الخميس، 21 يونيو 2012

فى رحاب القرآن الكريم - الجزء الرابع

مواقف من تدبر الصحابة والسلف الصالح للقرآن الكريم
عن مسروق: (قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم الداري، صلى ليلة حتى أصبح أو كاد يقرأ آية يرددها. ويبكي: «أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات» [سورة الجاثية: 20].
وقال القاسم بن أبي أيوب: (سمعت سعيد بن جبير يردد هذه الآية في الصلاة بضعاً وعشرين مرة: (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله) [سورة البقرة: 281].
وقال نعيم بن حماد: (قال رجل لابن المبارك: قرأت البارحة القرآن في ركعة، فقال: لكني أعرف رجلاً لم يزل البارحة يكرر «ألهاكم التكاثر»، إلى الصبح، ما قدر أن يتجاوزها – يعني: نفسه).
وقال أبو سليمان الداراني: (كان علي بن الفضيل لا يستطيع أن يقرأ «القارعة» ولا تقرأ عليه.
وقال إبراهيم بن بشار: (الآية التي مات فيها علي بن الفضيل في الأنعام «ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد» [الأنعام: 27] مع هذا الموضع مات، وكنت فيمن صلى عليه رحمه الله.
ولما سمع الحسن بن صالح قوله تعالى: «فلا تعجل عليهم» [سورة مريم: 84] سقط الحسن بن صالح يخور كما يخور الثور، فرفعوه ومسحوا وجهه ورشوا عليه الماء وأسندوه.
وقال أبو عثمان المغربي: (ليكن تدبرك في الخلق تدبر عبرة، وتدبرك في نفسك تدبر موعظة، وتدبرك في القرآن تدبر حقيقة. قال الله تعالى: «أفلا يتدبرون القرآن» [النساء: 82] جرأك به على تلاوته، ولولا ذلك لكلت الألسن عن تلاوته).
قال الله تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) [سورة ص: 29].
قال الحسن البصري رحمه الله: (والله ما تدبره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول: قرأت القرآن كله، ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل).
وقال سبحانه وتعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) [سورة النساء: 82].
وقال عز وجل: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبكم أقفالها) [سورة محمد: 24].
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: (يقول الله تعالى آمراً عباده بتدبر القرآن وناهياً لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة: أفلا يتدبرون القرآن.
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: والذي نفسي بيده!! إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما أنزله الله.
وقال الله عز وجل: (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به) [سورة البقرة: 121].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق