الحديث
التاسع
عن أبي هريرة عبد الرحمن
بن صخر رضي الله تعلى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : (( ما
نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فإنما أهلك الذين من قبلكم
كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم )) رواه البخاري ومسلم.
أولاً: ترجمة الراوي:
هو عبد الرحمن بن صخر
. من قبيلة دوس ، وقيل في اسمه غير ذلك . صحابي . راوية الإسلام . أكثر الصحابة
رواية . أسلم 7هـ وهاجر إلى المدينة . ولزم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ . فروى عنه أكثر من خمسة آلاف حديث . ولاه أمير المؤمنين عمر البحرين ،
ثم عزله للين عريكته . وولي المدينة سنوات في خلافة بني أمية .
[ الأعلام للزركلي 4 /
80 ، و " أبو هريرة " لعبد المنعم صالح العلي ]0
ثانياً:إعراب الحديث:
« ما » اسم شرط جازم مبني على
السكون في محل رفع مبتدأ 0
« نهيتكم » نهى فعل ماضٍ مبني على
السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، التاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل 0
« كم » الكاف ضمير خطاب مبني
على الضم في محل نصب مفعول به والميم للجمع .
« عنه » عن حرف جر ، الهاء ضمير
مبني على الضم في محل جر .
« فانتهوا » الفاء واقعة في جواب الشرط
. « انتهوا » فعل أمر مبني على حذف النون 0
« الواو » ضمير مبني على السكون
في محل رفع فاعل ، والجملة في محل جزم جواب الشرط 0
« وما أمرتكم به فأتوا
منه » ،
تعرب إعراب الجملة السابقة0
« ما استطعتم » :
« ما » : اسم موصول مبني على السكون
في محل نصب مفعول به .
« استطعتم » :
« استطاع » فعل ماضٍ مبني
على السكون لاتصاله بتاء الفاعل التاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم للجمع
والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
« فإنما أهلك » :
« الفاء » للتعليل إنما كافة ومكفوفة
،
« أهلك »
فعل ماضٍ مبني على الفتح .
« الذين » اسم موصول مبني على الفتح
في محل نصب مفعول به مقدم .
« من قبلكم » من حرف جر قبل اسم مجرور
والجار والمجرور متعلقان بأهلك وهو مضاف ، الكاف ضمير مبني على الضم في محل جر بالإضافة
والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
« كثرة » فاعل مؤخر مرفوع علامة
رفعه الضمة وهو مضاف .
«مسائلهم» :
« مسائل » مضاف إليه مجرور علامة
جره الكسرة وهو مضاف .
«هم» ضمير مبني على السكون
في محل جر بالإضافة .
«واختلافهم» :
«الواو»: حرف عطف .
« اختلاف » معطوف على كثرة وهو مضاف
وهم تعرب كما سبق.
« على » : حرف جر .
« أنبيائهم » :
«أنبياء » اسم مجرور وعلامة
جره الكسرة وهو مضاف ، والجار والمجرور متعلقان باختلاف .
ثالثاً: مفردات
الحديث:
فاجتنبوه : باعدوا منه حتما في المحرم
، وندبا في المكروه .
فأتوا منه : وجوبا في الواجب ، وندبا
في المندوب .
استطعتم : أطقتم .
واختلافهم : بالرفع ، لأنه أبلغ في
ذم الاختلاف ، إذ لا يتقيد حينئذ بكثرة خلافه لو جر ، ومعنى الاختلاف على الأنبياء
مخالفتهم . وهي تستلزم اختلاف الأمة فيما بينها ([2]).
رابعاً: مايستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-الأمر بامتثال الأوامر ، واجتناب
النواهي .
2-أن النهي أشد من الأمر ، لأن النهي
لم يرخص في ارتكاب شيء منه ، وأمر قيد بالاستطاعة ، ولهذا قال بعض السلف : أعمال البر
يعملها البار والفاجر ، والمعاصي لا يتركها إلا صديق .
3-أن العجز عن الواجب أو عن بعضه مسقط
للمعجوز عنه ، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ، إلا أن المعجوز عنه إن كان له بدل
فأتى به فقد أتى بما عليه ، كمن عجز عن القيام في الصلاة فانتقل إلى الصلاة قاعدا ،
أو على جنب ، وإن عجز عن أصل العبادة فلم يأت بها كالمريض يعجز عن الصيام سقطت عنه
المباشرة حالة العجز ، ووجب عليه القضاء بعده . وقد يكون الوجوب منوطا بالقدرة حالة
الوجوب فقط ، فإذا عجز عنه سقط رأسا كزكاة الفطر لمن عجز عن قوته وقوت عياله .
4-النهي عن كثرة السؤال . وقد قسم العلماء
السؤال إلى قسمين : أحدهما _ ما كان على وجه التعليم لما يحتاج إليه من أمر الدين ،
فهذا مأمور به لقوله تعالى :
( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
) وعلى هذا النوع تتنزل أسئلة الصحابة عن الأنفال والكلالة وغيرهما . والثاني _ ما
كان على وجه التعنت والتكلف وهذا هو المنهي عنه .
5-تحذير هذه الأمة من مخالفة نبيها
، كما وقع في الأمم التي قبلها([3]).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق