الحديث الأربعون
عن
ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنكبي فقال
: (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل _ وكان ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يقول
_ إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ،
ومن حياتك لموتك )) رواه البخاري0
أولاً:
ترجمة الراوى:
هو
عبد الله بن عمر بن الخطاب ، أبو عبد الرحمن . قرشي عدوي صاحب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ . نشأ في الإسلام ، وهاجر مع أبيه إلى الله ورسوله . شهد الخندق وما
بعدها ، ولم يشهد بدرا ولا أحدًا لصغره . أفتى الناس ستين سنة . ولما قتل عثمان
عرض عليه ناس أن يبايعوه بالخلافة فأبى . شهد فتح إفريقية كف بصره في آخر حياته .
كان آخر من توفي بمكة من الصحابة هو أحد المكثرين من الحديث عن رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
انظر
ترجمته فى:[ الأعلام للزركلي 4 / 246 ، والإصابة ، وطبقات ابن سعد ، وسير النبلاء
للذهبي ، وأخبار عمر أخبار عبد الله بن عمر لعلي الطنطاوي ]0
ثانياً:
إعراب الحديث:
«
أخذ » : فعل ماضٍ مبني على الفتح .
«
رسول » : فاعل مرفوع ، وهو مضاف .
« الله » : مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة .
« صلى » : فعل ماضٍ مبني على فتح مقدر منع من ظهوره
التعذر .
«
الله » : فاعل .
«
عليه » : جار ومجرور متعلقان بـ صلى ، « و » : حرف عطف .
«
سلّم » : فعل ماضٍ مبني على الفتح .
«
بمنكبي » : « الباء » : حرف جر .
«
منكب » : اسم مجرور وهو مضاف الياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة
.
«
فقال » : الفاء حرف عطف قال فعل ماضٍ مبني على الفتح فاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره
هو .
«كن»
: فعل أمر مبني على السكون واسمها مستتر وجوباً تقديره أنت .
«
في الدنيا » : جار ومجرور متعلقان بكن .
«
كأنك » : كأنّ حرف توكيد ونصب ، «الكاف » : اسمها مبني على الفتح في محل نصب .
«
غريب » : خبر كأن مرفوع علامة رفعه الضمة ، والجملة في محل نصب : خبر كن .
« أو » : حرف عطف .
«عابر»:
معطوف على غريب مرفوع مثلها وهو مضاف . «سبيل»: مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة([1]).
ثالثاً:
مفردات الحديث:
بمنكبي
: بفتح الميم وكسر الكاف _ مجمع العضد والكتف . ويروى بالإفراد والتثنية .
كأنك
غريب : لا يجد من يستأنس به ، ولا مقصد له إلا الخروج عن غربته إلى وطنه من غير أن
ينافس أحدا.
أو
عابر سبيل : المار في الطريق ، الطالب وطنه ، و(أو) بمعنى بل من قبيل الترقي من الغريب
الذي ربما تطمئن نفسه إلى بلد الغربة إلى عابر السبيل الذي ليس كذلك .
فلا
تنتظر الصباح : بأعمال الليل .
فلا
تنتظر المساء : لأن لكل من الصباح والمساء عملا يخصه إذا أخر عنه لم يستدرك كماله وإن
شرع قضاؤه .
وخذ
من صحتك لمرضك : اغتنم العمل حال الصحة فإنه ربما عرض مرض مانع منه ، فتقدم الميعاد
بغير زاد .
ومن
حياتك لموتك : اعمل في حياتك ما تلقى نفعه بعد موتك ، فإنه ليس بعد الموت إلا انقطاع
العمل ([2]).
رابعاً: ما
يستفاد من الحديث:
يستفاد منه
:
1-مس المعلم
أعضاء المتعلم عند التعليم للتأنيس والتنبيه .
2-الابتداء بالنصيحة
والإرشاد لمن لم يطلب ذلك .
3-مخاطبة الواحد
وإرادة الجمع ، فإن هذا لا يخص ابن عمر ، بل يعم جميع الأمة .
4-الحض على ترك
الدنيا والزهد فيها ، وألا يأخذ منها الإنسان إلا مقدار الضرورة المعينة على الآخرة.
5-التحذير من
الرذائل ، إذ الغريب لقلة معرفته بالناس قليل الحسد والعداوة ، والحقد والنفاق ، والنزاع
وجميع الرذائل التي تنشأ بالاختلاط بالخلائق ولقلة إقامته قليل الدار والبستان والمزرعة
، وسائر الأشياء التي تشغل عن الخالق من لم يوفقه الله .
6-تقصير الأمل
، والاستعداد للموت .
7-المسارعة إلى الأعمال الصالحة قبل
أن لا يقدر عليها ، ويحول مرض أو موت ، أو بعض الآيات التي لا يقبل معها عمل([3]).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق