الثلاثاء، 12 يونيو 2012

الأربعين النووية - الحديث العشرون

الحديث العشرون
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال :
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت )) رواه البخاري .
أولاً: ترجمة الراوى:
هو عقبة بن عمرو بن أسيرة ، وقيل ثعلبة ، أبو مسعود البدري ، الأنصاري من الخزرج . وهو مشهور بكنيته ، قال ابن حجر : اختلفوا في شهوده بدرا قفال الأكثر : نزلها فنسب إليها ، وجزم البخاري بأنه شهدها وصاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . شهد العقبة وأُحدا وما بعدها .
روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وعنه ابنه بشير وعبد يزيد الخطمي وأبو وائل وعلقمة وغيرهم . ونزل الكوفة . وكان من أصحاب علي ، فاستخلفه عليها . وله 202 من الأحاديث .
انظر ترجمته فى:[ الإصابة 2 / 490 ، وأسد الغابة 3 / 554 ، وتهذيب التهذيب 7 / 247 ، والأعلام 5 / 37 ] .
ثانياً: إعراب الحديث:
« إنَّ » : حرف توكيد ونصب .
« مما » : من حرف جر ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر إنً مقدم . أدرك فعل ما ض مبني على الفتح .
« الناس » : فاعل مرفوع .
« من » : حرف جر .
« كلام » : : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف .
 « النبوة » : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
« الأولى » : صفة مجرورة وعلامة جرها الكسرة المقدرة للتعذر .
«إذا» : أداة شرط غير جازمة .
« لم » حرف جزم .
«تستحِ » : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة .
 والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، وهو فعل الشرط في محل جر بالإضافة .
«فاصنع » : الفاء رابطة لجواب الشرط .
« اصنع » : فعل أمر مبني على السكون وهو جواب الشرط والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .
« ما » : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
« شئت » : شاء فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل والتاء ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل . وأداة الشرط وما بعدها في موضع نصب خبر إنَّ مؤخر ، وجملة « شئت » صلة الموصول لا محل لها من الإعراب [1].
ثالثاً: مفردات الحديث:
أدرك الناس : توارثوه قرنا بعد قرن ، والناس بالرفع والعائد على ما محذوف ويجوز النصب على أن العائد ضمير الفاعل .
من كلام النبوة الأولى : التي قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . والمراد أنه مما اتفقت عليه الشرائع ، لأنه جاء في أولاها ، ثم تتابعت بقيتها عليه .
إذا لم تستح : من الحياء ، وهو خلق يحث على فعل الجميل ، وترك القبيح ، ويمنع من التفريط في الحق ، أما ما ينشأ عنه الإخلال بالحق فليس هو حياء شرعيا ، بل هو خور وضعف .
فاصنع ما شئت : في هذا الأمر ثلاثة أقوال : أحدها _ أنها بمعنى الخبر كأنه يقول : إذا لم يمنعك الحياء فعلت ما شئت ، أي ما تدعوك إليه نفسك من القبيح . الثاني _ أنه للوعيد ، كقوله تعالى : (( اعملوا ما شئتم )) والثالث أنه للإباحة ، أي انظر على الفعل الذي تريد أن تفعله ، فإن كان مما لا يستحى منه فافعله ،
 و إلا فلا([2]).
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-شرف الحياء ، فإنه ما من نبي إلا وقد حث عليه ، ولم نسخ فيما نسخ من شرائع الأنبياء ، ولم يبدل فيما بدل منها ، وذلك لأنه أمر قد على صوابه وبان فضله ، واتفقت العقول على حسنه وما كان كذلك لا ينسخ .
2-أن الحياء هو الذي يكف الإنسان ويردعه عن مواقعة السوء ، فإذا رفضه وخلع ربقته كان كالمأمور بارتكاب كل ضلالة ،
تعاطي كل سيئة([3]).



([1])إعراب الأربعين النووية :جـ1صـ48 0
([2]) التحفة  الربانية : 21/1 0
([3]) التحفة  الربانية : 21/2 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق