الحديث الثاني والأربعون
عن
أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( قال الله تعالى
يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي . يا بن آدم لو
بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك . يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض
خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )) رواه الترمذي وقال : حديث
حسن صحيح .
أولاً:
ترجمة الراوى:
هو
أنس بن مالك بن النضر ، النجاري الخزرجي الأنصاري ، صاحب رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخادمه ، خدمه إلى أن قبض . ثم رحل إلى دمشق ، ومنها إلى
البصرة ، فمات بها آخر من مات بها من الصحابة . له في الصحيحين 2286 حديثًا .
انظر
ترجمته فى:[ الأعلام للزركلي ، والإصابة ، وطبقات ابن سعد ، وتهذيب ابن عساكر 3 /
199 ، وصفة الصفوة 1 / 298 ].
ثانياً:
إعراب الحديث:
«
يا » : حرف نداء .
«
ابن » : منادى منصوب علامة نصبه الفتحة وهو مضاف .
«
آدم » : مضاف إليه مجرور علامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة .
«
إنك » : « إن » : حرف توكيد ونصب .
«
الكاف » : ضمير خطاب مبني على الفتح في محل نصب اسم إن . « ما » : اسم شرط جازم مبني
على السكون.
«
دعوتني : « دعا » : فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، التاء ضمير مبني
على السكون في محل رفع فاعل ، والجملة في محل جزم اسم الشرط . الواو حرف عطف .
«
رجوتني » : تعرب إعراب دعوتني .
«
غفر » : فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير مبني على الضم
في محل رفع فاعل والجملة من الفعل والفاعل في محل جزم جواب الشرط .
«
لك » : جار ومجرور متعلقان بـ غفر ، « على » حرف جر . «ما »: اسم موصول مبني على السكون
في محل جر .
« كان » : هي هنا تامة بمعنى وُجد ، فهي فعل ماضٍ
مبني للمجهول مبني على الفتح .
«
منك » : من حرف جر الكاف ضمير مبني على الفتح في محل جر .
«
ولا أبالي » : الواو واو الحال .
«أبالي
» : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل ، الفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره
أنا ، والجملة في محل نصب حال .
«
يا ابن آدم » : سبق إعرابها .
«لو»
: حرف شرط غير جازم وهي حرف امتناع لامتناع . «بلغت» : فعل ماضٍ مبني على الفتح . والتاء
للتأنيث .
«
ذنوبك » : « ذنوب » : فاعل مرفوع علامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، الكاف ضمير خطاب مبني
على الفتح في محل جر بالإضافة .
«
عنان » : مفعول به منصوب علامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف . «السماء» : مضاف إليه مجرور
علامة جره الكسرة .
«ثم»:
حرف عطف يفيد التراخي .
« استغفرتني » : تعرب إعراب دعوتني .
«غفرت
لك يا ابن آدم » : سبق إعرابها .
«
إنك » : إنّ حرف توكيد ونصب . الكاف ضمير خطاب مبني على الفتح في محل نصب اسم إنّ
.
«
لو » : سبق إعرابها .
«
أتيتني » : تعرب إعراب دعوتني
.
«
بقراب » : جار ومجرور متعلقان بـ أتيت وهو مضاف . «الأرض» : مضاف إليه مجرور علامة
جره الكسرة .
«خطايا » : تمييز منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها
التعذر . « ثم » : سبق إعرابها .
«
لقيتني » : تعرب إعراب دعوتني .
«
لا » : نافية . « تشرك » : فعل مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر وجوباً
تقديره أنت .
«بي»
: جار ومجرور متعلقان بـ تشرك .
« شيئاً » : مفعول به منصوب علامة نصبه الفتحة .
«
لأتيتك » : اللام للقسم .
«
أتيت » : تعرب إعراب دعوت الكاف ضمير خطاب مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .
«
بقراب » : سبق إعرابها . الهاء ضمير مبني على السكون في محل جر بالإضافة .
«
مغفرة » تعرب إعراب خطايا إلا أنها منصوبة بفتحة ظاهرة ([1]).
ثالثاً:
مفردات الحديث:
ما
دعوتني : لمغفرة ذنوبك و (( ما )) مصدرية ظرفية .
ورجوتني
: والحال أنك ترجو تفضلي عليك . وإجابة دعائك .
غفرت
لك : ذنوبك ، أي سترتها عليك ولا أعاقبك بها في الآخرة .
على
ما كان منك : من تكرار المعاصي .
ولا
أبالي : لا أكترث بذنوبك ولا أستكثرها وإن كثرت إذ لا يتعاظمني شيء.
عنان
: بفتح المهملة _ سحاب .
استغفرتني
: طلبت مني وقاية شرها مع سترها .
بقراب
الأرض : بضم القاف وكسرها ، والضم أشهر ، أي بقريب ملئها ، أو بمثلها .
لقيتني
: مت على الإيمان .
لا
تشرك بي شيئا : لاعتقادك توحيدي ، والتصديق برسلي وبما جاءوا به([2]).
رابعاً: ما
يستفاد من الحديث:
يستفاد منه
:
1- سعة كرم الله
تعالى وجوده .
2- الرد على
الذين يكفرون المسلمين بالذنوب ، وعلى المعتزلة القائلين بالمنزلة بين المنزلتين ،
بمعنى أنه ليس بمؤمن و لا كافر في الدنيا ، ويخلد في النار في الآخرة . والصواب قول
أهل السنة : أن العاصي لا يسلب عنه اسم الإيمان ، ولا يعطاه على الإطلاق ، بل يقال
: هو مؤمن عاص ، أو مؤمن بإيمانه ، فاسق بكبيرته ، وعلى هذا يدل الكتاب والسنة ، وإجماع
سلف الأمة .
3- بيان معنى
لا إله إلا الله : أنه هو إفراد الله بالعبادة ، وترك الشرك قليله وكثيره .
4- حصول المغفرة
بهذه الأسباب الثلاثة :
الدعاء مع الرجاء
، والاستغفار والتوحيد وهو السبب الأعظم الذي فقه فقد المغفرة ، ومن جاء به فقد جاء
بأعظم أسباب المغفرة ([3]).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق