الثلاثاء، 12 يونيو 2012

الأربعين النووية - الحديث الثانى والأربعون

الحديث الثاني والأربعون
عن أنس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( قال الله تعالى يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي . يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك . يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
أولاً: ترجمة الراوى:
هو أنس بن مالك بن النضر ، النجاري الخزرجي الأنصاري ، صاحب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخادمه ، خدمه إلى أن قبض . ثم رحل إلى دمشق ، ومنها إلى البصرة ، فمات بها آخر من مات بها من الصحابة . له في الصحيحين 2286 حديثًا .
انظر ترجمته فى:[ الأعلام للزركلي ، والإصابة ، وطبقات ابن سعد ، وتهذيب ابن عساكر 3 / 199 ، وصفة الصفوة 1 / 298 ].
ثانياً: إعراب الحديث:
« يا » : حرف نداء .
« ابن » : منادى منصوب علامة نصبه الفتحة وهو مضاف .
« آدم » : مضاف إليه مجرور علامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة .
« إنك » : « إن » : حرف توكيد ونصب .
« الكاف » : ضمير خطاب مبني على الفتح في محل نصب اسم إن . « ما » : اسم شرط جازم مبني على السكون.
« دعوتني : « دعا » : فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، التاء ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والجملة في محل جزم اسم الشرط . الواو حرف عطف .
« رجوتني » : تعرب إعراب دعوتني .
« غفر » : فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل والجملة من الفعل والفاعل في محل جزم جواب الشرط .
« لك » : جار ومجرور متعلقان بـ غفر ، « على » حرف جر . «ما »: اسم موصول مبني على السكون في محل جر .
 « كان » : هي هنا تامة بمعنى وُجد ، فهي فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على الفتح .
« منك » : من حرف جر الكاف ضمير مبني على الفتح في محل جر .
« ولا أبالي » : الواو واو الحال .
«أبالي » : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل ، الفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا ، والجملة في محل نصب حال .
« يا ابن آدم » : سبق إعرابها .
«لو» : حرف شرط غير جازم وهي حرف امتناع لامتناع . «بلغت» : فعل ماضٍ مبني على الفتح . والتاء للتأنيث .
« ذنوبك » : « ذنوب » : فاعل مرفوع علامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، الكاف ضمير خطاب مبني على الفتح في محل جر بالإضافة .
« عنان » : مفعول به منصوب علامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف . «السماء» : مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة .
«ثم»: حرف عطف يفيد التراخي .
 « استغفرتني » : تعرب إعراب دعوتني .
«غفرت لك يا ابن آدم » : سبق إعرابها .
« إنك » : إنّ حرف توكيد ونصب . الكاف ضمير خطاب مبني على الفتح في محل نصب اسم إنّ .
« لو » : سبق إعرابها .
« أتيتني » : تعرب إعراب دعوتني .
« بقراب » : جار ومجرور متعلقان بـ أتيت وهو مضاف . «الأرض» : مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة .
 «خطايا » : تمييز منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر . « ثم » : سبق إعرابها .
« لقيتني » : تعرب إعراب دعوتني .
« لا » : نافية . « تشرك » : فعل مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .
«بي» : جار ومجرور متعلقان بـ تشرك .
 « شيئاً » : مفعول به منصوب علامة نصبه الفتحة .
« لأتيتك » : اللام للقسم .
« أتيت » : تعرب إعراب دعوت الكاف ضمير خطاب مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .
« بقراب » : سبق إعرابها . الهاء ضمير مبني على السكون في محل جر بالإضافة .
« مغفرة » تعرب إعراب خطايا إلا أنها منصوبة بفتحة ظاهرة ([1]).
ثالثاً: مفردات الحديث:
ما دعوتني : لمغفرة ذنوبك و (( ما )) مصدرية ظرفية .
ورجوتني : والحال أنك ترجو تفضلي عليك . وإجابة دعائك .
غفرت لك : ذنوبك ، أي سترتها عليك ولا أعاقبك بها في الآخرة .
على ما كان منك : من تكرار المعاصي .
ولا أبالي : لا أكترث بذنوبك ولا أستكثرها وإن كثرت إذ لا يتعاظمني شيء.
عنان : بفتح المهملة _ سحاب .
استغفرتني : طلبت مني وقاية شرها مع سترها .
بقراب الأرض : بضم القاف وكسرها ، والضم أشهر ، أي بقريب ملئها ، أو بمثلها .
لقيتني : مت على الإيمان .
لا تشرك بي شيئا : لاعتقادك توحيدي ، والتصديق برسلي وبما جاءوا به([2]).
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1- سعة كرم الله تعالى وجوده .
2- الرد على الذين يكفرون المسلمين بالذنوب ، وعلى المعتزلة القائلين بالمنزلة بين المنزلتين ، بمعنى أنه ليس بمؤمن و لا كافر في الدنيا ، ويخلد في النار في الآخرة . والصواب قول أهل السنة : أن العاصي لا يسلب عنه اسم الإيمان ، ولا يعطاه على الإطلاق ، بل يقال : هو مؤمن عاص ، أو مؤمن بإيمانه ، فاسق بكبيرته ، وعلى هذا يدل الكتاب والسنة ، وإجماع سلف الأمة .
3- بيان معنى لا إله إلا الله : أنه هو إفراد الله بالعبادة ، وترك الشرك قليله وكثيره .
4- حصول المغفرة بهذه الأسباب الثلاثة :
الدعاء مع الرجاء ، والاستغفار والتوحيد وهو السبب الأعظم الذي فقه فقد المغفرة ، ومن جاء به فقد جاء بأعظم أسباب المغفرة ([3]).



([1])إعراب الأربعين النووية: جـ1صـ90 0

([2])التحفة الربانية: 43/1 0
([3])التحفة الربانية: 43/1 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق