الحديث الثاني عشر
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ))0
حديث حسن ، رواه الترمذي وغيره هكذا .
أولاً: ترجمة الراوى:
هو عبد الرحمن بن صخر . من قبيلة دوس ، وقيل في اسمه غير
ذلك . صحابي . راوية الإسلام . أكثر الصحابة رواية . أسلم 7هـ وهاجر إلى المدينة .
ولزم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فروى عنه أكثر من خمسة آلاف حديث
. ولاه أمير المؤمنين عمر البحرين ، ثم عزله للين عريكته . وولي المدينة سنوات في
خلافة بني أمية .
انظر ترجمته فى:[ الأعلام للزركلي 4 / 80 ، و " أبو
هريرة " لعبد المنعم صالح العلي ]0
ثانياً: إعراب الحديث:
« من حسن » : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم . وهو مضاف
. «إسلام
» :
مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف .
« المرء » : مضاف إليه مجرور وعلامة
الكسرة .
« تركه » : مبتدأ مؤخر مرفوع وهو مضاف الهاء ضمير مبني
على الضم في محل جر بالإضافة .
« ما » : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول
به للمصدر
( ترْكه )
« لا » : نافية .
« يعنيه » : يعني فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها
الثقل . «
الهاء » :
ضمير مبني على الكسر في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
ولفظ الحديث في محل نصب مقول القول [1].
ثالثاً:مفردات الحديث :
من : تبعيضيه ، أو بيانيه .
ما لا يعنيه : بفتح ياء المضارعة ، من عناء الأمر إذا تعلقت
به عنايته ، وكان من قصده وإرادته .
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-أن من قبح إسلام المرء أخذه فيما لا يعنيه ، وهو الفضول كله على اختلاف أنواعه
، فإن معاناته ضياع للوقت النفيس الذي لا يمكن أن يعوض فائته فيما لم يخلق لأجله .
2-الحث على الاشتغال بما يعني ، وهو ما يفوز به المرء في معاده من الإسلام والإيمان
والإحسان ، وما يتعلق بضرورة حياته في معاشه ، فإن المشتغل بهذا يسلم من المخاصمات
وجميع الشرور[2]
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق