الحديث
الحادي والثلاثون
عن أبي العباس سهل بن سعد
الساعدي رضي الله تعالى عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال
: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس ، فقال : (( ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس
يحبك الناس)) .
حديث حسن ، رواه ابن ماجه
وغيره بأسانيد حسنة .
أولاً: ترجمة الراوى:
هو سهل بن سعد بن مالك
بن خالد ، أبو العباس ، الخزرجي الساعدي ، الأنصاري ، صحابي ، من مشاهيرهم . روى
عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن أبي وعاصم بن عدي وعمرو بن عنبسة
، وعنه ابنه العباس وأبو حازم والزهري وغيرهم . وقيل : هو آخر من بقي بالمدينة من
أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حكى ابن عيينة ، عن أبي حازم
، قال : سمعت سهل بن سعد يقول : لو متّ لم تسمعوا أحدا يقول : سمعت رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وله في كتب الحديث 188 حديثا .
انظر ترجمته فى: [
الإصابة 2 / 88 ، وتهذيب التهذيب 4 / 252 ، والاستيعاب 2 / 664 ، والأعلام 3 / 210
] .
ثانياً: إعراب الحديث:
« ازهد » : فعل أمر مبني
على السكون . والفاعل مستتر وجوباً تقديره أنت .
«في» : حرف جر .
« الدنيا » : اسم مجرور
علامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها التعذر. والجار والمجرور متعلقان بازهد .
« يحبك » : فعل مضارع مجزوم
لأنه وقع جواباً للطلب. والكاف ضمير مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .
«الله » : فاعل مرفوع .
« وازهد » : تعرب كالسابق
.
« فيما » : في حرف جر ما
اسم موصول مبني على السكون في محل جر « عند
» : ظرف مكان مضاف .
« الناس » : مضاف إليه
مجرور علامة جره الكسرة ، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
« يحبك الناس » : تعرب
إعراب يحبك الله([1])
.
ثالثاً: مفردات
الحديث:
دلني : أرشدني .
ازهد في الدنيا : اقتصر
على قدر الضرورة منها .
يحبك الله : لإعراضك عما
أمر بالإعراض عنه .
وازهد فيما عند الناس :من الدنيا .
يحبك الناس : لأن قلوبهم مجبولة على
حب الدنيا ، ومن نازع إنسانا في محبوبه كرهه و قلاه ، ومن لم يعارضه فيه أحبه([2]) .
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-أن الزهد في الدنيا من أسباب محبة
الله تعالى لعبده ، ومحبة الناس له .
2-أنه لا بأس بالسعي فيما تكتسب به
محبة العباد مما ليس بمحرم ، بل هو مندوب إليه ، كما يدل عليه الأمر بإفشاء السلام
، وغير ذلك من جوالب المحبة التي أمر بها الشارع([3]) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق