الأربعاء، 6 يونيو 2012

الأربعين النووية - الحديث العاشر


الحديث العاشر
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا) وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب ، يا رب ، ومطعمه حرام ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام فأنى يستجاب له )) رواه مسلم .
أولاً: ترجمة الراوي:
هو عبد الرحمن بن صخر . من قبيلة دوس ، وقيل في اسمه غير ذلك . صحابي . راوية الإسلام . أكثر الصحابة رواية . أسلم 7هـ وهاجر إلى المدينة . ولزم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فروى عنه أكثر من خمسة آلاف حديث . ولاه أمير المؤمنين عمر البحرين ، ثم عزله للين عريكته . وولي المدينة سنوات في خلافة بني أمية .
[ الأعلام للزركلي 4 / 80 ، و " أبو هريرة " لعبد المنعم صالح العلي ]
ثانيا: إعراب الحديث:
« عن » : حرف جر . « أبي » : اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف . « هريرة » : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث . « رضي الله عنه . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم » : سبق إعرابها في الحديث الأول .
« إن » : حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر . « الله » : اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة . « تعالى » : فعل ماضٍ مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر . « طيب » : خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضمة . «لا يقبل» : « لا » : نافية . « يقبل فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ويجوز إعراب الجملة خبراً ثانياً في محل رفع . «إلا» : أداة استثناء . « طيباً » : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، « وإنّ الله » : « إنّ » : حرف توكيد ونصب « الله » اسمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة . « أمر » : فعل ماضٍ مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو والجملة في محل رفع خبر إن. «المؤمنين » : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء . « بما » : «الباء»: حرف جر. «ما» : اسم موصول مبني على السكون في محل جر . «أمر» : سبق إعرابها والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. « به » : « الباء » : حرف جر الهاء ضمير مبني على الكسر في محل جر . «المرسلين » : تعرب إعراب المؤمنين . « فقال تعالى » : سبق إعرابها .
« يا أيها » : « يا » : حرف نداء مبني على السكون . « أي » : منادى مبني على الضم في محل نصب . « الرسل » : صفة مرفوعة . « كلوا » : فعل أمر مبني على حذف النون والواو ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل . «من الطيبات» : من حرف جر الطيبات اسم مجرور وعلامة جره الكسرة . « واعملوا » : تعرب إعراب كلوا صالحا مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة . و الواو حرف عطف . « قال تعالى : يا أيها » : سبق إعرابها . « الذين » : صفة مبنية على الفتح في محل رفع . « آمنوا » : « آمن »: فعل ماضٍ بني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل . « كلوا من طيبات » : سبق إعرابها وطيبا ت هنا مضاف . « ما » : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة . «رزقناكم » : رزق فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بالضمير . « نا » : ضمير رفع مبني على السكون في محل رفع فاعل . « كُم » : ضمير مخاطبين مبني على السكون في محل نصب مفعول به . « ثم » : حرف عطف . « ذكر » : فعل ماضٍ مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو . « الرجل » : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة . « يطيل » : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو والجملة في محل نصب حال من الرجل . « السفر » : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة . « أشعث أغبر » : حالان منصبان . « يمد » : تعرب إعراب يطيل . « يديه يدي مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء وهو مضاف . « الهاء » : ضمير مبني على الكسر في محل جر بالإضافة . « إلى » : حرف جر . «السماء » : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلقان بـ(يمد) . « يا رب يا رب » : مناديان مبنيان على الضم في محل نصب . « و » : واو الحال . « مطعمه » : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف الهاء ضمير مبني على الضم في محل جر بالإضافة . « حرام »: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة . والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب حال . « ومشربه حرام ، وملبسه حرام » : تعرب إعراب . « ومطعمه حرام . وغذي » : فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو . « بالحرام » : الباء حرف جر الحرام اسم مجرور علامة جره الكسرة وهما متعلقان بـ « غُذِّي » وجملة : بالحرام في محل نصب حال . « فأنى » : الفاء حرف عطف أنى اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية . « يستجاب » : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مبني للمجهول . « له » : جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل[1] .
ثالثاً:مفردات الحديث:
طيب : مقدس منزه عن النقائص والعيوب .
لا يقبل : من الأعمال والأموال .
إلا طيبا : وهو من الأعمال ما كان خاليا من الرياء والعجب ، و غيرهما من المفسدات ، ومن الأموال الحلال الخالص .
بما أمر به المرسلين : من الأكل من الطيبات والعمل الصالح .
أشعث . جعد الرأس .
أغبر : مغبر اللون لطول سفره في الطاعات .
يمد يديه : يرفعها بالدعاء إلى الله تعالى .
غذى : بضم الغين المعجمة وتخفيف الذال المكسورة .
فأنى يستجاب له : من أين يستجاب لمن هذه صفته . والمراد أنه ليس أهلا للإجابة ، وليس صريحا في استحالتها بالكلية[2] .
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-الأمر بإخلاص العمل لله عز وجل .
2-الحث على الإنفاق من الحلال
3-النهي عن الإنفاق من غيره .
4-أن الأصل استواء الأنبياء مع أممهم في الأحكام الشرعية ، إلا ما قام الدليل على أنه مختص بهم .
5-أن التوسع في الحرام يمنع قبول العمل وإجابة الدعاء .
6-أن من أسباب إجابة الدعاء أربعة أشياء : أحدها _ إطالة السفر لما فيه من الانكسار الذي هو من أعظم أسباب الإجابة . الثاني : رثاثة الهيئة ، ومن ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره . الثالث : مد اليدين إلى السماء فإن الله حيي كريم ، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفر خائبتين . الرابع : الإلحاح على الله بتكرير ذكر ربوبيته ، وهو من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء [3].



[1] إعراب الأربعين النووية :جـ1صـ38 وما بعدها0
[2] التحفة الربانية : 11/1 0
[3] التحفة الربانية: 11/2 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق