مواقف من تدبر الصحابة والسلف الصالح للقرآن الكريم
عن مسروق: (قال لي
رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم الداري، صلى ليلة حتى أصبح أو كاد يقرأ آية
يرددها. ويبكي: «أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا
الصالحات» [سورة الجاثية: 20].
وقال القاسم بن أبي
أيوب:
(سمعت سعيد بن جبير يردد هذه الآية في الصلاة بضعاً وعشرين مرة: (واتقوا يوماً
ترجعون فيه إلى الله) [سورة البقرة: 281].
وقال نعيم بن حماد: (قال رجل
لابن المبارك: قرأت البارحة القرآن في ركعة، فقال: لكني أعرف رجلاً لم يزل البارحة
يكرر «ألهاكم التكاثر»، إلى الصبح، ما قدر أن يتجاوزها – يعني: نفسه).
وقال أبو سليمان
الداراني:
(كان علي بن الفضيل لا يستطيع أن يقرأ «القارعة» ولا تقرأ عليه.
وقال إبراهيم بن
بشار:
(الآية التي مات فيها علي بن الفضيل في الأنعام «ولو ترى إذ وقفوا على النار
فقالوا يا ليتنا نرد» [الأنعام: 27] مع هذا الموضع مات، وكنت فيمن صلى عليه رحمه
الله.
ولما سمع الحسن بن صالح
قوله تعالى:
«فلا تعجل عليهم» [سورة مريم: 84] سقط الحسن بن صالح يخور كما يخور الثور، فرفعوه
ومسحوا وجهه ورشوا عليه الماء وأسندوه.
وقال أبو عثمان المغربي: (ليكن
تدبرك في الخلق تدبر عبرة، وتدبرك في نفسك تدبر موعظة، وتدبرك في القرآن تدبر
حقيقة. قال الله تعالى: «أفلا يتدبرون القرآن» [النساء: 82] جرأك به على تلاوته،
ولولا ذلك لكلت الألسن عن تلاوته).
قال الله تعالى: (كتاب
أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) [سورة ص: 29].
قال الحسن البصري
رحمه الله:
(والله ما تدبره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول: قرأت القرآن كله، ما
يرى له القرآن في خلق ولا عمل).
وقال سبحانه وتعالى: (أفلا
يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) [سورة
النساء: 82].
وقال عز وجل: (أفلا
يتدبرون القرآن أم على قلوبكم أقفالها) [سورة محمد: 24].
قال الإمام ابن كثير
رحمه الله:
(يقول الله تعالى آمراً عباده بتدبر القرآن وناهياً لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم
معانيه المحكمة وألفاظه البليغة: أفلا يتدبرون القرآن.
وعن عبدالله بن مسعود
رضي الله عنه قال: والذي نفسي بيده!! إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه
ويقرأه كما أنزله الله.
وقال الله عز وجل: (الذين
آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به) [سورة البقرة: 121].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق