الحديث الحادي والعشرون
عن أبي عمرو _ وقيل أبي عمرة _ سفيان بن عبد الله رضي الله
عنه قال : قلت يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك . قال
:
(( قل آمنت بالله
، ثم استقم )) رواه مسلم .
أولاً: ترجمة الراوى:
هو سفيان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث ، أبو عمرو ،
الثقفي ، الطائفي ، صحابي . كان عامل عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، ووقع
في رواية مرسلة لابن أبي شيبة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعمله
على الطائف . روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن عمر . وعنه
أبناؤه عاصم وعبد الله وعلقمة وعمرو وأبو الحكم وابن ابنه محمد . وقال أبو الحسن
المديني : شهد سفيان بن عبد الله الثقفي حنينا . [ الإصابة 2 / 53 ، وأسد الغابة 2
/ 253 ، والاستيعاب 2 / 630 ، وتهذيب التهذيب 4 / 115 ] .
ثانياً: إعراب الحديث:
« قال » : تكرر إعرابها . « قلت » : « قال » : فعل ماضٍ مبني
على السكون لاتصاله بتاء الفاعل والتاء ضمير متكلم مبني على الضم في محل رفع فاعل ،
وحُذفت ألف قال لاتصاله بتاء الفاعل و لأنه فعل أجوف أي معتل الوسط . «يا » : حرف نداء
. « رسول » : منادى منصوب لأنه مضاف وعلامة نصبه الفتحة . « الله » : مضاف إليه مجرور
وعلامة جره الكسرة ، . « قل » : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوباً
تقديره أنت . « لي » : اللام حرف جر الياء ضمير مبني على السكون في محل جر والجار والمجرور
متعلقان بـ(قل) في الإسلام جار ومجرور متعلقان بـ(قل) . « قولاً » : مفعول مطلق منصوب
وعلامة نصبه الفتحة . « لا » : نافية . « أسأل » : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة
والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا . « عنه » : عن حرف جر الهاء ضمير متصل مبني
على الضم في محل جر . والجار والمجرور متعلقان بـ( أسأل ) . « أحداً » : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة . «غيرك » : صفة لأحد منصوبة وهي مضاف والكاف ضمير مخا طب مبني
على الفتح في محل جر بالإضافة . « قال » : سبق إعرابها . وجملة « قل لي » إلى قوله
«قال » في محل نصب مقول القول ؛ وجملة « لا أسال عنه أحدًا » غيرك في محل نصب صفة لقولاً
. « قل » سبق إعرابها . « آمنت » تعرب إعراب قلت . «بالله » جار ومجرور متعلقان بـ(آمنت
) . « ثم حرف عطف . « استقم » : تعرب إعراب قل([1]) .
ثالثاً: مفردات الحديث:
قل لي في الإسلام : في دينه وشريعته .
قولا : جامعا لمعاني الدين ، واضحا في نفسه ، اكتفى به واعمل
عليه .
استقم : الزم عمل الطاعات ، وانته عن جميع المخالفات([2]) .
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-الأمر بالاستقامة ، وهي الإصابة في جميع الأقوال
والأفعال والمقاصد . وأصلها استقامة القلب على التوحيد التي فسر بها أبو بكر الصديق
قوله تعالى : (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا )) فمتى استقام القلب على معرفة
الله وخشيته ، وإجلاله ، ومهابته ، ومحبته ، وإرادته ، ورجائه ، ودعائه ، والتوكل عليه
، والإعراض عما سواه ، استقامت الجوارح كلها على طاعته ، فإن القلب ملك الأعضاء وهي
جنوده ، فإذا استقام الملك استقامت جوارحه([3])0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق