الخميس، 21 يونيو 2012

فى رحاب القرآن الكريم - الجزء الثالث

حال السلف مع القرآن في رمضان وغيره
قال الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله: كان السلف رحمهم الله يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها.
وكان الأسود بن يزيد: يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال.
وعن سعيد بن جبير: أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين.
وكان قتادة رحمه الله: يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة.
وكان إبراهيم النخعي: يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة وفي بقية الشهر ثلاث.
وقال يزيد بن هارون: كان منصور بن زاذان يقرأ القرآن كله في صلاة الضحى، وكان يختم القرآن من الأولى إلى العصر، ويختم في اليوم مرتين، ويصل الليل كله.
وقال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي يقول: كنت أختم القرآن في رمضان ستين مرة.
وقال الحميدي: كان الشافعي يختم القرآن كل يوم ختمة وعن أبي حنيفة نحوه.
وعن منصور: كان على الأزدي يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء في كل ليلة من رمضان.
وقال ابن رجب: وكان قتادة يدرس القرآن في شهر رمضان.
وقال ابن الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم.
وقال عبد الرزاق: كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.
وكان الزهري: إذا دخل رمضان قال: إنما هو قراءة القرآن وإطعام الطعام.
وعن محمد بن مسعر قال: كان أبي لا ينام حتى يقرأ نصف القرآن.
وعن ابن وهب: قيل لأخت مالك: ما كان شغل مالك في بيته؟ قالت: المصحف، والتلاوة.
وقال عمرو بن علي: كان يحيى بن سعيد القطان يختم القرآن كل يوم وليلة يدعو لألف إنسان، ثم يخرج بعد العصر فيحدث الناس.
وقال البغوي: أخبرت عن جدي أحمد بن منيع رحمه الله أنه قال: أنا من نحو أربعين سنة أختم في كل ثلاث.
وعن مسبح بن سعيد قال: كان محمد بن إسماعيل يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة.
وقال سليمان بن يسار رحمه الله: قام عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد العشاء فقرأ القرآن كله في ركعة لم يصل قبلها ولا بعدها.
وعن ابن سيرين: أن تميماً الداري كان يقرأ القرآن في ركعة.
وعن الحارث بن يزيد: أن سليم بن عتر كان يقرأ القرآن في كل ليلة ثلاث مرات.
وقال ابن شوذب: كان عروة يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف نظراً، ويقوم به الليل.
الإمام حمزة بن حبيب الزيات، القيم بكتاب الله، العابد الخاشع، القانت لله يقول: نظرت في المصحف حتى خشيت أن يذهب بصري.
قال يحيى اليماني: لاما حضرت الوفاة أبا بكر بن عياش بكت أخته، فقال لها: ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية، فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة.
وثابت البناني قال عنه شعبة: كان ثابت يقرأ القرآن في يوم وليلة، ويصوم الدهر.
وقال أسد بن الفرات: كان ابن القاسم يختم كل يوم وليلة ختمتين قال: فنزل بي حين جئت إليه عن ختمة، رغبة في إحياء العلم.
الإمام أبو حنيفة رحمه الله: كان يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة، وفي رمضان في كل يوم مرتين، مرة في النهار ومرة في الليل.
أبو العباس بن عطاء: له في كل يوم ختمة، وفي شهر رمضان كل يوم وليلة ثلاث ختمات.
الحافظ بن عساكر: كان يختم كل جمعة، ويختم في رمضان كل يوم.
وكان كثير النوافل والأذكار، ويحاسب نفسه على كل لحظة تذهب في غير طاعة.
الإمام البخاري رحمه الله: كان يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة.
أما إمام أهل السنة أحمد بن حنبل فقد قال عنه جعفر ابن أب هاشم: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ختمت القرآن في يوم، فعددت موضع الصبر، فإذا هو نيف وتسعون.
وقال الإمام علي بن المديني شيخ البخاري: حفر شبر الحافي قبره، وختم فيه القرآن وكان ورده ثلث القرآن.
شيخ الإسلام الحافظ الناقد أبو بكر بن محمد بن محمد تقي الدين البلاطنسي: كان يختم في رمضان في كل ليلة ختمتين، وأكب في آخر عمره على التلاوة فكان لا يأتيه الطلبة لقراءة الدرس إلا وجدوه يقرأ القرآن.
والشيخ الفاضل محمد بن علاء شمس الدين البابلي القاهري الشافعي: كان كثير العبادة يواظب على قراءة القرآن سراً وجهراً، وكان راتبه في كل يوم وليلة نصف القرآن ويختم يوم الجمعة ختمة كاملة، وكان كثير البكاء عند قراءة القرآن.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن التميمي أبو عبدالله الحلفاوي التونسي نزيل غرناطة يعرف بابن المؤذن: كان صاحب مقامات وكرامات، حسن الصلاة جداً، وكان يختم في رمضان مائة ختمة.
مسألة هامة تتعلق بهذا الفصل:
قد يقول قائل: بأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ختم القرآن في أقل من ثلاثة أيام فيكون فعل السلف رضوان الله عليهم مخالفاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: قال العلامة الحافظ بن رجب الحنبلي رحمه الله:
وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان وخصوصاً الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً للزمان والمكان وهو قول الإمام أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة. انتهى.
(لطائف المعارف: ابن رجب الحنبلي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق