ومخططاً لها، وكانت ولادته بالقاهرة،
وفي حي الباطنية المجاور للأزهر الشريف. كما قال الدكتور محمد عبد الجواد
"ولد رحمه الله في يناير سنة (1874م) بحي الباطنية من الأحياء المجاورة
للأزهر بالقاهرة". ثم بيّن نبوغه العلمي وتفوقه على أقرانه، وذكر منهم الشيخ
عبد الوهاب النجار، والشيخ عبد العزيز جاويش، والشيخ حسن منصور بك، والشيخ محمد عز
العزب.
وكان الشيخ
يتمتع بمواهب عديدة من الذكاء، والذاكرة القوية، ودقة الكتابة وجمال الأسلوب،
وامتازت أخلاقه بالتواضع والإخلاص في العمل والوفاء والعزة والكرامة، وكانت له
مواقف مشهودة في الجوانب الإصلاحية، ومنها موفقه من دعوة الشيخ محمد عبده
الإصلاحية، وموقفه من الطاعنين في الإسلام والمنحرفين عنه.
ثم انتقل
للحديث عن شيوخه وذكر منهم الشيخ محمد عبده، والشيخ حسن الطويل، والشيخ أحمد
مفتاح، ومن تلاميذه الشيخ عبد الوهاب خلاف، والشيخ على الخفيف، والشيخ محمد أبو
زهرة.
ثم انتقل
المؤلف للحديث عن وظائفه قائلاً: لما كان
الشيخ أحمد إبراهيم مؤهلاً للقيام بهذه الوظيفة بكل كفاءة واقتدار رشحته عدة
مؤسسات جامعية للقيام بمهمة التدريس الجامعي مثل: دار العلوم، ومدرسة القضاء
الشرعي، ومدرسة الحقوق، وكلية الحقوق.
وأما عن
مكانته العلمية فقد شهد له كثير من علماء عصره بالمكانة العلمية المرموقة منهم
الشيخ عبد الوهاب خلاف والشيخ محمد أبو زهرة، والأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني،
والأستاذ إبراهيم دسوقي أباظة.
ثم ختم
الفصل بذكر وفاته وثناء العلماء عليه قائلاً: وقد ظل الشيخ أحمد إبراهيم صابراً على
ما أصابه من مرض إلى أن توفي يوم الأربعاء (11) من ذي القعدة سنة (1364هـ) الموافق
(17) من أكتوبر سنة (1945م) عن إحدى وسبعين سنة قضاها في التأليف والتدريس
والإصلاح الاجتماعي.
قال عنه الشيخ
عبد الوهاب خلاف:«توفي إلى رحمة الله عالم من أفضل علماء مصر، وفقيه من أجل فقهاء
المسلمين، وأستاذ من خيرة أساتذة كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول، هو الأستاذ
الجليل صاحب العزة المرحوم أحمد إبراهيم بك»، وقال الأستاذ إبراهيم دسوقي أباظة:«أما
أستاذي المفضل في سائر مراحل التعليم، فهو العلامة الكبير والباحث المرفق أحمد بك
إبراهيم، فله علي فضل الإرشاد والتوجيه والتعليم، وقد كنت أحاول أن أتخذه قدوة،
ولو اقتدى به سائر المصريين لما بكينا على العلم ولا على الأدب والدين».
وفي الفصل الثاني تناول المؤلف التعريف بمنهج الشيخ ومؤلفاته، وذكر أن من
منهجه في التأليف والكتابة الجمع بين الأصالة والمعاصرة، والتركيز على مقاصد
الشريعة وحكم التشريع، ومراعاة السهولة والبساطة في العبارة، والإحاطة والشمول في
الجزئيات، والتوثيق الإجمالي للمعلومات في مؤلفاته.
ثم انتقل
إلى ذكر مؤلفاته ومنها: علم أصول الفقه، والأهلية وعوارضها والولاية في الشرع
الإسلامي، أحكام تصرفات المريض مرض الموت بين الشريعة والقانون، مصادر الفقه
الإسلامي، وتاريخ التشريع الإسلامي، والعلاقة بين الدين والقانون، والالتزامات في
الشرع الإسلامي، والحق ورأي فقهاء الشريعة
الإسلامية فيه من حيث إطلاق وتغييره، والمعاملات الشرعية المالية، والتزام التبرعات،
وأحكام الوقف والمواريث، والعقود والشروط والخيارات، الوصية، وبيان أحكامها في
الشريعة الإسلامية، مع عرض آراء الفقهاء في جميع المسائل وأدلتها، وأحكام التصرف
عن الغير بطريق النيابة، الوقف وما ينبغي أن تكون عليه أحكامه، والمبادئ التي أخذ
بها مشروع قانون الوقف الجديد، الأحكام الشرعية للأحوال الشخصية، ونظام النفقات في
الشريعة الإسلامية، وموجز في المهر وبدل الخلع وتصرفات المريض والهبة والوصية
والميراث والوقف، وأحكام المرأة في الشريعة الإسلامية، وطرق الإثبات الشرعية،
والمرافعات الشرعية، وبحوث أخرى نشرت في مجلات متخصصة كمجلة القانون والاقتصاد
بكلية الحقوق جامعة القاهرة، وبحوث منشورة بالعديد من المؤتمرات. رحمه الله تعالى
وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.اللهم آمين.
د/ أحمد عرفة
باحث دكتوراه بجامعة الأزهر
عضو الجمعية الفقهية السعودية
بجريدة عقيدتي في العدد الصادر بتاريخ 5/4/2016م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق