الحديث العشرون
عن
أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن مما أدرك
الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت )) رواه البخاري .
أولاً:
ترجمة الراوى:
هو
عقبة بن عمرو بن أسيرة ، وقيل ثعلبة ، أبو مسعود البدري ، الأنصاري من الخزرج .
وهو مشهور بكنيته ، قال ابن حجر : اختلفوا في شهوده بدرا قفال الأكثر : نزلها فنسب
إليها ، وجزم البخاري بأنه شهدها وصاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
شهد العقبة وأُحدا وما بعدها .
روى
عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وعنه ابنه بشير وعبد يزيد الخطمي
وأبو وائل وعلقمة وغيرهم . ونزل الكوفة . وكان من أصحاب علي ، فاستخلفه عليها .
وله 202 من الأحاديث .
انظر
ترجمته فى:[ الإصابة 2 / 490 ، وأسد الغابة 3 / 554 ، وتهذيب التهذيب 7 / 247 ،
والأعلام 5 / 37 ] .
ثانياً:
إعراب الحديث:
«
إنَّ » : حرف توكيد ونصب .
«
مما » : من حرف جر ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر والجار والمجرور متعلقان
بمحذوف خبر إنً مقدم . أدرك فعل ما ض مبني على الفتح .
«
الناس » : فاعل مرفوع .
«
من » : حرف جر .
«
كلام » : : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف .
« النبوة » : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة
.
«
الأولى » : صفة مجرورة وعلامة جرها الكسرة المقدرة للتعذر .
«إذا»
: أداة شرط غير جازمة .
«
لم » حرف جزم .
«تستحِ
» : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة .
والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، وهو فعل
الشرط في محل جر بالإضافة .
«فاصنع
» : الفاء رابطة لجواب الشرط .
«
اصنع » : فعل أمر مبني على السكون وهو جواب الشرط والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره
أنت .
«
ما » : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
«
شئت » : شاء فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل والتاء ضمير مبني على الفتح
في محل رفع فاعل . وأداة الشرط وما بعدها في موضع نصب خبر إنَّ مؤخر ، وجملة « شئت
» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب [1].
ثالثاً:
مفردات الحديث:
أدرك
الناس : توارثوه قرنا بعد قرن ، والناس بالرفع والعائد على ما محذوف ويجوز النصب على
أن العائد ضمير الفاعل .
من
كلام النبوة الأولى : التي قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . والمراد أنه مما اتفقت
عليه الشرائع ، لأنه جاء في أولاها ، ثم تتابعت بقيتها عليه .
إذا
لم تستح : من الحياء ، وهو خلق يحث على فعل الجميل ، وترك القبيح ، ويمنع من التفريط
في الحق ، أما ما ينشأ عنه الإخلال بالحق فليس هو حياء شرعيا ، بل هو خور وضعف .
فاصنع
ما شئت : في هذا الأمر ثلاثة أقوال : أحدها _ أنها بمعنى الخبر كأنه يقول : إذا لم
يمنعك الحياء فعلت ما شئت ، أي ما تدعوك إليه نفسك من القبيح . الثاني _ أنه للوعيد
، كقوله تعالى : (( اعملوا ما شئتم )) والثالث أنه للإباحة ، أي انظر على الفعل الذي
تريد أن تفعله ، فإن كان مما لا يستحى منه فافعله ،
و إلا فلا([2]).
رابعاً:
ما يستفاد من الحديث:
يستفاد
منه :
1-شرف الحياء
، فإنه ما من نبي إلا وقد حث عليه ، ولم نسخ فيما نسخ من شرائع الأنبياء ، ولم يبدل
فيما بدل منها ، وذلك لأنه أمر قد على صوابه وبان فضله ، واتفقت العقول على حسنه وما
كان كذلك لا ينسخ .
2-أن الحياء
هو الذي يكف الإنسان ويردعه عن مواقعة السوء ، فإذا رفضه وخلع ربقته كان كالمأمور بارتكاب
كل ضلالة ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق