الأحد، 27 مايو 2012

الأربعين النووية - الحديث السادس


الحديث السادس
         عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : (إن الحلال بين ، وإن الحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب))رواه البخاري و مسلم .
أولاً: ترجمة الراوي :
هو النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة ، أبو عبد الله ، الخزرجي ، الأنصاري
أمير ، خطيب ، شاعر ، من أجلاء الصحابة ، من أهل المدينة . وهو أول مولو ولد في الأنصار بعد الهجرة . روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن خاله عبد الله بن رواحة وعمر وعائشة ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ . وعنه ابنه محمد والشعبي وسماك بن حرب . وله 124 حديثا ، وشهد " صفين " مع معاوية ، وولي القضاء بدمشق . [ الإصابة 3 / 559 ، وأسد الغابة 5 / 22 ، والأعلام 9 / 4 ] .
ثانياً: إعراب الحديث :
« عن » : حرف جر .
« أبي » : اسم مجرور وعلامة جره الياء وهو مضاف .
 «عبد » : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف .
« الله » : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
« النعمان » : بدل من أبي مجرور وعلامة جره الكسرة .
« بن » : بدل ثانٍ مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف .
«بشير » : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
« رضي » : فعل ماضٍ مبني على الفتح .
الله : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
« عنهما » : « عن » حرف جر «الهاء» ضمير مبني على الضم في محل جر والميم علامة التأنيث .
« قال » : فعل ماضٍ مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو . « سمعت » : سمع فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .
« رسول » : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف .
 « الله » : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
« صلى الله عليه وسلم » : سبق إعرابها.
« يقول » : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو وجملة سمعت . . . يقول في محل نصب مقول القول ؛ وجملة يقول في محل نصب حال .
«إن الحلال بيِّن » : « إن » : حرف توكيد ونصب .
« الحلال » : اسمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
« بيِّن » : خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
« وإن الحرام بيِّن » : « الواو » حرف عطف وما بعد الحرف بعرب كما سبق .
« وبينهما » : « الواو » حرف عطف .
« بينهما » : بين ظرف مكان منصوب على الظرفية وهو متعلق بمحذوف خبر مقدم .
« أمور » : مبتدأ مؤخر .
« مشتبهات » : صفه لأمور مرفوعة وعلامة رفعها الضمة .
« لا يعلمهن كثير من الناس » : « لا » : نافية .
« يعلم » : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم .
« كثير » : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة . « من الناس » : من حرف جر الناس اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وجملة لا يعلمهن في محل رفع صفة لأمور .
« فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه » :
« الفاء » : استئنافية . «من» : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ والجملة بعده خبر اتقى فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر وهو في محل جزم فعل الشرط والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو .
« الشبهات » : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم . « فقد » : الفاء واقعة في جواب الشرط .
« قد » : حرف تحقيق .
« استبرأ » : فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر في محل جزم جواب الشرط
« لدينه وعرضه » : اللام حرف جر ، دين : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة . « وعرضه » : الواو حرف عطف ، « عرضه » : تعرب إعراب دينه .
« ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام » : « الواو » : استئنافية . من أداة شرط جازمة مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ والجملة الشرطية بعدها في محل رفع خبر .
« وقع » : فعل ماضٍ مبني على الفتح قي محل جزم فعل الشرط والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو . في : حرف جر .
« الشبهات » : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلقان بـ« وقع » .
« فقد » : الفاء واقعة في جواب الشرط . «قد» : حرف تحقيق .
«وقع» : فعل ماضٍ مبني على الفتح في محل جزم وهو جواب الشرط .
والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو .
« في » : حرف جر .
«الحرام » : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة ، والجار والمجرور بـ« وقع » الثانية.
« كالراعى يرعى حول الحمى » : الكاف حرف تشبيه وجر .
« الراعى » : اسم مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها الثقل . . « يرعى » : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر ، والجملة في محل نصب حال .
 «حول» : ظرف مكان .
« الحمى » : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها التعذر .
« يوشك أن يرتع فيه » : « يوشك » : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو من أفعال المقاربة يعمل عمل كان يرفع المبتدأ وينصب الخبر واسمها مستتر جوازا تقديره هو .
 «أن» : تنصب الفعل المضارع .
« يرتع » : فعل مضارع وفاعله مستتر جوازا تقديره هو . والجملة في محل نصب خبر يوشك . « فيه » : في حرف جر .
« الهاء » ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر ، والجار والمجرور متعلقاً بيرتع .
« ألا وإن لكل ملك حمى » : « ألا » : أداة تنبيه . « الواو » زائدة للتوكيد . «إنَّ » حرف توكيد ونصب .
« اللام » : حرف جر .
« كل » : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر إن مقدم .
« ملك » : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة . « حمى » : اسم إن مؤخر منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر .


« ألا وإن حمى الله محارمه » :
« ألا وإن » : سبق إعرابها .
« حمى » : اسم منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر وهو مضاف .
«الله» : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة . « محارمه » : محارم خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة .
« ألا وإن في الجسد مضغة »:
«ألا وإن» : سبق إعرابها .
« في الجسد »: « في » : حرف جر ، « الجسد » : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر إن .
« مضغة » : اسم إن مؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
« إذا صلحت صلح الجسد كله » : « إذا » : أداة شرط غير جازمة وهي ظرف لما يستقبل من الزمان .
« صلحت : فعل ماضٍ مبني على الفتح والتاء للتأنيث وهى فعل الشرط .
« صلح » فعل ماضٍ مبني على الفتح وهو جواب الشرط . وجملة فعل الشرط وجوابه في محل جر بالإضافة لإذا .
« الجسد » : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة . « كله » : توكيد معنوي والضمير المتصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه . والجملة الشرطية وما بعدها في محل جر بإضافة إذا إليها.
« وإذا فسدت فسد الجسد كله » : « الواو » حرف عطف . والجملة الشرطية تعرب كسابقتها .
« ألا وهى القلب » : « ألا »: أداة تنبيه .
« الواو » : للتوكيد .
«هي» : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ . « القلب » : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة [1].
ثالثاً: مفردات الحديث:
الحلال : وهو ما نص الله ورسوله ، أو أجمع المسلمون على تحليله . أو لم يعلم فيه منع .
بين : ظاهر .
الحرام : وهو ما نص أو أجمع على تحريمه ، أو على أن فيه حدا أو تعزيزا ، أو وعيدا .
أمور: شئون وأحوال .
مشتبهات : ليست بواضحة الحل ولا الحرمة .
لا يعلمهن كثير من الناس : في راية الترمذي، لا يدري كثير من الناس أمن الحلال هي أم من الحرام .
اتقى الشبهات : تركها وحذر منها . وفيه إيقاع الظاهر موقع المضمر تفخيما لشأن اجتناب الشبهات ، إذا هي المشتبهات بعينها .
استبرأ لدينه : طلب البراءة له من الذم الشرعي وحصلها له .
وعرضه : يصونه عن كلام الناس فيه بما يشينه ويعيبه . والعرض : موضع المدح والذم من الإنسان .
ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام : إي إذا اعتادها واستمر عليها . أدته إلى التجاسر إلى الوقوع في الحرام .
حول الحمى : المحمى المحظور عن غير مالكه .
يرتع فيه : بفتح التاء ، تأكل ماشيته منه فيعاقب .
وأن لكل ملك : من ملوك العرب .
حمى : موضعا يحميه عن الناس ، ويتوعد من دخل إليه أو قرب منه ، بالعقوبة الشديدة .
محارمه : جمع محرم ، وهو فعل المنهي عنه ، أو ترك المأمور به الواجب
ألا : حرف استفتاح ، يدل على تحقق ما بعدها . وفي تكرير ها دليل على عظم شأن مدخولها وعظم موقعه.
مضغة : قطعة لحم .
صلحت : بفتح اللام وضمها ، والفتح أشهر وقيد بعضهم الضم بالصلاح الذي صار سجية [2].
رابعاً: مايستفاد من الحديث:
1-الحث على فعل الحلال .
2-اجتناب الحرام والشبهات .
3-أن للشبهات حكما خاصا بها ، عليه دليل شرعي يمكن أن يصل إليه بعض الناس وإن خفي على الكثير .
4-المحافظة على أمور الدين ومراعاة المروءة .
5-أن من لم يتوق الشبهة في كسبه ومعاشه فقد عرض نفسه للطعن فيه ، ويعتبر هذا الحديث من أصول الجرح والتعديل لما ذكر .
6-سد الذرائع إلى المحرمات ، وأدلة ذلك في الشريعة كثيرة .
7-ضرب الأمثال للمعاني الشرعية العملية .
8-التنبيه على تعظيم قدر القلب والحث على إصلاحه ، فإن أمير البدن بصلاحه يصلح ، وبفساده يفسد .
9-إن لطيب الكسب أثرا في إصلاحه[3] .



[1] إعراب الأربعين النووية :جـ1صـ27- 30 0
[2] التحفة الربانية : 7/1 0
[3] المرجع السابق: 7/2 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق