الحديث السادس والثلاثون
عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( من نفس عن
مؤمن كربة ن كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر
الله عليه في الدنيا والآخرة . ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله
في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه . ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له
به طريقا إلى الجنة ، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه
بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن
عنده ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )) رواه مسلم بهذا اللفظ .
أولا: ترجمة
الراوى:
هو عبد
الرحمن بن صخر . من قبيلة دوس ، وقيل في اسمه غير ذلك . صحابي . راوية الإسلام .
أكثر الصحابة رواية . أسلم 7هـ وهاجر إلى المدينة . ولزم النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فروى عنه أكثر من خمسة آلاف حديث . ولاه أمير المؤمنين عمر
البحرين ، ثم عزله للين عريكته . وولي المدينة سنوات في خلافة بني أمية .
انظر ترجمته
فى: [ الأعلام للزركلي 4 / 80 ، و " أبو هريرة " لعبد المنعم صالح العلي
]0
ثانياً:
إعراب الحديث:
« من » : اسم
شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، خبره الجملة الشرطية بعده .
« نفَّس » :
فعل ماضٍ مبني على الفتح في محل جزم جواب الشرط . والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره
هو .
« عن مؤمن »
: جار ومجرور متعلقان بـ نفًس .
« كربة » : مفعول
به منصوب .
« من كرب »
: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لكربة ، وهو مضاف .
« الدنيا »
: مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر .
« نفّس » : جواب
الشرط مبني على الفتح في محل جزم .
« الله » : فاعل
مرفوع .
« عنه » : جار
ومجرور متعلقان بـ نفس .
« كربة من كرب
» : تعرب كالسابق .
« يوم » : مضاف
إليه مجرور وهو مضاف القيامة مضاف إليه مجرور .
« ومن يسّر على
معسر » : تعرب إعراب من نفس عن مؤمن .
« يسّر الله عليه » : تعرب إعراب نفس الله عنه .
«في الدنيا »
: جار ومجرور متعلقان بـ يسر .
« والآخرة »
: معطوفة على الدنيا تعرب إعرابها .
« ومن » : ستر تعرب إعراب من نفس .
« مسلماً »
: مفعول به منصوب .
« ستره » : تعرب
إعراب نفّس الثانية . والهاء ضمير مبني على الضم في محل نصب مفعول به .
«الله» : فاعل
مرفوع .
«في الدنيا والآخرة»
: تعرب إعراب في الدنيا والآخرة السابقة .
«والله» : «الواو
» : استئنافية .
«الله» : مبتدأ
مرفوع علامة رفعه الضمة .
« في عون »
: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر ، وجملة المبتدأ والخبر استئنافية ، لا محل لها من
الإعراب .
«ما » : مصدرية
. «كان»: فعل ماضٍ ناقص تؤول بمصدر (مدة كون) .
« العبد » :
اسم كان مرفوع علامة رفعه الضمة .
« في عون »
: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر كان . وهو مضاف .
« أخيه » : مضاف إليه مجرور علامة جره الياء وهو
مضاف. الهاء ضمير
متصل مبني على
الكسر في محل جر بالإضافة .
« و » : حرف
عطف .
« من سلك طريقاً
» : تعرب إعراب مَنْ نفَّس كربةً .
« يلتمس » :
فعل مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة والفاعل
مستتر جوازاً
تقديره هو والجملة في محل نصب حال .
« فيه » : جاران
ومجروران متعلقان بيلتمس .
« علماً » :
مفعول به منصوب .
« سهّل » : تعرب
إعراب نفّس الثانية .
« الله » : فاعل مرفوع علامة رفعه الضمة .
« له به » :
جار ومجرور متعلقان بسهل .
« طريقاً »
: مفعول به منصوب علامة نصبه الفتحة .
«إلى الجنة»
: جار ومجرور متعلقان بـ«طريقاً » والجار والمجرور في محل نصب صفة لطريق .
« و » : حرف
عطف .
«ما » : حرف
نفي .
« اجتمع » :
فعل ماضٍ مبني على الفتح .
«قوم » : فاعل مرفوع .
« في بيت من
بيوت » : جار ومجرور متعلقان باجتمع وبيوت مضاف .
« الله » : مضاف
إليه مجرور علامة جره الكسرة ،
وجملة « من بيوت
الله » : في محل جر صفة لبيت .
« يتلون » :
فعل مضارع مرفوع علامة رفعه ثبوت النون والواو ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل
، وجملة يتلون في محل نصب حال من قوم
« كتاب » : مفعول
به منصوب علامة نصبه الفتحة . وهو مضاف .
« الله »: مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة .
« يتدارسونه » : تعرب إعراب يتلون ، والهاء ضمير
متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به .
« بينهم » :
بين ظرف مكان منصوب وهو مضاف وهم ضمير مبني على السكون في محل جر بالإضافة ، والظرف
متعلق بمحذوف حال من الضمير في يتدارسون . « إلا » : حرف تحقيق بعد النفي ، ويجوز إعرابها
أداة استثناء والجملة الفعلية بعدها في محل نصب على الاستثناء المنقطع .
« نزلت » : فعل
ماضٍ مبني على الفتح والتاء للتأنيث .
« عليهم » :
جار ومجرور متعلقان بـ نزلت . « السكينة » : فاعل مرفوع .
« و » : حرف عطف .
« غشيتهم »
: غشي فعل ماضٍ مبني على الفتح ، التاء للتأنيث ،
« الهاء » :
ضمير مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
«الرحمة»: فاعل مرفوع علامة رفعه الضمة 0
«وحفتهم الملائكة
، وذكرهم الله» : تعرب إعراب الجملة السابقة .
« فيمن» : جار
ومجرور متعلقان بـ ذكر .
« عنده» . ظرف مكان منصوب على الظرفية وهو مضاف الهاء
ضمير مبني على الضم في محل جر بالإضافة .
« و » : حرف
عطف .
« من بطأ »
: من اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر
.
« بطأ » : فعل
ماضٍ مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط .
« عمله » : فاعل
مرفوع علامة رفعه الضمة وهو مضاف الهاء ضمير مبني على الضم في محل جر بالإضافة .
« لم يسرع »:
لم أداة جزم يسرع فعل مضارع مجزوم علامة جزمه السكون ، والجملة في محل جزم جواب الشرط
.
« به »: جار
ومجرور متعلقان بـ يسرع .
« نسبه » : تعرب إعراب «عمله »([1])0
ثالثاً:
مفردات الحديث:
نفس : أزال وفرج
.
كربة : شدة عظيمة
، وهي ما أهم النفس ، وغم القلب .
ومن يسر على
معسر : بإنظاره إلى الميسرة ، أو بإعطائه ما يزول به إعساره ،أو بالوضع عنه إن كان
غريما .
يسر الله عليه
: أموره ومطالبه .
ومن ستر مسلما
: لم يعرف بأذى ، أو فساد ، بأن علم منه وقوع معصية فيما مضى ، لم يخبر بها أحدا .
ستره الله في
الدنيا والآخرة : بألا يعاقبه على ما فرط منه .
من سلك طريقا
: بالمشي بالأقدام إلى مجالس العلم ، ويتناول أيضا الطريق المعنوي : كالحفظ والمذاكرة
والمطالعة والتفهم .
يلتمس : يطلب
.
علما : شرعيا
، قاصدا به وجه الله تعالى.
سهل الله له
طريقا إلى الجنة : بتيسير ذلك العلم الذي طلبه والعمل بمقتضاه أو علوم أخرى توصله إلى
الجنة ، ويحتمل أن يراد به تسهيل طريق الجنة الحسي يوم القيامة وهو الصراط .
من بيوت الله
: المساجد .
السكينة : الطمأنينة
والوقار .
غشيتهم الرحمة
: شملتهم من كل جهة .
حفتهم الملائكة
: أحاطت بهم بحيث لا يدعون للشيطان فرجة يتوصل منها للذاكرين .
وذكرهم الله
: أثنى عليهم .
فيمن عنده :
من الملائكة .
بطأ : قصر ،
لفقد بعض شروط الصحة أو الكمال .
لم يسرع به نسبه
: لم يلحقه برتب أصحاب الأعمال الكاملة : لأن المسارعة إلى السعادة بالأعمال لا بالأحساب([2])
.
رابعاً: ما
يستفاد من الحديث:
يستفاد منه
:
1- فضل قضاء
حاجات المسلمين ونفعهم بما تيسر من علم . أو جاه أو مال ، أو إشارة ، أو نصح ، أو دلالة
على خير ، أو إعانة بنفسه ، أو بوساطته ، أو الدعاء بظهر الغيب .
2- الترغيب في
التيسير على المعسر . والأحاديث في فضل ذلك كثيرة ، منها خبر مسلم : (( من سره أن ينجيه
الله تعالى من كرب يوم القيامة ، فليقض عن معسر أو يضع عنه )) .
3- الترغيب في
ستر المسلم الذي لم يكن معروفا بالفساد أما المعروف الذي لا يبالي ما ارتكب منه ، ولا
بما قيل له ، فلا يستر عليه ، بل ترفع قضيته إلى ولي الأمر إن لم يخف من ذلك مفسدة
، لأن الستر على ذلك يطغيه في الفساد وانتهاك الحرمات ، ويجزيء غيره على مثل فعله
. وهذا كله إنما هو في معصية انقضت ، أما التي رآه عليها وهو بعد متلبس بها فتجب المبادرة
بإنكارها ، ومنعه منها على من قدر على ذلك، ولا يحل له التأخير ، فإن عجز لزمه رفع
ذلك إلى ولي الأمر إذا لم تترتب على ذلك مفسدة.
4- أن العبد
إذا عزم على معاونة أخيه فينبغي له أن لا يجبن عن إنفاذ قوله وصدعه بالحق ، إيمانا
بأن الله تعالى في عونه .
5- فضل الاشتغال
بطلب العلم .
6- الحث على
الاجتماع على تلاوة القرآن في المساجد .
7- أن الجزاء
إنما رتبه الله على الأعمال لا على الأنساب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق