الحديث السابع والثلاثون
عن ابن عباس
رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال
: (( إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك ، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله
عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى
أضعاف كثيرة ، إن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها
كتبها الله سيئة واحدة )) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف .
أولاً:
ترجمة الراوى :
هو عبد الله
بن عباس بن عبد المطلب . قرشي هاشمي . حبر الأمة وترجمان القرآن . أسلم صغيرًا
ولازم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد الفتح وروى عنه . كان الخلفاء
يجلونه . شهد مع علي الجمل وصفين . وكف بصره في آخر عمره . كان يجلس للعلم ، فيجعل
يوما للفقه ، ويومًا للتأويل ، ويومًا للمغازي ، ويومًا للشعر ، ويومًا لوقائع
العرب . توفي بالطائف .
انظر ترجمته
فى :[ الأعلام للزركلي ، والإصابة ، ونسب قريش ص 26 ]0
ثانياً:
إعراب الحديث:
« إنَّ » : حرف
توكيد ونصب .
« الله » : اسمها
منصوب .
« كتب » : فعل ماضٍ مبني على الفتح ، فاعله مستتر
جوازاً والجملة في محل رفع خبر إنّ .
«الحسنات »
: مفعول به منصوب علامة نصبه الكسرة .
« و » : حرف
عطف .
«السيئات» :
تعرب إعراب الحسنات .
« ثم » : حرف عطف .
« بيّن » : تعرب
إعراب كتب .
« ذلك » : اسم
إشارة مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .
«فمن» : الفاء
حرف استئناف .
« من » : اسم
شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
« همّ » : فعل
ماضٍ مبني على الفتح ، فاعله مستتر جوازاً والجملة في محل جزم فعل الشرط .
« بحسنة » :
جار ومجرور متعلقان بهم .
«فلم» : الفاء حرف عطف لم حرف جزم .
« يعملها »
: فعل مضارع مجزوم علامة جزمه السكون . فاعله مستتر جوازاً والهاء ضمير متصل مبني على
السكون في محل نصب مفعول به .
« كتبها » :
كتب فعل ماضٍ مبني على الفتح والهاء ضمير مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة
في محل جزم جواب الشرط والجملة الشرطية في محل رفع خبر المبتدأ .
«الله» : فاعل
مرفوع .
« عنده » : عند
ظرف مكان مضاف والهاء ضمير مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والجملة في محل نصب
حال من المفعول به
«حسنة» : حال
ثانية .
«كاملة » : صفة
منصوبة .
« و » : حرف
عطف .
« إنْ » : حرف
شرط جازم همّ سبق إعرابها .
«بها» : جار
ومجرور متعلقان بـ همّ ، « فعملها » : الفاء حرف عطف .
« عمل » : فعل
ماضٍ مبني على الفتح فاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو . « عشر » : نائب مفعول مطلق
مضاف .
« حسنات » :
مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة .
« إلى سبعمائة إلى » : إلى سبع جار ومجرور متعلقان
بكتب وهو مضاف مائة مضاف إليه مجرور وهو مضاف .
« ضعف » : مضاف
إليه مجرور .
« إلى » : أضعاف
جار ومجرور متعلقان بكتب .
« كثيرة » :
صفة مجرورة، من قوله « صلى الله عليه وسلم : وإنّ هم بسيئة ...» إلى نهاية الحديث ـ
تعرب إعراب السابق([1])
.
ثالثاً:
مفردات الحديث:
تبارك : تعاظم
.
وتعالى : تنزه
عما لا يليق بكماله .
كتب الحسنات
والسيئات : قدرهما في علمه على وفق الواقع .
بين ذلك : للكتبة
من الملائكة .
كتبها الله
: للذي هم بها ، أي أمر الحفظة بكتابتها .
حسنة كاملة
: لا نقص فيها ، وإن نشأت عن مجرد الهم .
ضعف : بكسر الضاد
مثل وقيل مثلين .
إلى أضعاف كثيرة
: بحسب الزيادة في الإخلاص وصدق العزم ، وحضور القلب ، وتعدى النفع .
سيئة واحدة
:تفضلا منه سبحانه ، حيث لم يأخذ عبده بمجرد الهم في جانب السيئة ، ولم يضاعفها عليه
بعد وقوعها ([2]).
رابعاً: ما
يستفاد من الحديث:
يستفاد منه
:
1-بيان فضل الله
العظيم على هذه الأمة ، إذ لو ما ذكر في الحديث لعظمت المصيبة ، لأن عمل العباد للسيئات
أكثر .
2-أن الحفظة
يكتبون أعمال القلوب ، خلافا لمن قال إنهم لا يكتبون إلا ألأعمال الظاهرة .
3-أن الهم بالحسنة
يكتب حسنة كاملة .
4-أن من هم بالحسنة
فعلمها كتبها الله عنده عشر حسنات ، إلا أن يشاء الزيادة على ذلك .
5-أن الهم بالسيئة
من غير عمل يكتب حسنة ، لكن الترك الذي يثاب عليه هو الترك مع القدرة لوجه الله عز
وجل ، لما في بعض روايات هذا الحديث ((......إ،ما تركها من جرائى )).
6-أن السيئة
تكتب بمثلها من غير مضاعفة ولا ينافي ذلك أنها تعظم بشرف الزمان والمكان ، أو قوة معرفة
الفاعل لله وقربه منه .
7-أن التضعيف
لا يتقيد بسبعمائة ([3]).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق