الجمعة، 12 نوفمبر 2021

مفاتيح الفرج بعد الشدة

 

مفاتيح الفرج بعد الشدة

إن الناظر في حال كثير من الناس، يجد أنهم يفرحون في وقت العطاء، ويحزنون في وقت المنع، ولا يعلم هؤلاء أنه ربما كان العطاء منعًا، وربما كان المنع عطاءًا كما ورد في حكم ابن عطاء الله السكندري –رحمه الله- حيث قال: "ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك، ومتى فتح لك باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء"، وقد جاء ذلك واضحًا جليًا في كثير من آيات القرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى: "وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ" (البقرة: 216)، وقوله سبحانه: "فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" (النساء: 19).

وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن أمر المؤمن كله خير، حال السراء والضراء، حال الصحة والمرض، حال الغنى والفقر، وأن ذلك ليس لأحد إلا للمؤمن، وقد جاء ذلك فيما أخرجه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عَجَبا لأمر المؤمن! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيرًا له» (أخرجه مسلم)، ومن هذا الحديث أخذ الإمام ابن القيم-رحمه الله- قاعدة عظيمة في بيان حال المؤمن في السراء والضراء، حيث قال –رحمه الله: "محن من الله تعالى يبتليه بها ففرضه فيها (الصبر) والتسلي، ... فإذا قام به العبد كما ينبغي انقلبت المحنة في حقه منحة، واستحالت البلية عطية، وصار المكروه محبوبًا، فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتله ليهلكه، وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته، فإن لله تعالى على العبد عبودية الضراء، وله عبودية عليه فيما يكره، كما له عبودية فيما يحب، وأكثر الخلق يعطون العبودية فيما يحبون، والشأن في إعطاء العبودية في المكاره، ففيه تفاوت مراتب العباد، وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى" (الوابل الصيب: 11).

ومع ذلك فقد بيّن سبحانه وتعالى أن الشدة بعدها الفرج، وأن العسر بعده اليسر، وفي ذلك يقول سبحانه: "أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ" (الشرح: 1-8).

فهذه السورة كلها، مفصحة بإذكار اللّه عز وجل، رسوله عليه السلام، منته عليه، في شرح صدره بعد الغم والضيق، ووضع وزره عنه، وهو الإثم، بعد إنقاض الظهر، وهو الإثقال، أي أثقله فنقض العظام، كما ينتقض البيت إذا صوت للوقوع، ورفع -جل جلاله- ذكره، بعد أن لم يكن، بحيث جعله الله مذكوراً معه، والبشارة له، في نفسه عليه السلام، وفي أمته، بأن مع العسر الواحد يسرين، إذا رغبوا إلى الله تعالى ربهم، وأخلصوا له طاعاتهم ونياتهم. (الفرج بعد الشدة: للتنوخي، ص 1).

وقال تعالى: "لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا" (الطلاق: 7).

وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشدة بعدها الفرج، وأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسرا، وقد جاء ذلك فيما أخرجه أحمد في مسنده أنه صلى الله عليه وسلم قال: "وَاعْلَمْ أنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا".

قال الإمام ابن رجب-رحمه الله-: " قوله - صلى الله عليه وسلم- : (( وإنَّ الفرج مع الكرب )) وهذا يشهد له قوله - عز وجل-:"وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ" (الشورى: 28)،  وقول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: (( ضَحكَ ربنا من قُنوط عباده وقُربِ غيرِهِ )) (أخرجه أحمد)... وكم قصَّ سبحانه من قصص تفريجِ كُرُباتِ أنبيائه عند تناهي الكَرْب كإنجاء نوح ومَنْ معه في الفلك، وإنجاء إبراهيم من النار، وفدائه لولده الذي أمر بذبحه، وإنجاء موسى وقومه من اليمِّ، وإغراق عدوِّهم، وقصة أيوب ويونس، وقصص محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - مع أعدائه، وإنجائه منهم، كقصته في الغار، ويوم بدر، ويوم أحد، ويوم الأحزاب، ويوم حنين، وغير ذلك" (جامع العلوم والحكم: 1/ 37- 38).

وهناك مفاتيح للفرج بعد الشدة ما أحوج المسلم إلى التعرف عليها، وحسن القيام بها؛ كي يحظى بالفرج بعد الشدة، وهذه المفاتيح كثيرة، ومن يتأمل في آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام يجد ذلك واضحًا جليًا، ومن هذه المفاتيح:

1-تقوى الله عز وجل: فالتقوى هي جماع كل خير، وهي وصية الله تعالى للأولين والآخرين قال تعالى: "وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ" (النساء: 131)، وقد بيّن المولى جل وعلا أن التقوى من مفاتيح الفرج، وتيسير الأمور فقال جل وعلا: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا" (الطلاق: 4).

2-كثرة الاستغفار: الاستغفار أمان أهل الأرض، وبه تنزل الخيرات من السماء، والبركات من الأرض، وهو سبب في تفريج الكروب، قال الله جل وعلا: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا" (نوح: 10- 12)،  وروي أن: "من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب".

وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار، وهو أن يقول: ""اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، قَالَ: وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ".(أخرجه البخاري)

3-الدعاء: من مفاتيح الفرج بعد الشدة الدعاء، فالدعاء سلاح المؤمن، ونور السماوات والأرض، ومن لم يسأل الله تعالى يغضب عليه، وفي ذلك يقول تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" (البقرة: 186)، وقال جل جلاله: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" (غافر: 60)، فإذا أقبل العبد على الله تعالى بالدعاء والتضرع، فإن المولى سبحانه سيفرج عنه ما هو فيه من شدة، وتتحول هذه الشدة إلى فرج بالدعاء والإقبال على الله تعالى، وقد قال ابن عيينة: ما يكره العبد خير له مما يحب؛ لأن ما يكرهه يهيجه على الدعاء، وما يحب يلهيه عنه"، وعن المعتمر بن سليمان، قال: لقي يعقوب رجل، فقال له: يا يعقوب، مالي لا أراك كما كنت تكون ؟ قال: طول الزمان وكثرة الأحزان قال: فلقيه لاق، فقال: قل: اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني من أمر دنياي وآخرتي فرجا ومخرجا، واغفر لي ذنوبي، وثبت رجاءك في قلبي، واقطعه ممن سواك، حتى لا يكون لي رجاء إلا إياك".

4-العمل الصالح: العمل الصالح به تكون الحياة الطيبة في الدنيا، وتفريج الهموم والكروب، وفي ذلك يقول سبحانه:"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"(النحل: 97).

ولننظر إلى قصة أصحاب الغار كيف أن العمل الصالح كيف كان سببًا في تفريج كربهم وشدتهم بعد أن فقدوا أسباب الحياة، وكادت الصخرة أن تسد عليهم باب الغار، وقد جاء فيما أخرجه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «انطلقَ ثلاثةُ نَفَر ممن كان قبلكم، حتى آواهم المبيتُ إِلى غار، فدخلوه ، فانحدرتْ صَخرَة من الجبل، فسَدت عليهم الغارَ، فقالوا: إِنه لا يُنجيكم من هذه الصخرة إِلا أن تَدْعُوا الله بصالح أعمالكم، قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخانِ كبيران، وكنتُ لا أَغْبُقُ قبلهما أهلا ولا مالا، فنأَى بي طلبُ شَجَر يوما، فلم أَرُحْ عليهما حتى ناما، فَحَلَبْتُ لها غَبوقَهُما، فوجدتهما نائمين، فكَرِهتُ أَن أَغْبُقَ قبلهما أهلا أو مالا، فَلَبِثْتُ والقَدَحُ على يدي أنتظر استيقاظهما، حتى بَرَقَ الفَجْر- زاد بعض الرواة: والصِّبيَةُ يَتضاغَونَ عند قدَميَّ - فاستيقظا، فشرِبا غَبوقَهُما، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك ، ففرِّج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرَجَتْ شيئا لا يستطيعون الخروج، وقال الآخر: اللهم كانت لي ابنةُ عمّ، كانت أحبَّ الناس إِليَّ، فأردُتُها على نفسها، وامتنعت مني، حتى أَلَمَّتَ بها سَنَة من السنين، فجاءتني، فأعطيتُها عشرين ومائةَ دينار، على أن تُخَلِّيَ بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إِذا قَدَرْتُ عليها، قالت: لا أُحِلُّ لَكَ أَن تَفُضَّ الخَاتَمَ إِلا بِحقِّه، فتحَرَّجْتُ من الوقوع عليها، فانصرفتُ عنها وهي أحبُّ الناس إِليَّ، وتركتُ الذهب الذي أعطيتها، اللهم إِن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافْرُج عنا ما نحن فيه، فانفرَجَتِ الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها، وقال الثالث: اللهم استأَجَرْتُ أُجَرَاءَ، وأعطيتُهم أجرَهم، غير رَجُل واحد، تَركَ الذي له وذهب، فَثَمَّرتُ أَجْرَهُ حتى كَثُرَتْ منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله، أَدِّ إِليَّ أجري، فقلت: كلُّ ما ترى من أَجْرِكَ، من الإِبل والبقر، والغنم، والرقيق، فقال: يا عبد الله، لا تستهزئُ بي، فقلتُ: إِني لا أستهزئُ بك ، فأخذه كلَّه، فاسْتاقه، فلم يتركْ منه شيئا، اللهم فإن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافْرُج عنا ما نحن فيه، فانفرجتِ الصخرة ، فخرجوا يمشون»، وفي هذا الحديث دليل واضح على أن الفرج بعد الشدة، وأن الدعاء بالعمل الصالح سبب في تفريج الهموم والكروب، فادخر لنفسك عملًا صالحًا تسأل ربك به إذا وقعت في كرب وضيق، فهذا من التوسل المشروع بالعمل الصالح.

5- كثرة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم: فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بها تفرج الهموم وتزول الكروب ويدفع البلاء، وقد جاء فيما أخرجه الترمذي عن أبي كعب رضي الله عنه قال: " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ. قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ". يعني إذا صرفت جميع أزمان دعائك في الصلاة علي كفيت ما يهمك من أمور دنياك وآخرتك، أي أعطيت مرام الدنيا والآخرة، فاشتغال الرجل بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- يكفي في قضاء حوائجه ومهماته.(مرعاة المفاتيح: 3/ 279).

6-قضاء حوائج الناس، والسعي في مصالحهم وسد حاجاتهم: قضاء حوائج الناس وجبر خاطرهم عمل من الأعمال الجليلة، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "واللهُ في عَونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عَونِ أَخيهِ» (أخرجه مسلم)، وقال: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ، سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»(أخرجه البخاري)، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة حتى أقضيها له أحب إلي من أعتكف في المسجد شهراً".

فما أحوجنا اليوم إلى الفرج بعد الشدة، وهذا لا يكون إلا من خلال مفاتيح الفرج التي ذكرها ربنا جل وعلا في كتابه العزيز، وبينها نبينا صلى الله عليه وسلم في سنته، تفريج الهموم والكروب بالإكثار من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقضاء حوائج الناس والسعي في مصالحهم وحاجاتهم، والتضرع إلى الله سبحانه بالدعاء بكشف الهم والغم والكرب، والعمل الصالح الذي هو سبب الحياة الطيبة وتفريج الكروب كما في قصة أصحاب الغار.

فاللهم اغفر لنا ذنوبنا، وفرج كروبنا، ويسر أمورنا، واهدنا، ووفقنا لما يرضيك عنا يارب العالمين.

والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل

كتبه

د: أحمد عرفة

عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن

جامعة الأزهر الشريف

الخميس، 11 نوفمبر 2021

الإنسان بين الصحة والمرض (2)

 

الإنسان بين الصحة والمرض (2)
عندما نتأمل في الحكمة التي خلق الله تعالى العباد من أجلها، نجدها في عبوديته سبحانه وتعالى، حيث قال: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات: 56)، والإنسان في هذه الحياة ممتحن بالخير والشر، والصحة والمرض، والغنى والفقر، وغير ذلك، قال جل وعلا: "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ" (الملك: 2).
وجعل الله عز وجل الابتلاء بشتى أنواعه وصوره؛ للاختبار والامتحان في هذه الدنيا، حيث قال سبحانه: " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ" (محمد:31).
اختبار وامتحان بالصحة والمرض، والغنى والفقر، والفرح والضيق، واليسر والعسر، وما ذاك إلا ليرى سبحانه وتعالى حال العباد في هذه الأحوال كلها، وكيف سيكون حالهم في وقت الرخاء، وحالهم في وقت الشدة.
فإذا كانت الصحة والعافية نعمة، فإن المرض أيضًا نعمة، ولعل الخير يكمن في الشر، الذي ربما يعده بعض الناس شرًا، في حين أنه هو الخير، لكن الإنسان ربما لا يدرك ذلك في بداية الأمر، ولو تأمل هؤلاء فضل المرض، لعلموا أن فيه الخير الكثير لصاحبه في الدنيا، وفي الآخرة، فالمسلم الحق عليه أن يؤمن بقضاء الله وقدره، ويعلم أن فيه الخير كل الخير، في الدنيا، وفي الآخرة، وقد جاء ذلك واضحًا في قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: « يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ ٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ، قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» (أخرجه الترمذي). فالأمور تجري بمقادير الله تعالى، فالله عز وجل أعطى لحكمة، ومنع لحكمة، قال سبحانه: "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" (القمر: 45).
ولننظر إلى هذا الأثر العظيم من الحسن البصري رضي الله عنه، والذي يبين فيه أن بالابتلاء يتمايز الناس حيث قال: "استوى الناس في العافية، فإذا نزل البلاء تباينوا" أي أن حال الناس سواء في وقت العافية، وعند الابتلاء يكون الاختلاف، فمنهم من يصبر ويرضى، ومنهم من يسخط ويجزع.
وكما أن الصحة والعافية فضل، فكذلك المرض، والصبر عليه، والرضا والاحتساب، والتسليم بقضائه الله تعالى، له أجره وثوابه، فمن فضل المرض أنه يُذهب خطايا بني آدم، ويطهر صاحبه ويغسله من الذنوب والخطايا، ويرفعه في الدرجات عند الله تعالى، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لاَ يَزَالُ الْبَلاَءُ بِالْمُؤْمِنِ، وَالْمَؤْمِنَةِ، فِي نَفْسِهِ، وَمَالِهِ، وَفي وَلَدِهِ، حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ» (أخرجه أحمد)، وأخرج مسلم في صحيحه عن جابر-رضي الله عنه- أن رسولَ الله-صلى الله عليه وسلم- «دخل على أمِّ السائب- أو أمِّ المسيَّب- فقال: ما لَكِ تُزَفْزِفين ؟ قالت: الحُمَّى، لا بارك الله فيها، فقال: لا تَسُبِّي الحُمَّى، فإنها تُذْهِبُ خطايا بني آدم، كما يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الحديد».
وقال: «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ، وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» (أخرجه البخاري ومسلم).
وكذلك حال هذه المرأة التي كانت تصرع على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح البخاري وغيره عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَلاَ أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: هذِهِ المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَلَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتكَشَّفُ، فَادْعُ الله لِي. قَالَ: «إِنْ شِئْتِ، صَبَرْتِ؛ وَلَكِ الجَنَّةُ. وَإِنْ شِئْتِ، دَعَوْتُ الله أَنْ يُعَافِيكِ» فَقَالَتْ: أَصْبِرُ. فَقَالَتْ: إِنِّي أَتكَشَّفُ: فَادْعُ الله أَنْ لاَ أَتكَشَّفَ. فَدَعَا لَهَا.
ومن فضل المرض أن يعلم المسلم أن أمر الله تعالى كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، كما جاء في الحديث: « عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ! إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ». فحال المؤمن يصبر عند البلاء، ويرضى بالقضاء، ويشكر عند النعماء، فهذا هو المؤمن حقًا كما أخبرنا بذلك صلى الله عليه وسلم.
كذلك المرض دليل على محبة الله تعالى، وأنه فيه الخير كل الخير لصاحبه، لكن عليه أن يتحلى بالصبر والرضا، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: « إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ». (أخرجه الترمذي)، وقوله: « إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ، أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَفَّى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ». (أخرجه الترمذي)، فالابتلاء بالمرض إما أن يكون رفعة للدرجات، وإما أن يكون تكفيرًا للسيئات.
ومما يجعلنا ندرك فضل المرض، والابتلاء، أن أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، وقد جاء فيما أخرجه أحمد في مسنده عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قَالَ: الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ الأَمْثَلُ، فَالأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ، وَمَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ"، وعَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِى ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَإِذَا هُوَ يُوعَكُ، فَمَسِسْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، قَالَ:« أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ». قَالَ: قُلْتُ: لأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ. قَالَ: «نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا عَلَى الأَرْضِ مُسْلِمٌ يُصِيبُهُ أَذًى، مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ، إِلاَّ حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا». (أخرجه البخاري ومسلم).
وليعلم أصحاب الأمراض، أن من فضل المرض، تعظيم ثواب وجزاء أهل البلاء، وأن أهل العافية، يودون يوم القيامة، أن يكونوا مثل أهل البلاء، لما يرون من ثوابهم عند ربهم، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: « يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَنَّ جُلُودَهُمْ قُرِضَتْ بِالْمَقَارِيضِ؛ مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ ثَوَابِ أَهْلِ الْبَلاَءِ».(أخرجه الترمذي)
قال وهب بن منبه: "لا يكون الرجل فقيهًا كامل الفقه، حتى يعد البلاء نعمة، ويعد الرخاء مصيبة، وذلك أن صاحب البلاء ينتظر الرخاء، وصاحب الرخاء ينتظر البلاء". قال تعالى: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" (الشرح: 5، 6).
وقال معروف الكرخي: "إن الله ليبتلي عبده المؤمن بالأسقام والأوجاع، فيشكو إلى أصحابه، فيقول الله تعالى: وعزتي وجلالي ما ابتليتك بهذه الأوجاع والأسقام إلا لأغلك من الذنوب فلا تشكني".
فعلى المريض أن يحسن الظن بربه، فإن حسن الظن من علامات الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: « لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ، إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» (متفق عليه)، فهما اشتد المرض، والبلاء، أحسن الظن بربك، وإياك أن تجزع وتسخط، في الشدة والمرض، واعلم أن أمر المؤمن كله خير، وأن مع العسر يسرا.
والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل
كتبه
د: أحمد عرفة
عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن جامعة الأزهر

الإنسان بين الصحة والمرض (1)

 

الإنسان بين الصحة والمرض (1)
إن المتأمل في نعم الله تعالى على عباده، يجد أنه سبحانه قد أنعم علينا بنعم كثيرة، لا تعد، ولا تحصى، نعم ظاهرة، ونعم باطنة، قال تعالى: وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ" (إبراهيم: 34)، وقال سبحانه: "وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ" (النحل: 18).
وهو سبحانه المنعم المتفضل على عباده بهذه النعم وحده جل وعلا دون سواه، حيث قال: " وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ" (النحل: 53).
ومن هذه النعم الجليلة التي لا تقدر بملايين الدنيا كلها نعمة الصحة والعافية، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ»، وحثنا على اغتنام أوقات الصحة قبل المرض، كما جاء في الحديث: " اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: حَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ، وَفَرَاغَك قَبْلَ شَغْلِكَ، وَغِنَاك قَبْلَ فَقْرِكَ، وَشَبَابَك قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِك". (أخرجه الحاكم في المستدرك).
فنعمة الصحة والعافية نعمة عظيمة لا تعادلها كنوز الدنيا كلها، ولذا كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم في كل يوم، وقد جاء ذلك فيما أخرجه أبو داود في سننه عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لم يَكُن يَدَعُ هؤلاءِ الكلِمَاتِ حينَ يُمسي وحينَ يُصبِحُ: اللَّهمَّ إني أسألُكَ العَافِيَةَ في الدنيا والآخِرةِ، اللَّهمَّ إني أَسألُكَ العَفو والعَافِيَةَ في دِيني ودُنيايَ، وأهلي ومَالي، اللَّهمَّ استُر عَوْرَاتي، وآمِنْ رَوْعَاتي، اللَّهمَّ احفظني من بَينِ يَدَيَّ ومِن خَلْفي، وَعن يَميني، وعن شِمالي، ومِن فَوقي، وأعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحتي» قال وكيعٌ: يعني الخَسْفَ.
وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة -رحمه الله-: قال: «قلتُ لأبي: يا أَبَتِ، أسمعُكَ تقولُ كلَّ غدَاة: اللَّهمَّ عافني في سمعي، اللَّهمَّ عافني في بصري، لا إِلهَ إلا أنت، تُكرِّرُها ثلاثًا حين تُصبح، وثلاثًا حين تُمسي، فقال: يا بُنيَّ، إني سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو بهنَّ، فأنا أُحِبُّ أن أَستَنَّ بِسُنَّتِهِ».(أخرجه أبو داود).
وأخرج ابن ماجه في سننه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ». ثُمَّ أَتَاهُ في الْيَوْمِ الثَّاني فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ». ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ فَقَالَ: يَا نَبيَّ اللَّهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالَعَافِيَةَ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَقَدْ أَفْلَحْتَ».
فلو تأملنا في هذه الأحاديث وغيرها لتبين لنا بجلاء ووضوح أن نعمة الصحة والعافية هي خير ما أعطي الإنسان في هذه الدنيا، ولذلك قالوا: "الصحة تاج على رؤؤس الأصحاء لا يراه إلا المرضى".
وللحديث بقية إن شاء الله
كتبه
د/ أحمد عرفة
عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن
جامعة الأزهر الشريف

فكرة بحثية

 

أفكار بحثية

من الأمور المهمة التي ينبغي أن يحرص عليها كل باحث متابعة المؤتمرات العلمية والاستفادة منها في تكوين أفكار بحثية أو ابتكار فكرة جديدة، وذلك من خلال الحرص على حضور هذه المؤتمرات، والاطلاع على الأبحاث المنشورة بها، وكذلك طريقة الأبحاث ومناقشة السادة الأساتذة لها.

وفي المؤتمرات قد تقابل بعض الأساتذة الكبار فيفتح عليك موضوعا أو فكرة تستطيع من خلالها كتابة رسالة علمية في مجال تخصصك.

ومن ذلك أيضا النظر والتأمل في توصيات هذه المؤتمرات، وفي توصيات الباحثين في بحوثهم المقدمة في المؤتمر، فربما تحصل من وراء ذلك على العديد من الأفكار التي ربما تفيدك في البحث وابتكار أفكار بحثية جديدة.

وفق الله الجميع

والحمد لله رب العالمين

#للباحثين_وطلاب_الدراسات_العليا_

 

 

 

 

فكرة بحثية

مناهج استنباط الأحكام مورد خصب للبحوث والرسائل العلمية لطلاب الماجستير والدكتوراه.

وهذا قد يكون في دراسة مناهج الاستنباط في كتاب من كتب المذاهب الفقهية، أو دراسة مناهج الاستنباط عند أحد الأئمة دراسة تأصيلية تطبيقية.

وهناك كتاب قد يفيد في هذا الصدد، وهو كتاب مناهج الفقهاء في استنباط الأحكام، للدكتور، محمد عثمان شبير، وهو من مطبوعات دار النفائس بالأردن، وهو قيم جدا في هذا الباب، بالإضافة إلى كتب غيره من المعاصرين في مناهج الاستنباط.

وفق الله الجميع

والحمد لله رب العالمين

دعواتكم

#للباحثين_وطلاب_الدراسات_العليا_

 

 

فكرة بحثية

القواعد المتعلقة بالخلاف، دراسة فقهية تطبيقية مقارنة.

ويمكن دراسة هذه القواعد على كتاب من كتب الفقه، واشتراك بعض الباحثين فيها.

والله الموفق.

#للباحثين_وطلاب_الدراسات_العليا_

دعواتكم

فكرة بحثية

 

 

فكرة بحثية

مناهج استنباط الأحكام مورد خصب للبحوث والرسائل العلمية لطلاب الماجستير والدكتوراه.

وهذا قد يكون في دراسة مناهج الاستنباط في كتاب من كتب المذاهب الفقهية، أو دراسة مناهج الاستنباط عند أحد الأئمة دراسة تأصيلية تطبيقية.

وهناك كتاب قد يفيد في هذا الصدد، وهو كتاب مناهج الفقهاء في استنباط الأحكام، للدكتور، محمد عثمان شبير، وهو من مطبوعات دار النفائس بالأردن، وهو قيم جدا في هذا الباب، بالإضافة إلى كتب غيره من المعاصرين في مناهج الاستنباط.

وفق الله الجميع

والحمد لله رب العالمين

دعواتكم

#للباحثين_وطلاب_الدراسات_العليا_

أفكار بحثية

 

أفكار بحثية

من الأمور المهمة التي ينبغي أن يحرص عليها كل باحث متابعة المؤتمرات العلمية والاستفادة منها في تكوين أفكار بحثية أو ابتكار فكرة جديدة، وذلك من خلال الحرص على حضور هذه المؤتمرات، والاطلاع على الأبحاث المنشورة بها، وكذلك طريقة الأبحاث ومناقشة السادة الأساتذة لها.

وفي المؤتمرات قد تقابل بعض الأساتذة الكبار فيفتح عليك موضوعا أو فكرة تستطيع من خلالها كتابة رسالة علمية في مجال تخصصك.

ومن ذلك أيضا النظر والتأمل في توصيات هذه المؤتمرات، وفي توصيات الباحثين في بحوثهم المقدمة في المؤتمر، فربما تحصل من وراء ذلك على العديد من الأفكار التي ربما تفيدك في البحث وابتكار أفكار بحثية جديدة.

وفق الله الجميع

والحمد لله رب العالمين

#للباحثين_وطلاب_الدراسات_العليا_