السبت، 24 فبراير 2018

من أخطاء المصلين (1) رفع الصوت أثناء الصلاة د/ أحمد عرفة



من أخطاء المصلين (1)
رفع الصوت أثناء الصلاة
من الأخطاء التي يقع فيها كثير من المصلين، ولا سيما في صلاة الجماعة، رفع الصوت بالذكر والدعاء وقراءة القرآن أثناء الصلاة، ولا يدري هؤلاء أن هذا العمل يشوش على المصلين، وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك  فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن أبي حازم التمار، عن البياضي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة، فقال: "إن المصلي يناجي ربه عز وجل، فلينظر ما يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن".
قال ابن بطال رحمه الله: " مناجاة المصلي ربه عبارة عن إحضار القلب والخشوع في الصلاة، وقال عياض: هي إخلاص القلب وتفريغ السر بذكره وتحميده وتلاوة كتابه في الصلاة ، وقال غيره: مناجاة العبد لربه ما يقع منه من الأفعال والأقوال المطلوبة في الصلاة ، وترك الأفعال والأقوال المنهي عنها ، ومناجاة الرب لعبده إقباله عليه بالرحمة والرضوان وما يفتحه عليه من العلوم والأسرار، وفيه كما قال الباجي تنبيه على معنى الصلاة والمقصود بها؛ ليكثر الاحتراز من الأمور المكروهة المدخلة للنقص فيها ، والإقبال على أمور الطاعة المتممة لها.
( فلينظر بما يناجيه به) أراد به التحذير من أن يناجيه بالقرآن على وجه مكروه ، وإن كان القرآن كله طاعة وقربة.(شرح الزرقاني على موطأ مالك 1/310).
وأخرج النسائي في سننه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن رجل، من بني بياضة من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر من رمضان وقال: "إن أحدكم إذا كان في الصلاة، فإنما يناجي ربه فلا ترفعوا أصواتكم بالقرآن".
وفي مسند ابن الجعد عن أبي حازم قال شعبة : ثم قال عبد ربه بعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن رجل من بني بياضة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر من رمضان، وقال: إن أحدكم إذا كان في الصلاة، فإنما يناجي ربه فلا ترفعوا أصواتكم بالقرآن" قال: يعني شعبة فأقول: في الصلاة، فيقول : في الصلاة فتؤذوا المؤمنين، أو قال: المسلمين.
وبناء على ما سبق فإن على المصلي أثناء القراءة في الصلاة أن يكون وسطاً بين الجهر والإسراء بحيث يسمع نفسه، ولا يشوش على غيره، وذلك امتثالاً لقول الله تعالى: " وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً"(الإسراء: 110). وجاء في "الموسوعة الفقهية" (25/ 281):" يُسْتَحَبُّ الإْسْرَارُ بِالْقِرَاءَةِ إِذَا كَانَتِ النَّافِلَةُ نَهَارًا اعْتِبَارًا بِصَلاَةِ النَّهَارِ، وَيَتَخَيَّرُ بَيْنَ الْجَهْرِ وَالإْسْرَارِ فِي الصَّلاَةِ اللَّيْلِيَّةِ إِذَا كَانَ مُنْفَرِدًا، وَالْجَهْرُ أَفْضَل بِشَرْطِ أَنْ لاَ يُشَوِّشَ عَلَى غَيْرِهِ، أَمَّا إِذَا كَانَتِ النَّافِلَةُ أَوِ الْوِتْرُ تُؤَدَّى جَمَاعَةً فَيَجْهَرُ بِهَا الإْمَامُ لِيُسْمِعَ مَنْ خَلْفَهُ، وَيَتَوَسَّطُ الْمُنْفَرِدُ بِالْجَهْرِ".