الثلاثاء، 12 يونيو 2012

الأربعين النووية - الحديث السابع والثلاثون

الحديث السابع والثلاثون
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال : (( إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك ، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، إن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة )) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف .
أولاً: ترجمة الراوى :
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب . قرشي هاشمي . حبر الأمة وترجمان القرآن . أسلم صغيرًا ولازم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد الفتح وروى عنه . كان الخلفاء يجلونه . شهد مع علي الجمل وصفين . وكف بصره في آخر عمره . كان يجلس للعلم ، فيجعل يوما للفقه ، ويومًا للتأويل ، ويومًا للمغازي ، ويومًا للشعر ، ويومًا لوقائع العرب . توفي بالطائف .
انظر ترجمته فى :[ الأعلام للزركلي ، والإصابة ، ونسب قريش ص 26 ]0
ثانياً: إعراب الحديث:
« إنَّ » : حرف توكيد ونصب .
« الله » : اسمها منصوب .
 « كتب » : فعل ماضٍ مبني على الفتح ، فاعله مستتر جوازاً والجملة في محل رفع خبر إنّ .
«الحسنات » : مفعول به منصوب علامة نصبه الكسرة .
« و » : حرف عطف .
«السيئات» : تعرب إعراب الحسنات .
 « ثم » : حرف عطف .
« بيّن » : تعرب إعراب كتب .
« ذلك » : اسم إشارة مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .
«فمن» : الفاء حرف استئناف .
« من » : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
« همّ » : فعل ماضٍ مبني على الفتح ، فاعله مستتر جوازاً والجملة في محل جزم فعل الشرط .
« بحسنة » : جار ومجرور متعلقان بهم .
 «فلم» : الفاء حرف عطف لم حرف جزم .
« يعملها » : فعل مضارع مجزوم علامة جزمه السكون . فاعله مستتر جوازاً والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
« كتبها » : كتب فعل ماضٍ مبني على الفتح والهاء ضمير مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة في محل جزم جواب الشرط والجملة الشرطية في محل رفع خبر المبتدأ .
«الله» : فاعل مرفوع .
« عنده » : عند ظرف مكان مضاف والهاء ضمير مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والجملة في محل نصب حال من المفعول به
«حسنة» : حال ثانية .
«كاملة » : صفة منصوبة .
« و » : حرف عطف .
« إنْ » : حرف شرط جازم همّ سبق إعرابها .
«بها» : جار ومجرور متعلقان بـ همّ ، « فعملها » : الفاء حرف عطف .
« عمل » : فعل ماضٍ مبني على الفتح فاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو . « عشر » : نائب مفعول مطلق مضاف .
« حسنات » : مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة .
 « إلى سبعمائة إلى » : إلى سبع جار ومجرور متعلقان بكتب وهو مضاف مائة مضاف إليه مجرور وهو مضاف .
« ضعف » : مضاف إليه مجرور .
« إلى » : أضعاف جار ومجرور متعلقان بكتب .
« كثيرة » : صفة مجرورة، من قوله « صلى الله عليه وسلم : وإنّ هم بسيئة ...» إلى نهاية الحديث ـ تعرب إعراب السابق([1]) .




ثالثاً: مفردات الحديث:
تبارك : تعاظم .
وتعالى : تنزه عما لا يليق بكماله .
كتب الحسنات والسيئات : قدرهما في علمه على وفق الواقع .
بين ذلك : للكتبة من الملائكة .
كتبها الله : للذي هم بها ، أي أمر الحفظة بكتابتها .
حسنة كاملة : لا نقص فيها ، وإن نشأت عن مجرد الهم .
ضعف : بكسر الضاد مثل وقيل مثلين .
إلى أضعاف كثيرة : بحسب الزيادة في الإخلاص وصدق العزم ، وحضور القلب ، وتعدى النفع .
سيئة واحدة :تفضلا منه سبحانه ، حيث لم يأخذ عبده بمجرد الهم في جانب السيئة ، ولم يضاعفها عليه بعد وقوعها ([2]).
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-بيان فضل الله العظيم على هذه الأمة ، إذ لو ما ذكر في الحديث لعظمت المصيبة ، لأن عمل العباد للسيئات أكثر .
2-أن الحفظة يكتبون أعمال القلوب ، خلافا لمن قال إنهم لا يكتبون إلا ألأعمال الظاهرة .
3-أن الهم بالحسنة يكتب حسنة كاملة .
4-أن من هم بالحسنة فعلمها كتبها الله عنده عشر حسنات ، إلا أن يشاء الزيادة على ذلك .
5-أن الهم بالسيئة من غير عمل يكتب حسنة ، لكن الترك الذي يثاب عليه هو الترك مع القدرة لوجه الله عز وجل ، لما في بعض روايات هذا الحديث ((......إ،ما تركها من جرائى )).
6-أن السيئة تكتب بمثلها من غير مضاعفة ولا ينافي ذلك أنها تعظم بشرف الزمان والمكان ، أو قوة معرفة الفاعل لله وقربه منه .
7-أن التضعيف لا يتقيد بسبعمائة ([3]).


([1])إعراب الأربعين النووية: جـ1صـ83 0
([2])التحفة الربانية: 38/1 0
([3])التحفة الربانية: 38/1 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق