الخميس، 9 مارس 2017

سؤال في صحة أحاديث في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟


وصلني سؤال يقول:
انتشر على جروبات الواتس مقطع في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم به بعض الأحاديث الواردة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، الأول: (من صلى علي في اليوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة ، سبعين منها في الآخرة وثلاثين منها في الدنيا)، والثاني: (من صلى عليَّ ألفَ صلاة لم يمت حتى يبشر بالجنة)، والثالث: (من صلى عليَّ حين يصبح عشرا، وحين يمسي عشرا، أدركته شفاعتي يوم القيامة)، (ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام). فما مدى صحة هذه الأحاديث؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد:
فإن للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فضل عظيم بيّنه ربنا جل وعلا بقوله: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"(الأحزاب: 56)، وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا " وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة التي تبين لنا فضل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما عن هذه الأحاديث المنتشرة ومدى صحتها فالحديث الأول (من صلى علي في اليوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة ، سبعين منها في الآخرة وثلاثين منها في الدنيا) أخرجه ابن النجار عن جابر، والحديث الثاني(من صلى عليَّ ألفَ صلاة لم يمت حتى يبشر بالجنة) أخرجه أبو الشيخ عن أنس، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة(5110): ضعيف جداً، والحديث الثالث (من صلى عليَّ حين يصبح عشرا، وحين يمسي عشرا، أدركته شفاعتي يوم القيامة) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب حديث رقم (396)، والسلسلة الضعيفة حديث رقم (5788).
والحديث الرابع (ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام) أخرجه أبو داود في سننه، وأحمد في مسنده، وحسنه الألباني في صحيح الجامع حديث رقم (5679)، والسلسلة الصحيحة حديث رقم (2266)، وصحيح سنن أبي داود حديث رقم (1779).
وليعلم السائل الكريم أن في الأحاديث الصحيحة الواردة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي غيرها، الغنية والكفاية عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة المنتشرة في المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه ونشره فقال: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"(رواه البخاري)، وقد ذكرنا في البداية ما يدل على فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الآية الكريمة والحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه. والله أعلم. 


وصلني سؤال يقول: ما هي المواطن التي يستحب فيها الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟


  • وصلني سؤال يقول:
    ما هي المواطن التي يستحب فيها الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟
    الجواب:
    هناك مواطن كثيرة يستحب فيها الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم منها: في يوم الجمعة، وذلك لما أخرجه أبو داود في سننه بسند صحيح عن أوس بن أوس، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم ، وفيه قبض، وفيه النفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي " قال: قالوا: يا رسول الله ، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت - يقولون: بليت - ؟ فقال: " إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء".
    ومنها: عند الآذان، وذلك لما أخرجه مسلم في صحيحه  عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا سمعتم المؤذن ، فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي ، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ، ثم سلوا الله لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ".
    ومنها: عند الدعاء، وذلك لما أخرجه الطبراني بسند حسن  عن علي رضي الله عنه قال: " كل دعاء محجوب حتى يصلي على محمد وآل محمد صلى الله عليه وسلم "،  فضالة بن عبيد:" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يدعو في صلاته، ولم يحمد الله، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم", فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: "عجل هذا "ثم دعاه, فقال له أو لغيره: "إذا صلى أحدكم فليبدأ بحمد ربه والثناء عليه ثم يصلي على محمد و آل محمد ثم يدعو شاء".
    ومنها: عند دخول المسجد والخروج منه، وذلك لما أخرجه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا دخل أحدكم المسجد، فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج، فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك ".
    ومنها: عند ذكره صلى الله عليه وسلم، وذلك لما أخرجه النسائي في سننه عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي ".
    ومنها: الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الخطب كخطبة الجمعة والعيدين وغيرهما، وهذا ثابت بفعله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وصحابته رضي الله عنهم والأئمة والخطباء من بعدهم.
    ومنها: عند الهم والشدة وطلب المغفرة، وذلك لما أخرجه الترمذي في سننه بسند صحيح عن الطفيل بن أبي بن كعب ، عن أبيه ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: " يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه"، قال أبي : قلت : يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ فقال: " ما شئت". قال: قلت: الربع، قال: "ما شئت فإن زدت فهو خير لك "، قلت: النصف ، قال: "ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك"، قال: قلت: فالثلثين، قال:" ما شئت، فإن زدت فهو خير لك "، قلت: أجعل لك صلاتي كلها قال: "إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبك ".
    ومنها: في المجالس وقبل التفرق، وذلك لما أخرجه الترمذي في سننه بسند صحيح  عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ، ولم يصلوا على نبيهم، إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم".
    ومنها: في كل وقت، وذلك لما أخرجه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أولى الناس بي أكثرهم علي صلاة". والله أعلم.

وصلني سؤال يقول: ما هو فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟


  1. وصلني سؤال يقول:
    ما هو فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟
    الجواب:
    للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فضائل كثيرة منها قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(الأحزاب: 56)، عن أبي العالية: صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه وتعظيمه، وصلاة الملائكة وغيرهم عليه طلب ذلك له من الله تعالى، والمراد طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة.
    وجاءت في السنة النبوية المطهرة أحاديث كثيرة تدل على فضل الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا"، وأخرج الترمذي في سننه عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة"
     وفي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تفريج للهموم والكروب، عن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتاني آت من ربي فقال ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشرا) فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله أجعل نصف دعائي لك إن شئت قال ألا أجعل ثلثي دعائي لك قال: إن شئت قال: ألا أجعل دعائي لك كله قال: ( إذن يكفيك الله هم الدنيا وهم الآخرة). قال ابن علان –رحمه الله-: "ووجه كفاية المهمات بصرف ذلك الزمن إلى الصلاة عليه : أنها مشتملة على امتثال أمر اللّه تعالى، وعلى ذكره وتعظيمه ، وتعظيم رسوله ، ففي الحقيقة لم يفت بذلك الصرف شيء على المصلي ، بل حصل له بتعرضه بذلك الثناء الأعظم أفضل مما كان يدعو به لنفسه، وحصل له مع ذلك صلاة اللّه وملائكته عليه عشراً، مع ما انضم لذلك من الثواب الذي لا يوازيه ثواب ، فأيّ فوائد أعظم من هذه الفوائد ؟ ومتى يظفر المتعبد بمثلها ، فضلا عن أنفَسَ منها ؟ وأنى يوازي دعاؤه لنفسه واحدة من تلك الفضائل التي ليس لها مماثل ببركته.( دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين 5/18).
    وبالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تغفر الذنوب، فعن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في ثلثي الليل فيقول: جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه وقال أبي يا رسول الله إني أصلي من الليل أفأجعل لك ثلث صلاتي ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشطر) قال أفأجعل لك شطر صلاتي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الثلثان أكثر) قال أفأجعل لك صلاتي كلها قال: ( إذن يغفر لك ذنبك كله) (أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح).، وقوله: (يغفر لك ذنبك) لأنه يبارك على نفسك بواسطته الكريمة في وصول كل خير إليك إذ قمت بأفضل أنواع الشكر المتضمن لزيادة الإفضال والإنعام المستلزمين لرضا الحق عنك ومن رضي عنه لا يعذبه.( دليل الفالحين 5/18).
    وأخبر صلى الله عليه وسلم أن صلاتنا عليه تبلغه في قبره، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تجعلوا قبري عيدا ولا تجعلوا بيوتكم قبورا وصلوا علي وسلموا حيثما كنتم فسيبلغني سلامكم وصلاتكم)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن لله في الأرض ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام)، وبيّن لنا أن البخيل من ذكر عنده فلم يصل عليه، وذلك فيما أخرجه الترمذي بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي).
    مما سبق يتبين لنا أن في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الرفعة في الدرجات وتكفير للسيئات، وزيادة في الحسنات، وتفريج للهموم، والشفاعة في الآخرة، وغير ذلك من الفضائل العظيمة التي ينالها من عطر لسانه بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.


حكم أكل لحم الكلاب؟ د/ أحمد عرفة

مشاركتي اليوم في تحقيق لصحيفة الدستور رداً على فتوى الشيخ/ خالد الجندي التي أباح فيها أكل لحوم الكلاب.
حكم أكل لحوم الكلاب؟
انتشرت في الآونة الأخيرة فتاوى كثيرة لبعض المنتسبين إلى الفتوى بجواز أكل لحم الكلاب قائلين بأن هذا ليس برأيهم وإنما هو قول المالكية.
وإليكم الجواب والتفصيل في هذا الأمر والله الموفق:
اختلف الفقهاء في حكم نجاسة الكلب فذهب جمهور الفقهاء إلى أن الكلب نجس، وذهب المالكية إلى طهارة سؤره وبدنه، والراجح هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من نجاسة الكلب. قال الإمام النووي رحمه الله: "مذهبنا أن الكلاب كلها نجسة المعلم وغيره الصغير والكبير، وبه قال الأوزاعي وأبو حنيفة وأحمد وإسحاق وأبو ثور وأبو عبيد، واستدلوا على ذلك بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليرقه ثم ليغسله سبع مرات" رواه مسلم، وعن أبي هريرة أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب" رواه مسلم. والدلالة من الحديث الأول ظاهرة؛ لأنه لو لم يكن نجساً لما أمر بإراقته؛ لأنه يكون حينئذ إتلاف مال، وقد نهينا عن إضاعة المال، والدلالة من الحديث الثاني ظاهرة أيضاً فإن الطهارة تكون من حدث أو نجس وقد تعذر الحمل هنا على طهارة الحدث فتعينت طهارة النجس. والله أعلم. (المجموع 2/523).
وأما عن حكم أكل لحوم الكلب فقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة، وهو قول المالكية –صححه ابن عبد البر- إلى تحريم أكل لحم الكلب، وذلك لما أخرجه البخاري في صحيحه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع , وعن كل ذي مخلب من الطير"، وما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل ذي ناب من السباع فأكله حرام"، والكلب سبع ذو ناب فيحرم أكله، وكذلك من الأدلة على تحريم أكل لحم الكلب حرمة بيعه، وذلك لما ثبت في الصحيحين من حديث أبي مسعود الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن ثمن الكلب، وحلوان الكاهن، ومهر البغي، وما أخرجه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثمن الكلب خبيث"، وذلك نص في التحريم، لقوله تعالى: "وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ"(الأعراف:157).
وأما من يحتج بقول بعض المالكية في جواز أكل لحوم الكلاب فنقول له: إن المتعمد في مذهب المالكية هو القول بحرمة أكل لحوم الكلاب، وذهب بعضهم إلى القول بالكراهة. قال ابن حبيب المالكي –رحمه الله-: لم يختلف المدنيون في تحريم لحوم السباع العادية الأسد والنمر والذئب والكلب فأما غير العادية كالذئب والثعلب والضبع والهر الوحشي والأنسي فمكروهة دون تحريم قاله مالك وابن الماجشون ونحو هذا في كتاب ابن المواز اللخمي في حرمة كل ذي ناب كالكلب والذئب وكراهتهما قولان، وقال أبو عمر: إدخال مالك حديث أبي هريرة وأبي ثعلبة يدل أن مذهبه في النهي عن أكل كل ذي ناب من السباع نهي تحريم وأصل النهي أن تنظر إلى ما ورد منه فما كان منه واردا على ما في ملكك فهي نهي أدب وإرشاد كالأكل من رأس الصحفة والاستنجاء باليمين والأكل بالشمال وما طرأ على غير ملكك فهو على التحريم كالشغار وعن قليل ما أسكر كثيره واستباحة الحيوان من هذا القسم، ولا حجة لمن تعلق بقوله تعالى { قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً}؛ لأن سورة الأنعام مكية، وقد نزل بعدها نهي أشياء محرمات وبإجماع أن النهي عن أكل كل ذي ناب من السباع إنما كان من المدينة وانظر قول خليل سبع إن كان عنى به الأسد فعلى ما قال الباجي إنه ظاهر المدونة يكون مكروها ومقتضى ما لابن حبيب وابن المواز وغيرهما أنه حرام.[التاج والإكليل (3/ 235)].
وجاء في حاشية الدسوقي على الشرح الكبير(2/117): "الَّذِي حَصَّلَهُ الحطاب فِي الْكَلْبِ قَوْلَانِ: الْحُرْمَةُ, وَالْكَرَاهَةُ, وَصَحَّحَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ التَّحْرِيمَ، قَالَ الحطاب: وَلَمْ أَرَ فِي الْمَذْهَبِ مَنْ نَقَلَ إبَاحَةَ أَكْلِ الْكِلَابِ".
وجاء في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس (ص: 271) فصل: يما يحرم أكله من الحيوان: "ولا تؤكل الكلاب والخنزير محرم أكل لحمه وشحمه، ولا بأس بالانتفاع بشعره في الخرز وغيره ولا يؤكل شيء من سباع الوحش مثل الأسد، والذئب،والفهد، والنمر، والضبع ولا تؤكل الحُمر الأهلية، ولا البغال".
مما سبق يتبين لنا أن مذهب جمهور الفقهاء هو نجاسة الكلب، وعليه فلا يجوز أكل لحوم الكلاب، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى حرمة أكل لحم الكلب، ومن احتج بقول المالكية على جواز أكل لحوم الكلاب نقول له إن فقهاء المالكية اختلفوا بين القول بالحرمة والكراهة، وما صححه الإمام ابن عبد البر وغيره من المالكية هو القول بحرمة أكل لحم الكلب، وذلك لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع، والكلب من السباع ذو ناب فيحرم أكله، وكذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمنه، وأن ثمنه خبيث، وأن الله تعالى إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، وعليه فالراجح من أقوال أهل العلم هو نجاسة الكلب، وحرمة أكل لحمه. والله أعلم. 

حوار نشر بجريدة الدستور 
http://www.dostor.org/1323391