الشيخ علي الخفيف
الفقيه المجدد
هذا الكتاب ضمن سلسلة علماء ومفكرون معاصرون التي تصدرها دار القلم بدمشق،
الإصدار رقم (16) يتناول هذا الكتاب السيرة العلمية لعالم كبير من علماء مصر
والعالم الإسلامي إنه فضيلة الشيخ/ علي الخفيف الفقيه المجدد. تأليف الأستاذ الدكتور/
محمد عثمان شبير، ويقع الكتاب في 198 صفحة من القطع المتوسط، طبعة دار القلم،
دمشق، الطبعة الأولى 1423هـ-2002م.
وقد قسَّم
المؤلف الكتاب إلى مقدمة وفصلين وخاتمة:
أما الفصل
الأول: فقد تناول فيه لمحات من حياته، وقد اشتمل على مبحثين:
المبحث
الأول: لمحات من حياة الشيخ علي الخفيف، وقسمه إلى ستة مطالب:
المطلب
الأول: تحدث فيه عن لمحات من حياة الشيخ من حيث ملامح عصره من الناحية السياسية
والاجتماعية والعلمية.
وفي المطلب
الثاني: تحدث عن نشأته وتكوينه العلمي وأنه ولد في قرية الشهداء بمحافظة المنوفية
وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ثم التحق بالأزهر الشريف سنة 1904م، والتحاقه
بمعهد الإسكندرية الديني، ولما علم بإنشاء مدرسة القضاء الشرعي سنة 1907م انتقل
إليها، وترك معهد الإسكندرية، لأن هذه المدرسة بمثابة جامعة راقية سامقة في حينها،
تفوق في مناهجها ونظامها معهد الإسكندرية الديني، وقد بقي فيها مدة ثماني سنوات،
حتى نال الشهادة العالية فيها التي تؤهله لتولي مناصب عديدة، ومن أقرانه الذين
درسوا معه في هذه المدرسة الشيخ عبد الوهاب خلاف، والدكتور أمين الخولي، والشيخ
محمد فرج السنهوري. ثم انتقل للحديث عن شيوخه وذكر منهم الشيخ أحمد إبراهيم بك،
والشيخ محمد الخضري، والشيخ محمد عبد المطلب واصل.
وفي المطلب
الثالث: تحدث المؤلف عن الوظائف التي تولاها الشيخ ومنها التدريس الجامعي في مدرسة
القضاء الشرعي، وكلية الحقوق بجامعة القاهرة، ومعهد الدراسات العربية العليا
بالقاهرة، وعمل أيضاً محامياً لدى وزارة الأوقاف ثم مديراً لشؤون المساجد ومشرفاً
عليها.
وفي المطلب
الرابع: تحدث عن مكانة الشيخ العلمية من حيث الملكة الفقهية وتمكنه من الفقه
وأصوله حتى قال عنه الدكتور إبراهيم مدكور"" تمكن من الفقه تمكناً لا
يجاريه فيه كثير من معاصريه، حذقه في بصر وبصيرة، ومارسه علماً وعملاً وضم إليه
قدراً غير قليل من علوم القانون، فتوافرت له أسباب الاجتهاد"، وبيّن مكانته
في الأوساط العلمية والرسمية فقد اختير عضواً بموسوعة الفقه الإسلامي بالمجلس
الأعلى للشؤون الإسلامية في سنة 1961م، وفي سنة 1961م شارك في أسبوع الفقه
الإسلامي ومهرجان ابن تيمية الذي عقد في دمشق، واختير عضواً بمجمع البحوث
الإسلامية سنة 1962م، وفي سنة 1967م اختير عضواً بالمجلس الأعلى للأزهر، وغير ذلك.
ومما يدل
على مكانته العلمية دعوته لتجديد الفقه الإسلامي وأنه لا يعني التخلص من القديم أو
محاولة هدمه، بل الاحتفاظ به، وترميم ما بلى منه، وإدخال التحسين عليه. ثم تحدث عن
تلاميذه وذكر منهم، الشيخ محمد أبو زهرة، والدكتور عبد الوهاب عزام، والدكتور
إبراهيم مدكور.
وفي المطلب
الخامس: تحدث عن شخصيته وأخلاقه وذكر منها التواضع، والشعور بالمسؤولية، والصدق
وكراهية الكذب، وفي المطلب السادس: تحدث عن وفاته وثناء العلماء عليه حيث توفي الشيخ
في القاهرة يوم 11/7/ 1978م بعد أن صلى المغرب والعشاء جمع تقديم بسبب المرض الذي
نزل به، وأقام له مجمع اللغة العربية بالقاهرة حفل تأبين يوم الأربعاء 7 من ذي
الحجة 1398هـ الموافق 8/11/1978م. جاء في كلمته التي ألقاها في حفل تأبين الشيخ
علي الخفيف- رحمه الله-:
"كان
من نعم الله عليه أنه كان جليلاً في كل مكان عمل به، فهو في مجمع البحوث الإسلامية
ينبوع دفاق، وفي موسوعة الفقه الإسلامي سحاب غيداق، وفي مدرسة القضاء الشرعي
وكليات الشريعة والحقوق علم خفاق، وفي مجمع اللغة العربية عالم مرموق، وفي تطوير
التشريع الإسلامي وتيسيره رائد سباق".
وفي المبحث
الثاني: تناول المؤلف آراء الشيخ في المعاملات المالية المعاصرة مثل الوقف الأهلي،
والوصية الواجبة، وتحديد الملكية الفردية، والتأمين، وشهادات الاستثمار، ومنح
الشخصية الاعتبارية للشركات.
وأما الفصل
الثاني: فقد تناول فيه التعريف بمؤلفات الشيخ، وقسَّمه مبحثين:
المبحث
الأول: سرد عام للمؤلفات المطبوعة وأماكن طباعتها.
وفي المبحث
الثاني: تعريف بأهم مؤلفات الشيخ وذكر منها: الوقف الأهلي، وتأثير الموت في حقوق
الإنسان والتزاماته، ومدى تعلق الحقوق بالتركة، وأحكام المعاملات الشرعية، والحق
والذمة، والمنافع، وأسباب اختلاف الفقهاء، والشركات في الفقه الإسلامي، وغيرها من
المؤلفات والبحوث التي نشرت في مجلات متخصصة كمجلة القانون والاقتصاد بكلية الحقوق
جامعة القاهرة، وبحوث منشورة بالعديد من المؤتمرات. رحمه الله تعالى وجزاه عن
الإسلام والمسلمين خير الجزاء.اللهم آمين.
د/ أحمد عرفة
باحث دكتوراه بجامعة الأزهر
عضو الجمعية الفقهية السعودية
نشر بجريدة
عقيدتي في العدد الصادر بتاريخ 27/9/2016م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق