السبت، 30 يونيو 2012
الأحد، 24 يونيو 2012
ذكر الله عز وجل حياة للأبدان وشفاء للقلوب
ذكر الله عز وجل حياة للأبدان وشفاء للقلوب
إعداد : د / أحمد عرفة
إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور
أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ
إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
[آل عمران:102].
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ
رَقِيبًا } [النساء:1].
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه
وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عناصر الخطبة
1- فضل الذكر فى القرآن الكريم 0
2- فضل الذكر فى السنة النبوية 0
3- من الآثار الواردة عن السلف الصالح فى الذكر 0
4- فوائد الذكر 0
الموضوع وأدلته
أولاً : فضل ذكر الله عز وجل فى القرآن الكريم :
لذكر الله عز وجل فضائل كثيرة ذكرها ربنا تبارك وتعالى فى كتابه العزيز
منها:
1- أن الله عز وجل يذكر من يذكره :
ماالمراد بقوله تعالى : ﭽ ﯩ ﯪﭼ؟
ذكر علماء السلف رحمهم
الله تعالى والمفسرون أقوالاً كثيرة فى تفسير هذه الآية منها:
قال الحسن البصرى : اذكروني فيما افترضت عليكم ، أذكركم
فيما أوجبت لكم على نفسى .
وقال سعيد بن جبير : اذكروني بطاعتى أذكركم
بمغفرتى .
وقال ابن عباس رضى الله عنهما : ذكر الله إياكم ، أكبر من ذكركم
له ([2])0
عن الربيع في قوله:"فاذكروني
أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون": إن الله ذاكرُ من ذكره،
وزَائدُ من شكره، ومعذِّبُ من كفَره.
عن السدي:"اذكروني
أذكركم" قال: ليس من عبد يَذكر الله
إلا ذكره الله. لا يذكره مؤمن إلا ذكره برَحمةٍ، ولا يذكره كافر إلا ذكره بعذاب([3])0
تفسير القرطبي ج2 ص171
وقال أبو عثمان النهدي : إني لأعلم الساعة
التي يذكرنا الله فيها قيل له ومن أين تعلمها قال يقول الله عز وجل : (فاذكروني
أذكركم)
وسئل أبو عثمان فقيل له : نذكر الله ولا نجد في
قلوبنا حلاوة فقال : أحمدوا الله تعالى على أن زين جارحة من جواركم بطاعته 0
وقال ذو النون المصري رحمه الله : من ذكر الله تعالى ذكرا على الحقيقة نسى في جنب ذكره شيء وحفظ الله عليه
كل شيء وكان له عوضا من كل شيء0
وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه : ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب
الله من ذكر الله([4])0
عن عبيد بن عمير في قول الله تعالى : واذكر ربك في نفسك قال :
يقول الله
: إذا ذكرني عبدي
في نفسه ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني عبدي وحده ذكرته وحدي ، وإذا ذكرني في ملا ذكرته
في أحسن منهم وأكرم .
وعن قتادة قوله : واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة أمر الله بذكره ونهى عن الغفلة
.
قال ابن عباس رضى الله عنهما : إن الله عز وجل لم يفرض على عباده
فريضة إلا جعل لها حداً معلوماً ، ثم عذر أهلها فى حال غير الذكر ، فإن
الله تعالى لم يجعل له حداً ينتهى إليه ، فلم يعذر أحداً فى تركه إلا مغلوباً على
عقله ، فقال : ﭽﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮪﭼ([8])0
وبالليل والنهار ، فى البر، وفى السفر والحضر
، والغنى والفقير ، والصحة والسقم ، والسر والعلانية ، وعلى كل حال ،
قال ابن عباس رضى الله عنهما : يذكرون الله تعالى فى أدبار الصلوات ، وغدواً وعشياً ،
وفى المضاجع ، وكلما استيقظ من نومه ، وكلما غدا أو راح من منزله ذكر الله تعالى.
وقال الإمام القرطبى رحمه الله:
للعلماء في هذا الذكر ثلاثة
أقوال :
الأول : اذكروا الله عند جزع قلوبكم
، فإن ذكره يعين على الثبات في الشدائد. الثاني : اثبتوا بقلوبكم ، واذكروه
بألسنتكم ، فإن القلب لا يسكن عند اللقاء ويضطرب اللسان ، فأمر بالذكر حتى يثبت القلب
على اليقين ، ويثبت اللسان على الذكر ، ويقول ما قاله أصحاب طالوت : ﭽ ﮒ ﮓ
ﮔ ﮕ ﮖ
ﮗ ﮘ ﮙ
ﮚ ﮛ ﮜ
ﮝ ﮞ ﮟ
ﮠ ﮡ ﭼ [البقرة : 250]. وهذه الحالة
لا تكون إلا عن قوة المعرفة ، واتقاد البصيرة ، وهي الشجاعة المحمودة في الناس.
الثالث : اذكروا ما عندكم من وعد
الله لكم في ابتياعه أنفسكم ومثامنته لكم.
قلت : والأظهر أنه ذكر
اللسان الموافق للجنان.
قال محمد بن كعب القرظي : لو رخص لأحد في ترك الذكر
لرخص لزكريا ، يقول الله عز وجل : ﭽ ﮋ ﮌ
ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ
ﮒ ﮓ ﮔ
ﮕ ﮖ ﮗ
ﮘ ﮙﮚ ﮛ
ﮜ ﮝ ﮞ
ﮟ ﮠ ﮡ ﭼ [آل عمران : 41]،لرخص للرجل
يكون في الحرب ، يقول الله عز وجل : ﭽ ﯩ ﯪ
ﯫ ﯬ ﯭ
ﯮ ﯯ ﯰ
ﯱ ﯲ ﯳ
ﯴ ﯵ ﭼ [الأنفال: ٤٥]0
وقال قتادة : افترض الله جل وعز ذكره
على عباده ، أشغل ما يكونون عند الضراب بالسيوف. وحكم هذا الذكر أن يكون خفيا ، لأن
رفع الصوت في مواطن القتال رديء مكروه إذا كان الذاكر واحدا. فأما إذا كان من الجميع
عند الحملة فحسن ، لأنه يفت في أعضاء العدو([12]).
قال مجاهد رحمه الله : لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات حتى يذكر الله عز وجل
قائماً وقاعداً ومضطجعاً0
ثانياً : فضل الذكر فى السنة النبوية المطهرة
جاءت أحاديث كثيرة تبين فضله وعظيم منزلته ومنها:
1- عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم ، وخير
لكم من إعطاء الذهب والورق ، وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم ؟
" قالوا : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : " ذكر الله عز وجل "([14])0
فى هذا الحديث الشريف ثلاث فوائد :
1- أن ذكر الله عز وجل أفضل وأحب الأعمال إلى الله تبارك وتعالى .
2- أن ذكر الله عز وجل أفضل من إنفاق الذهب والفضة .
3- أن ذكر الله عز وجل أفضل من الجهاد فى سبيل الله
قال تعالى: ﭽ ﯪﯫ ﯬﯭﯮ ﯯﯰﯱ ﯲﭼ العنكبوت: 45.
قال الإمام المناوى
رحمه الله :
قوله صلى الله عليه وسلم :( ألا أنبئكم
بخير أعمالكم ) أي أفضلها
( وأزكاها عند مليككم ) أي أنماها وأطهرها عند ربكم
( وأرفعها في درجاتكم ) أي منازلكم في الجنة ( وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ) بكسر
الراء الفضة(وخير لكم من أن تلقوا عدوكم ) يعني الكفار ( فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم
) يعني تقتلوهم ويقتلوكم بسيف أو غيره قالوا وما ذاك؟ قال: ( ذكر الله )0
لأن جميع العبادات من الإنفاق ومقاتلة
العدو وغيرهما وسائل ووسايط يتقرب بها إلى الله والذكر هو المقصود الأعظم والقلب الذي
تدور عليه رحا جميع الأديان وهذا الحديث يقتضى أن الذكر أفضل من تلاوة القرآن([15])0
قال ثابت البنانى رحمه الله :
إنى لأعلم متى يذكرنى ربى عز وجل ، ففزعوا منه وقالوا : كيف تعلم ذلك ؟
فقال : إذا ذكرته ذكرنى .
وقال تعالى : ﭽ ﯪﯫ ﯬﯭﯮ ﯯ ﯰﯱﯲﭼ العنكبوت: ٤٥.
قال ابن عباس رضى الله عنهما : له وجهان :
أحدهما:أن ذكر الله تعالى لكم أعظم من ذكركم إياه0
والآخر: أن ذكر الله أعظم من كل عبادة سواه .
2- وعن عبد اللّه بن بسر- رضي
اللّه عنه- أنّ رجلا قال: يا رسول اللّه، إنّ شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فأخبرني بشيء
أتشبّث به، قال: «لا يزال لسانك رطبا من ذكر
اللّه») ([16])0
قوله ( إن شرائع الإسلام ):
قال الطيبي : الشريعة مورد الإبل على
الماء الجاري والمراد ما شرع الله وأظهره لعباده من الفرائض والسنن0
قال القاري : الظاهر أن المراد بها هنا النوافل لقوله:
( قد كثرت
علي )
بضم المثلثة ويفتح أي غلبت علي بالكثرة حتى عجزت عنها لضعفي 0
( فأخبرني بشيء ) قال الطيبي :التنكير في بشيء للتقليل
المتضمن لمعنى التعظيم كقوله تعالى ورضوان من الله أكبر ومعناه أخبرني بشيء يسير مستجلب
لثواب كثير قال القارئ وإلا ظهر أن التنوين لمجرد التنكير([17])0
3- وعن أبي سعيد
الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: خرج معاوية على حلقة في المسجد. فقال:ما أجلسكم؟. قالوا:
جلسنا نذكر اللّه قال: آللّه، ما أجلسكم إلّا ذاك؟ قالوا: واللّه ما أجلسنا إلّا ذاك. قال: أما إنّي لم أستحلفكم تهمة لكم. وما كان أحد
بمنزلتي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أقلّ عنه حديثا منّي. وإنّ رسول اللّه
صلّى اللّه عليه وسلّم خرج على حلقة من أصحابه فقال: «ما أجلسكم؟». قالوا: جلسنا نذكر
اللّه ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومنّ به علينا. قال: «آللّه، ما أجلسكم إلّا ذاك؟».
قالوا: واللّه ما أجلسنا إلّا ذاك. قال: «أما إنّي لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنّه أتاني
جبريل فأخبرني أنّ اللّه- عزّ وجلّ- يباهي بكم الملائكة») ([18])0
5- وعن أَبي
هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ فُقَراءَ المُهَاجِرِينَ أَتَوْا رسُولَ اللهِ صلى الله
عليه وسلم - ، فقالوا : ذَهَبَ أهْلُ الدُّثورِ بِالدَّرَجَاتِ العُلَى ، وَالنَّعِيمِ
المُقِيمِ ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي ، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ
مِنْ أمْوَالٍ ، يَحُجُّونَ ، وَيَعْتَمِرُونَ ، وَيُجَاهِدُونَ ، وَيَتَصَدَّقُونَ
. فَقَالَ : (( ألاَ أُعَلِّمُكُمْ شَيْئاً تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ ، وَتَسْبَقُونَ
بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ ، وَلاَ يَكُون أَحَدٌ أفْضَل مِنْكُمْ إِلاَّ منْ صَنَعَ مِثْلَ
مَا صَنَعْتُمْ ؟ )) قالوا : بَلَى يَا رسول الله ، قَالَ : (( تُسَبِّحُونَ ، وَتَحْمَدُونَ
، وَتُكَبِّرُونَ ، خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاثاً وَثَلاثِينَ )) قَالَ أَبُو صالح
الراوي عن أَبي هريرة ، لَمَّا سُئِلَ عَنْ كَيْفِيَّةِ ذِكْرِهِنَّ قَالَ : يقول
: سُبْحَان اللهِ ، وَالحَمْدُ للهِ واللهُ أكْبَرُ ، حَتَّى يَكُونَ مِنهُنَّ كُلُّهُنَّ
ثَلاثاً وَثَلاثِينَ([19])0
قال الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله:
قوله: "ذهب أهل الدثور:
الدثر": هو
المال الكثير.
و قوله: "تدركون من
سبقكم":يحتمل
أن يراد به السبق المعنوي وهو السبق في الفضيلة وقوله من بعدكم أي من بعدكم في الفضيلة
ممن لا يعمل هذا العمل ويحتمل أن يراد القبلية الزمانية والبعدية الزمانية ولعل الأول
أقرب إلى السياق فإن سؤالهم كان عن أمر الفضيلة وتقدم الأغنياء فيها.
و قوله: "لا يكون
أحد أفضل منكم":
يدل على ترجيح هذه الأذكار على فضيلة المال وعلى أ تلك الفضيلة للأغنياء مشروطة بأن
لا يفعلوا هذا الفعل الذي أمر به الفقراء وفي تلك الرواية تعليم كيفية هذا الذكر وقد
كان يمكن أن يكون فرادى - أي كل كلمة على حدة - ولو فعل ذلك جاز وحصل به المقصود ولكن
بين في هذه الرواية أنه يكون مجموعا ويكون العدد للجملة وإذا كان كذلك يحصل في كل فرد
هذا العدد والله أعلم([20])0
6- وعن أبي موسى
الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل
الحي والميت([21])0
قال الإمام المناوى رحمه الله:
شبه الذاكر بالحي الذي
يزين ظاهره بنور الحياة واشراقها فيه وباطنه منور بالعلم والفهم فكذا الذاكر مزين ظاهره
بنور العلم والمعرفة([22])0
7- وعن
أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق المفردون قالوا
وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذكرات([23])0
قال الإمام البغوى
رحمه الله :
5- وعن
جابر رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أفضل الذكر لا إله
إلا الله 0
قال الإمام المناوى رحمه الله :
قوله صلى الله عليه وسلم :( أفضل الذّكر
لا إله إلا الله ) لأنها كلمة التوحيد والتوحيد لا يماثله شيء وهي الفارقة بين الكفر
والإيمان ولأنها أجمع للقلب مع الله وأنقى للغير وأشد تزكية للنفس وتصفية للباطن وتنقية
للخاطر من قوله أراد الاستيعاب لا يظهر مع تقدير أعمال إذا لم يبق مفضل عليه([24])0
ثالثاً :من الآثار الواردة عن
السلف الصالح فى فضل الذكر :
قال أبو بكر- رضي اللّه عنه-:
«ذهب الذّاكرون اللّه بالخير كلّه»0
وقال أبو الدّرداء- رضي اللّه عنه-:
«لكلّ شيء جلاء، وإنّ جلاء القلوب ذكر
اللّه- عزّ وجلّ-»0
وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه اللّه:
«الذّكر للقلب مثل الماء للسّمك، فكيف
يكون حال السّمك إذا فارق الماء»0
وقال ابن القيّم- رحمه اللّه-: «الذّكر باب المحبّة وشارعها الأعظم
وصراطها الأقوم»0
وقال- رحمه اللّه-: «محبّة اللّه تعالى ومعرفته ودوام ذكره
والسّكون إليه والطّمأنينة إليه وإفراده بالحبّ والخوف والرّجاء والتّوكّل والمعاملة
بحيث يكون هو وحده المستولى على هموم العبد وعزماته وإرادته، هو جنّة الدّنيا والنّعيم
الّذي لا يشبهه نعيم، وهو قرّة عين المحبّين وحياة العارفين»0
وقال النون المصري : من ذكر الله تعالى ذكراً على الحقيقة نسي في جنب ذكره كلَّ شيء ، وحفظ الله
تعالى عليه كل شيء ، وكان له عوضاً عن كل شيء . وسمعته يقول : سمعت عبد الله
المعلم يقول : سمعت أحمد المسجدي يقول : سئل أبو عثمان ؛ فقيل له : نحن نذكر الله
تعالى ، ولا نجد في قلوبنا حلاوة ؟ فقال : أحمدو الله على أن زين جارحة من جوارحكم
بطاعته .
وقال أبو سليمان الداراني : إن في الجنة
قيعاناً ، فإذا أخذ الذاكر في الذكر أخذت الملائكة في غرس الأشجار فيها ، فربما
يقف بعض الملائكة ، فيقال له : لم وقفت ؟ فيقول : فَستر صاحبي .
وقال الحسن : تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة ، والذكر ، وقراءة القرآن ،
فإن وجدتم ، وإلا فاعلموا أن الباب مغلق .
وقال أبو عثمان : من لم يذق وحشة الغفلة لم يجد طعم أنس الذكر .
وعن الجنيدقال:سمعت السري يقول : مكتوب في بعض الكتب التي أنزلها الله تعالى : ' إذا كان
الغالب علي عبدي ذكري عشقني وعشقته '([25]).
رابعاً : فوائد الذكر
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى فى كتابه القيم ( الوابل الصيب من
الكلم الطيب ): وفي الذكر نحو من مائة فائدة:
إحداها: أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
الثانية: أنه يرضي الرحمن عز وجل.
الثالثة: أنه يزيل الهم والغم عن القلب.
الرابعة: أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.
الخامسة: أنه يقوي القلب والبدن.
السادسة: أنه ينور الوجه والقلب.
السابعة: أنه يجلب الرزق. الثامنة: أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
التاسعة: أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام.
العاشرة: أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان.
الحادية عشرة: أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل
الثانية عشرة: أنه يورثه القرب منه.
الثالثة عشرة: أنه يفتح له باباً عظيماً من أبواب المعرفة.
الرابعة عشرة: أنه يورثه الهيبة لربه عز وجل وإجلاله.
الخامسة عشرة: أنه يورثه ذكر الله تعالى له، كما قال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ
السادسة عشرة: أنه يورث حياة القلب.
السابعة عشرة: أنه قوة القلب والروح.
الثامنة عشرة: أنه يورث جلاء القلب من صدئه.
التاسعة عشرة: أنه يحط الخطايا ويذهبها، فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات.
العشرون: أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى.
الحادية والعشرون: أن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده، يذكر بصاحبه عند الشدة.
الثانية والعشرون: أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة.
الثالثة والعشرون: أنه منجاة من عذاب الله تعالى.
الرابعة والعشرون: أنه سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر.
الخامسة والعشرون: أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والباطل.
السادسة والعشرون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين.
السابعة والعشرون: أنه يؤمّن العبد من الحسرة يوم القيامة.
الثامنة والعشرون: أن الاشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين.
التاسعة والعشرون: أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها.
الثلاثون: أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال.
الحادية والثلاثون: أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه و معاده 0
الثانـية والثلاثون: أنه ليس في الأعمال شيء يعم الأوقات والأحوال مثله.
الثالثة والثلاثون: أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط.
الرابعة والثلاثون: أن الذكر رأس الأمور، فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله عز وجل.
الخامسة والثلاثون: أن في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء البتة إلا ذكر الله عز وجل.
السادسة والثلاثون: أن الذكر يجمع المتفرق، ويفرق المجتمع، ويقرب البعيد، ويبعد القريب. فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وإرادته، وهمومه وعزومه، ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم، والغموم، والأحزان، والحسرات على فوات حظوظه ومطالبه، ويفرق أيضاً ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه وأوزاره، ويفرق أيضاً ما اجتمع على حربه من جند الشيطان، وأما تقريبه البعيد فإنه يقرب إليه الآخرة، ويبعد القريب إليه وهي الدنيا.
السابعة والثلاثون: أن الذكر ينبه القلب من نومه، ويوقظه من سباته. الثامنة والثلاثون: أن الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون.
التاسعة والثلاثون: أن الذاكر قريب من مذكوره، ومذكوره معه، وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والإحاطة العامة، فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة والتو فيق.
الأربعون: أن الذكر يعدل عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل.
الحادية والأربعون: أن الذكر رأس الشكر، فما شكر الله تعالى من لم يذكره.
الثانية والأربعون: أن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطباً بذكره.
الثالثة والأربعون: أن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى.
الرابعة والأربعون: أن الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه.
الخامسة والأربعون: أن الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها والغفلة أصل معاداته ورأسها.
السادسة والأربعون: أنه جلاب للنعم، دافع للنقم بإذن الله.
السابعة والأربعون: أنه يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر.
الثامنة والأربعون: أن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذكر، فإنها رياض الجنة.
التاسعة والأربعون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ليس لهم مجالس إلا هي.
الخمسون: أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته.
الحادية والخمسون: أن إدامة الذكر تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية أو مالية، أو بدنية مالية.
الثانية والخمسون: أن ذكر الله عز وجل من أكبر العون على طاعته، فإنه يحببها إلى العبد، ويسهلها عليه، ويلذذها له، ويجعل قرة عينه فيها.
الثالثة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها ويؤمنه.
الرابعة والخمسون: أن الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطيق فعله بدونه.
الخامسة والخمسون: أن الذاكرين الله كثيراً هم السابقون من بين عمال الآخرة.
السادسة والخمسون: أن الذكر سبب لتصديق الرب عز وجل عبده، ومن صدقه الله تعالى رجي له أن يحشر مع الصادقين.
السابعة والخمسون: أن دور الجنة تبني بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر، أمسكت الملائكة عن البناء.
الثامنة والخمسون: أن الذكر سد بين العبد وبين جهنم.
التاسعة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق. .
الستون: أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب.
الحادية والستون: أن الجبال والقفار تتباهي وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها.
الثانية والستون: أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق.
الثالثة والستون: أن للذكر لذة عظيمه من بين الأعمال الصالحة لا تشبهها لذة.
الرابعة والستون: أن في دوام الذكر في الطريق، والبيت، والبقاع، تكثيراً لشهود العبد يوم القيامة، فإن الأرض تشهد للذاكر يوم القيامة0
إحداها: أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
الثانية: أنه يرضي الرحمن عز وجل.
الثالثة: أنه يزيل الهم والغم عن القلب.
الرابعة: أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.
الخامسة: أنه يقوي القلب والبدن.
السادسة: أنه ينور الوجه والقلب.
السابعة: أنه يجلب الرزق. الثامنة: أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
التاسعة: أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام.
العاشرة: أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان.
الحادية عشرة: أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل
الثانية عشرة: أنه يورثه القرب منه.
الثالثة عشرة: أنه يفتح له باباً عظيماً من أبواب المعرفة.
الرابعة عشرة: أنه يورثه الهيبة لربه عز وجل وإجلاله.
الخامسة عشرة: أنه يورثه ذكر الله تعالى له، كما قال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ
السادسة عشرة: أنه يورث حياة القلب.
السابعة عشرة: أنه قوة القلب والروح.
الثامنة عشرة: أنه يورث جلاء القلب من صدئه.
التاسعة عشرة: أنه يحط الخطايا ويذهبها، فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات.
العشرون: أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى.
الحادية والعشرون: أن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده، يذكر بصاحبه عند الشدة.
الثانية والعشرون: أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة.
الثالثة والعشرون: أنه منجاة من عذاب الله تعالى.
الرابعة والعشرون: أنه سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر.
الخامسة والعشرون: أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والباطل.
السادسة والعشرون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين.
السابعة والعشرون: أنه يؤمّن العبد من الحسرة يوم القيامة.
الثامنة والعشرون: أن الاشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين.
التاسعة والعشرون: أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها.
الثلاثون: أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال.
الحادية والثلاثون: أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه و معاده 0
الثانـية والثلاثون: أنه ليس في الأعمال شيء يعم الأوقات والأحوال مثله.
الثالثة والثلاثون: أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط.
الرابعة والثلاثون: أن الذكر رأس الأمور، فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله عز وجل.
الخامسة والثلاثون: أن في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء البتة إلا ذكر الله عز وجل.
السادسة والثلاثون: أن الذكر يجمع المتفرق، ويفرق المجتمع، ويقرب البعيد، ويبعد القريب. فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وإرادته، وهمومه وعزومه، ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم، والغموم، والأحزان، والحسرات على فوات حظوظه ومطالبه، ويفرق أيضاً ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه وأوزاره، ويفرق أيضاً ما اجتمع على حربه من جند الشيطان، وأما تقريبه البعيد فإنه يقرب إليه الآخرة، ويبعد القريب إليه وهي الدنيا.
السابعة والثلاثون: أن الذكر ينبه القلب من نومه، ويوقظه من سباته. الثامنة والثلاثون: أن الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون.
التاسعة والثلاثون: أن الذاكر قريب من مذكوره، ومذكوره معه، وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والإحاطة العامة، فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة والتو فيق.
الأربعون: أن الذكر يعدل عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل.
الحادية والأربعون: أن الذكر رأس الشكر، فما شكر الله تعالى من لم يذكره.
الثانية والأربعون: أن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطباً بذكره.
الثالثة والأربعون: أن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى.
الرابعة والأربعون: أن الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه.
الخامسة والأربعون: أن الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها والغفلة أصل معاداته ورأسها.
السادسة والأربعون: أنه جلاب للنعم، دافع للنقم بإذن الله.
السابعة والأربعون: أنه يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر.
الثامنة والأربعون: أن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذكر، فإنها رياض الجنة.
التاسعة والأربعون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ليس لهم مجالس إلا هي.
الخمسون: أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته.
الحادية والخمسون: أن إدامة الذكر تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية أو مالية، أو بدنية مالية.
الثانية والخمسون: أن ذكر الله عز وجل من أكبر العون على طاعته، فإنه يحببها إلى العبد، ويسهلها عليه، ويلذذها له، ويجعل قرة عينه فيها.
الثالثة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها ويؤمنه.
الرابعة والخمسون: أن الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطيق فعله بدونه.
الخامسة والخمسون: أن الذاكرين الله كثيراً هم السابقون من بين عمال الآخرة.
السادسة والخمسون: أن الذكر سبب لتصديق الرب عز وجل عبده، ومن صدقه الله تعالى رجي له أن يحشر مع الصادقين.
السابعة والخمسون: أن دور الجنة تبني بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر، أمسكت الملائكة عن البناء.
الثامنة والخمسون: أن الذكر سد بين العبد وبين جهنم.
التاسعة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق. .
الستون: أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب.
الحادية والستون: أن الجبال والقفار تتباهي وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها.
الثانية والستون: أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق.
الثالثة والستون: أن للذكر لذة عظيمه من بين الأعمال الصالحة لا تشبهها لذة.
الرابعة والستون: أن في دوام الذكر في الطريق، والبيت، والبقاع، تكثيراً لشهود العبد يوم القيامة، فإن الأرض تشهد للذاكر يوم القيامة0
والله من وراء القصد
وهو حسبنا ونعم
الوكيل
للتواصل مع الكاتب
0119133367
Ahmedarafa11@yahoo.com
[ 700 -774 هـ ]ج 1ص 464 – طبعة دار طيبة – تحقيق : سامى
بن محمد سلامة – الطبعة الثانية 1420 هـ - 1999 م 0
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)