الثلاثاء، 12 يونيو 2012

الأربعين النووية - الحديث الثالث والعشرون

الحديث الثالث والعشرون
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن _ أو تملأ _ ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك . كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها ، أو موبقها )) . رواه مسلم .
أولا: ترجمة الراوى:
اختلف في اسمه ، قيل : الحارث بن الحارث ، وقيل : عبيد ، وقيل : كعب بن عاصم وقيل غير ذلك . صحابي ، روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وعنه عبد الرحمن بن غنم الأشعري وأبو صالح الأشعري وشهر بن حوشب وأبو سلام الأسود وغيرهم .
قال ابن حجر : أبو مالك الأشعري الذي روى عنه أبو سلام وشهر بن حوشب هو الحارث بن الحارث الأشعري ، وأما أبو مالك الأشعري هذا فهو آخر قديم مات في خلافة عمر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ثم قال : الفصل بينهما في غاية الإشكال ، حتى قال أبو أحمد الحاكم في ترجمته أبو مالك الأشعري : أمره مشتبه جدا .
انظر ترجمته فى :[ الإصابة 4 / 171 ، والاستيعاب 4 / 1745 ، وأسد الغابة 5 / 272 ، وتهذيب التهذيب 2 / 137 ، 12 / 218 ] .
ثانياً: إعراب الحديث:
« الطهور » : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
« شطر » :خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف .
« الإيمان » : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
« و » : حرف عطف .
« الحمد لله » : هذه الجملة كلها . مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية .
« تملأ » : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي . والجملة في محل رفع خبر المبتدأ .
« الميزان » : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
«سبحان الله والحمد لله » : تعرب إعراب الحمد لله الأولى .
« تملأ » : كما سبق . أو : حرف عطف .
« تملآن » : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون وألف الاثنين ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل والجملة في محل رفع خبر .
 « ما » : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
«بين» : ظرف مكان وهو مضاف .
« السماء » : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
« والأرض » : معطوفة على السماء تعرب إعرابها .
« و » :حرف عطف .
«الصلاة نور» : مبتدأ وخبر مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة .
(والصدقة برهان) (والصبر ضياء) (والقرآن حجة) : ما بين الأقواس يعرب إعراب الصلاة نور . «لك أو عليك» :جار ومجرور في محل رفع صفة لـ(حجة)
« كل » : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف .
« الناس » : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
« يغدو » : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو والجملة في محل رفع خبر المبتدأ
« فبائع » : الفاء زائدة (وهي تزاد في الخبر مطلقاً على رأي الأخفش) بائع خبر لمبتدأ محذوف .
«نفسه » : نفس مفعول به منصوب وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة .
« فمعتقها » : إعراب بائع والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة .
 « أو » : حرف عطف . « موبقها » : إعراب معتقها ([1]).
ثالثاً: مفردات الحديث:
الطهور: بضم الطاء _ التطهير بالماء من الأحداث.
شطر الإيمان : نصف الإيمان ، لأن خصال الإيمان على قسين : أحدهما : يطهر القلب ويزكيه ، والأخر : يطهر الظاهر فهما تصفان بهذا الاعتبار ، و في توجيه كون الطهور شطر الإيمان أقوال أخر ، والله أعلم بمراد رسوله .
تملأ الميزان : لعظم أجرها ، وسبب ذلك أن التحميد إثبات المحامد كلها لله .
تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض : لو قدر ثوابهما جسما لملأ ما بين السماء والأرض ، لتضمنهما التنزيه والثناء على الله عز وجل و (أو) للشك من الراوي
والصلاة : الجامعة لشروطها و مكملاتها .
نور : يستنير بها قلب المؤمن في الدنيا ، وربما يظهر على وجهه البهاء ، وتكون له نورا في ظلمات يوم القيامة .
والصدقة برهان : حجة على إيمان فاعلها بمجازاة يوم القيامة ، لأن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقد الثواب فيها .
والصبر : المحمود ، وهو الصبر على طاعة الله عز وجل ، والصبر عن المعاصي ، والصبر على الأقدار المؤلمة .
والقرآن حجة لك : يدلك على النجاة إن عملت به .
أو عليك : إن أعرضت عنه ، فيدل على سوء عاقبتك .
يغدو : يسعى بنفسه .
فبائع نفسه : لله بطاعته .
فمعتقها : من العذاب .
أو موبقها : مهلكها ببيعها للشيطان والهوى باتباعهما([2]).
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-فضل الطهور.
2-فضل التسبيح و التحميد .
3-إثبات الميزان الذي توزن به الأعمال يوم القيامة .
4-عظم ثواب الصلاة والصدقة والصبر.
5-أن من تبع القرآن قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره وأعرض عنه قذف في النار .
6-إن كل إنسان إما ساع في إهلاك نفسه ، أو في فكاكها ، فمن سعى في طاعة الله فقد باع نفسه لله . وأعتقها من عذابه ، ومن سعى في معصية الله فقد باع نفسه بالهوان ، وأوبقها بالآثام الموجبة لغضب الله وعقابه ([3]).


([1])إعراب الأربعين النووية: جـ1صـ51 0
([2])التحفة الربانية:24/1 0
([3])التحفة  الربانية: 24 /2 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق