كتاب
قرأناه لك
مدارس مصر
الفقهية في القرن الثالث عشر الهجري
للأستاذ
الدكتور/ محمد نبيل غنايم
أصل هذا الكتاب رسالة علمية نال بها المؤلف درجة
الدكتوراه في الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة سنة 1977م، وقد
نالت مرتبة الشرف الأولى. طبع بدار الهداية بالقاهرة، الطبعة الثانية سنة
1432هـ-2011م، ويقع هذا الكتاب في 480 صفحة.
قسم المؤلف الكتاب إلى ثلاثة أبواب وخاتمة كما يلي:
في الباب الأول تحدث عن "مصر" البيئة التي نشأت فيها هذه المدارس وهؤلاء
الأئمة , وعن أحوالها السياسية والاجتماعية والعلمية, وقسم هذا الباب إلى ثلاثة
فصول، في الفصل الأول تحدث عن أحوال مصر السياسية
قبل ابن طولون وبعده, والحياة
الاجتماعية, وطبقات الناس في هذا القرن,
وما كانوا فيه من تفرق , ثم ما تحقق بينهم من وحدة اجتماعية كاملة، وعن الأحوال
الاقتصادية وما وصلت إليه من انهيار قبل ابن طولون, نتيجة ظلم الولاة واشتغالهم
باستنزاف أموال الناس, ثم ما تحقق في ظل ابن طولون , من ازدهار وانتعاش اقتصادي
كبير في التجارة والزراعة والصناعة وانتشار
الرخاء في جميع السلع .
ثم ختم الفصل بالحديث عن الناحية العلمية , وبيّن أن مصر
كانت بها نهضة شاملة في جميع العلوم , وإن كانت العلوم الدينية تحظي بالنصيب
الأكبر.
وفي الفصل الثاني : تحدث عن المدارس والتعليم , كيف بدأ,
وكيف تطور من حلقات المساجد والكتاتيب إلي أن وصل إلي المدارس الحديثة في منتصف
القرن الخامس الهجري .
وخصص الفصل الثالث من هذا الباب للحديث عن المدارس الفقهية
بصفة عامة قبل القرن الثالث , وتحدث عن نشأة الفقه ومدارسه , وتطور هذه المدارس,
حتى انتهت إلي مدرستين لكل منهما خصائصها وأسلوبها في الاجتهاد هما: مدرسة الرأي ,
ومدرسة الحديث.
وفي الباب الثاني
تناول المؤلف مدارس مصر الفقهية في القرن الثالث الهجري، وقسم هذا الباب
إلى ثلاثة فصول: في الفصل الأول: تحدث عن المدرسة المالكية: كيف نشأت في مصر، وكيف
تطورت، وأشهر العلماء فيها، ثم بعد ذلك تحدث أئمة هذه المدرسة في هذا القرن من
المصريين، فعرف بكل منهم تعريفاً مختصراً، وبيّن أثره في مدرسته، وذكر منهم ابن
القاسم، وابن وهب، وأشهب، وعبد الله بن عبد الحكم، وأصبغ بن الفرج، وغيرهم. ثم
تحدث عن خصائص هذه المدرسة وأسلوبها في الاجتهاد.
وفي الفصل الثاني انتقل المؤلف للحديث عن المدرسة
الشافعية: كيف نشأت، وكيف تطورت، وأشهر العلماء فيها، ثم بعد ذلك تحدث أئمة هذه
المدرسة في هذا القرن من المصريين، فعرف بكل منهم تعريفاً مختصراً، وبيّن أثره في
مدرسته، وذكر منهم الشافعي، والبويطي، والمزني، ثم تحدث عن خصائص هذه المدرسة
وأسلوبها في الاجتهاد.
وفي الفصل الثالث تحدث المؤلف عن المدرسة الحنفية: كيف
نشأت، ومن الذين دخلوا بالفقه الحنفي إلى مصر، وما موقف الناس منه، ثم كيف تطورت،
وعرف ببعض أئمتها، ومنهم: بكار بن قتيبة، وابن أبي عمران، والطحاوي، ثم بيّن
خصائصها وأسلوبها في الاجتهاد.
ثم انتقل إلى الباب الثالث، وخصصه للدراسة الفقهية
المقارنة، وحدد الأسلوب الذي سلكه في ذلك والمجالات التي قارن فيها بين هذه
المدارس وهؤلاء الأئمة، وقسم هذا الباب إلى ستة فصول، في الفصل الأول قارن المؤلف
بين أئمة كل مدرسة على حدة في مجال الرواية عن الإمام، ونقل مذهبه إلى الدراسين،
وفي الفصل الثاني قارن بين أئمة كل مدرسة في مجال اختياراتهم الفقهية وترجيحاتهم
وتخريجاتهم، وفي الفصل الثالث تحدث عن أسلوب الاجتهاد، وفي الفصل الرابع قارن بين
هؤلاء الأئمة في الاجتهاد، وحدد مركز كل منهم فيه، وبيّن طبقاتهم في الاجتهاد،
وأنهم جميعاً مجتهدون، ولكنهم متفاوتون في هذا الاجتهاد، وفي الفصل الخامس قارن
بين الأصول التي أقام عليها كل منهم اجتهاده، وفي الفصل السادس انتقل المؤلف إلى
المقارنة بينهم في مجال الإنتاج الفقهي، وأثر ذلك في نمو كل مدرسة وتطوير كل مذهب.
فمن خلال هذا الكتاب نكون قد تعرفنا على مرحلة من أهم
مراحل الفقه الإسلامي ازدهرت فيها مدارسه وكثر فيها أئمته، وبرز فيها الاجتهاد
الفقهي في أثواب زاهية وأساليب راقية في منطقة كانت في هذا القرن أو في النصف
الثاني منه حاضرة العالم الإسلامي وقبلة العلماء وطلاب العلم في كل مكان.
د/ أحمد
عرفة
باحث
دكتوراه بجامعة الأزهر
عضو
الجمعية الفقهية السعودية
نشر بجريدة
عقيدتي في العدد الصادر بتاريخ 10/5/2016م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق