الخميس، 16 فبراير 2023

حكم عمل شنطة رمضان من أموال الزكاة؟

 

وصلتني أسئلة كثيرة

 حول حكم عمل شنطة رمضان من أموال الزكاة؟

الأصل أن تخرج الزكاة من جنس المال المزكى عنه فزكاة المال تخرج مالاً وزكاة الفطر تخرج فطراً وهكذا، وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة.

ويجوز العدول عن هذا الأصل بإخراج الزكاة في صورة سلع غذائية كشنط رمضان وغيرها إذا كان فيه حاجة أو مصلحة راجحة كسد حاجة الفقير وإغناؤه، وهذا يتحقق بالمال كما يتحقق بالطعام، وحيثما تكون المصلحة فثم شرع الله، وهذا ما ذهب إليه السادة الحنفية وغيرهم، واختارته دار الإفتاء المصرية، وغيرها من لجان الفتوى، وجمع من الفقهاء والباحثين المعاصرين.

وعلى قول من أجاز إخراج شنطة رمضان من أموال الزكاة يجب عليك التنبه إلى أمرين:

الأول: أن تكون هذه السلع من السلع الجيدة، وتجنب السلع الرديئة، وأن يكون الفقراء والمساكين في حاجة إليها.

الثاني: أن تصرف في مصارفها الشرعية التي حدد الشارع الحكيم ومنهم الفقراء والمساكين، وسائر المصارف الأخرى التي حددها الشارع الحكيم في قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).

كما أنه ينبغي أن يعلم أن مجالات شنطة رمضان كثيرة منها إفطار صائم، وفدية الصيام، وسائر الكفارات، فهذه الأمور الأصل فيها أن تخرج طعاماً فلو قمنا بعمل شنطة رمضان منها فهو الأصل، ويجوز إخراجها نقودا للحاجة والمصلحة الراجحة.

ومن خلال ما تقدم:

يتبين لنا أن الأصل في زكاة المال أن تخرج مالا، فيجب على المزكي أن يملك الفقير مال الزكاة، ويتركه يتصرف فيه كيف شاء،ويشتري بالمال ما يريده.

ويجوز إخراجها في صورة سلع ومواد تموينية على قول من أجاز إلا أنه ينبغي أن تكون من السلع الجيدة، وكذلك حاجة الفقراء والمساكين إليها، لا أن تعطيهم السلع الرديئة، وما لا يحتاجون إليه، وأن تصرف في مصارفها الشرعية.  هذا والله تعالى أعلى وأعلم، والحمد لله رب العالمين.

كتبه

د: أحمد عرفة

عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالديدامون شرقية

جامعة الأزهر الشريف

#كبسولات_فقهية_ #زكاة_العقارات_

 

#كبسولات_فقهية_

#زكاة_العقارات_

أولاً. العقار المتخذ للسكنى والاستعمال الشخصي ليس عليه زكاة باتفاق الفقهاء؛ لأنه من عروض القنية التي هي للاستعمال الشخصي، وليست للتجارة.

ثانيًا. العقار المتخذ للإيجار للاستفادة من ريعه لا تجب الزكاة في أصله، وإنما في الأجرة المتحصلة منه إذا بلغت نصابًا ما يعادل 85 جراماً من الذهب أو 595 جراماً من الفضة، وحال عليها الحول، وهذا ما يسمى بزكاة المستغلات، وهي الأشياء التي لا تجب الزكاة في عينها وإنما فيما تدره من ربح إذا بلغ نصاباً وحال عليه الحول.

ثالثًا. العقار المتخذ للاستثمار تجب فيه الزكاة كل سنة، ويزكى بسعر القيمة السوقية يوم إخراج الزكاة، وهذا مذهب جمهور الفقهاء، وذهب بعض الفقهاء إلى أنه يزكى عند البيع، والراجح هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من أنه يزكى كل سنة طالما أنه للاستثمار، وليس للاستخدام الشخصي.

رابعًا. المقدار الواجب إخراجه في زكاة العقارات المعدة للتجارة والاستثمار هو ربع العشر بنسبة  2.5 % .

خامسًا. ينبغي التأكيد على صرف الزكاة لمستحقيها كما أمر الله تعالى، وهم المصارف الثمانية، كما في قوله تعالى:(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التوبة:60].

والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل

كتبه

د: أحمد عرفة

عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن

بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالديدامون شرقية

جامعة الأزهر الشريف

الأحد، 5 فبراير 2023

من قواعد شراء الكتب

 

من قواعد شراء الكتب
نسخة واحدة من الكتاب تكفي
طبعة واحدة من الكتاب تكفي، ولا تغتر ببريق إعادة طبع الكتب ونفخ المجلدات والشكل على حساب المضمون.
فإذا كان عندك طبعة فالمهم هو المذاكرة والعناية بما فيها.
إلا إذا كنت متخصصا في هذا الفن والطبعة الجديدة فيها إضافات قد تفيدك.
أما غير ذلك فلا انصح في ظل أسعار بعض الكتب المبالغ فيها أن تشتري أكثر من طبعة لكتاب واحد.
فالمال لا يتحمل، وربما أيضا المكان لا يتسع للكتب.
وفق الله الجميع
والحمد لله رب العالمين.

ظاهرة نفخ الكتب

ظاهرة نفخ الكتب وإعادة الطباعة والنشر
أقول لكل محقق وصاحب دار نشر
احذروا من خداع القراء غير المتخصصين
حيث يقوم أحدهم بنفخ الكتاب وإثقال الهوامش بالتخريج والتعليق والترجمة للأعلام وغير ذلك؛ لزيادة عدد المجلدات ونفخ الكتاب، ويقولون: موسوعة كذا، وموسوعة كذا، وهكذا.
ظاهرة نفخ الكتب لا تخدع المتخصص
قد تخدعون بها غير المتخصص
وهذا كله بدون داعي أو حاجة ملحة إلا التجارة.
فقد علمونا أن التحقيق هو إخراج النص كما أراده مؤلفه أو قريبا منه.
والتعليق على النص يكون بما يخدم النص خدمة حقيقية، لا أن يزيد على النص المراد تحقيقه زيادة فاحشة كالغرر الفاحش.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه اللهم آمين يارب العالمين
والحمدلله رب العالمين.
مجرد رأي قد تتفق أو تختلف

 

الاستغناء في مجال الكتب

الاستغناء في مجال الكتب
في مجال الكتب قالوا: لا يغني كتاب عن كتاب، ولا يخلو كتاب من فائدة، وكان من همة السلف الصالح رضوان الله عليهم علو همتهم في شراء الكتب والاستكثار منها، وبذل الغالي والنفيس من أجل الحصول عليها؛ وذلك لأنهم أدركو قيمة الكتاب وأهميته، وفي هذا الباب تقرأ الكثير والكثير من الحكايات والطرائف عن العلماء وحالهم مع الكتب في كتب السير والتراجم.
ومن هذا ندرك أهمية الكتاب ومكانته عند العلماء وطلبة العلم عبر القرون، إلا أننا مع تقدم الثورة المعلوماتية ومن ذلك النشر الإلكتروني لمئات بل ملايين الكتب التراثية والمعاصرة عبر الشبكة العنكبوتية، فهذا فضل من الله تعالى ونعمة يجب أن نحسن الاستفادة منها.
إلا أن هذه الكتب الإلكترونية مع كثرتها وعظيم فوائدها إلا أنها لا تغني بأي حال من الأحوال عن الكتاب الورقي، فالكتاب المطبوع متعة لا توصف مع القراء وعشاق الكتب.
ومع هذا أقول وانصح نفسي وأحبابي من القراء وعشاق الكتب لا سيما مع ارتفاع الأسعار وظاهرة نفخ الكتب وإعادة الطبع والنشر لكثير من الكتب بدون داعي، علينا أن نوازن ونسدد ونقارب، ونبدأ بالأهم فالمهم، وأن الكتاب الموجود إلكتروني نبحث عن غيره في مجال تخصصنا من غير المتوفر على الشبكة، والمتوفر على الشبكة يؤدي الغرض إن شاء الله في هذه المرحلة.
ومن وسع الله تعالى فليحرص على شراء الكتب، وإهداء الكتب للباحثين وطلاب العلم، فالكتب لها بركات كثيرة، وفي هذا الباب الكثير والكثير.
وفيما ذكرت الكفاية، وأتمنى أن تكون الفكرة وصلت إن شاء الله
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه اللهم آمين يارب العالمين
والحمد لله رب العالمين.