الأربعاء، 6 يونيو 2012

الأربعين النووية - الحديث الثامن


الحديث الثامن
عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى )) رواه البخاري ومسلم .
أولاً: ترجمة الراوى :
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب ، أبو عبد الرحمن . قرشي عدوي . صاحب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . نشأ في الإسلام ، وهاجر مع أبيه إلى الله ورسوله . شهد الخندق وما بعدها ، ولم يشهد بدرا ولا أحدًا لصغره . أفتى الناس ستين سنة . ولما قتل عثمان عرض عليه ناس أن يبايعوه بالخلافة فأبى . شهد فتح إفريقية . كف بصره في آخر حياته . كان آخر من توفي بمكة من الصحابة . هو أحد المكثرين من الحديث عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
انظر ترجمته فى:[ الأعلام للزركلي 4 / 246 ، والإصابة ، وطبقات ابن سعد ، وسير النبلاء للذهبي ، وأخبار عمر أخبار عبد الله بن عمر لعلي الطنطاوي ] 0
ثانياً:إعراب الحديث:
« عن ابن عمر » : عن حرف جر .
« ابن » : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف عمر مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن فعُل .
« رضي » فعل ماضٍ مبني على الفتح .
« عن » حرف جر .
« هما » : « الهاء » ضمير مبني على الضم في محل جر والميم للتثنية والجار والمجرور متعلقان ب(رضي) .
« أن رسول الله » : أن حرف توكيد ونصب .
«رسول » : اسم أن وهو مضاف . « الله » مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
« صلى الله عليه وسلم » : سبق إعرابها في الحديث الأول .
 « قال » : فعل ماضٍ مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
 « أمرت » : أمر فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بالضمير والتاء ضمير في محل رفعٍ نائب فاعل .
 « أن أقاتل » : « أن » حرف نصب ينصب الفعل المضارع .
« أقاتل » : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا ، والمصدر المؤول وهو قتال منصوب بنزع الخافض أي : أُمرت بقتال .
 « الناس » : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
« حتى » : حرف ينصب الفعل المضارع .
« يشهدوا » : فعل مضارع منصوب بحتى وعلامة نصبه حذف النون والواو ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل .
« أن » : حرف مصدري .
« لا » : نافية للجنس .
« إله » اسم لا مبني وخبرها محذوف تقديره موجود .
 « إلا » أداة حصر . « الله » في محل رفع بدلاً من محل لا واسمها .
« وأنًّ محمداً » : «الواو» حرف عطف .
« أنّ » حرف توكيد ونصب . « محمداً » اسمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
«رسول الله» : « رسول » خبر أن مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف .
« الله مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
«ويقيموا»: « الواو » حرف عطف .
« يقيموا » : فعل مضارع معطوف على يشهدوا ويعرب إعرابها . «الصلاة»: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. «ويؤتوا الزكاة»: تعرب إعراب ويقيموا الصلاة .
«فإذا فعلوا» : الفاء حرف عطف إذا أداة شرط غير جازمة وما بعدها في محل جر بالإضافة .
« فعلوا » : فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله بضمير الرفع (الواو) والواو ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل .
 « ذلك » : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به واللام للبعد والكاف للخطاب .
«عصموا » : تعرب إعراب فعلوا .
« مني » : « من » حرف جر الياء ضمير متكلم مبني على السكون في محل جر والجار والمجرور متعلقان بـ(عصموا)
«دماءهم» : « دماء » مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف .
«هم» : ضمير مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
«وأموالهم» : «الواو» : حرف عطف. «أموالهم» : تعرب إعراب دماءهم .
«إلا» : أداة حصر.
«بحق» الباء حرف جر حق اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف وتقدير الكلام . إلا أن يكون زوال العصمة بحق الإسلام . وحق مضاف .
 « الإسلام » مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
 « وحسابهم » : « الواو » : استئنافية
«حسابهم» مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وهو مضاف هم ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
«على الله » : « على » حرف جر الله اسم مجرور وعلامة جره الكسرة « تعالى » : فعل ماضٍ مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر ([1]).
ثالثاً:مفردات الحديث:
أمرت : أمرني ربي ، لأنه لا آمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الله عز وجل .
أن أقاتل : بأن أقاتل ، وحذف الجار من (أن) كثير.
الناس : المشركين من غير أهل الكتاب ، لرواية النسائي ((أمرت أن أقاتل المشركين حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، يبين معنى هذه الكلمة ، رواية مسلم عن طارق (من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله
ودمه ).
ويقيموا الصلاة : يداوموا على الإتيان بها بشروطها . والمراد بالصلاة هنا المفروضة لا جنسها .
ويؤتوا الزكاة : يعطوا الزكاة المفروضة لمستحقيها .
فإذا فعلوا ذلك : عبر بالفعل هنا عما بعضه قول على سبيل التغليب) أو إرادة المعنى الأعم ، إذ القول فعل اللسان .
عصموا : منعوا وحفظوا .
إلا بحق الإسلام : بأن يصدر منهم ما يقتضي حكم الإسلام مؤاخذتهم به من قصاص أو حد أو غرامة متلف أو نحو ذلك .
وحسابهم : في سرائرهم .
على الله : إذ هو المطلع وحده على ما في القلوب من كفر ونفاق وغير ذلك فمن أخلص في إيمانه جازاه جزاء المخلصين ، ومن لا ، أجرى عليه في الدنيا أحكام المسلمين ، وعذب في الآخرة .
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-اشتراط التلفظ بكلمتي الشهادة في الحكم بالإسلام .
2-أنه لا يكف عن قتال المشركين إلا بالنطق بهما , وأما أهل الكتاب فيقاتلون إلى إحدى غايتين : الإسلام ، أو أداء الجزية ، للنصوص الدالة على ذلك .
3-مقاتلة تاركي الصلاة والزكاة .
4-أن الإسلام يعصم الدم والمال ، وكذلك العرض ، الحديث (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ......)) الحديث .
5-أن الأحكام إنما تجري على الظواهر ، والله يتولى السرائر .
6-أنه لا يجب تعلم أدلة المتكلمين ومعرفة الله بهما ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم اكتفى بما ذكر في الحديث ولم يشترط معرفة الأدلة الكلامية ، والنصوص المتظاهرة بعدم اشتراطها يحصل بمجموعها التواتر والعلم القطعي .
7-مؤاخذه من أتى بالشهادتين وأقام الصلاة وآتى الزكاة بالحقوق الإسلامية ، من قصاص أو حد أو غرامة متلف ونحو ذلك .



([1]) إعراب الأربعين النووية : جـ1صـ34 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق