الحديث
الثامن
عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله
إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك
عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى )) رواه
البخاري ومسلم .
أولاً: ترجمة الراوى :
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب ، أبو عبد الرحمن
. قرشي عدوي . صاحب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . نشأ في الإسلام
، وهاجر مع أبيه إلى الله ورسوله . شهد الخندق وما بعدها ، ولم يشهد بدرا ولا
أحدًا لصغره . أفتى الناس ستين سنة . ولما قتل عثمان عرض عليه ناس أن يبايعوه
بالخلافة فأبى . شهد فتح إفريقية . كف بصره في آخر حياته . كان آخر من توفي بمكة
من الصحابة . هو أحد المكثرين من الحديث عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ .
انظر ترجمته فى:[ الأعلام
للزركلي 4 / 246 ، والإصابة ، وطبقات ابن سعد ، وسير النبلاء للذهبي ، وأخبار عمر
أخبار عبد الله بن عمر لعلي الطنطاوي ] 0
ثانياً:إعراب الحديث:
« عن ابن عمر » :
عن حرف جر .
« ابن » :
اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف عمر مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة لأنه
ممنوع من الصرف للعلمية ووزن فعُل .
« رضي »
فعل ماضٍ مبني على الفتح .
« عن »
حرف جر .
« هما » : «
الهاء » ضمير مبني على الضم في محل جر والميم للتثنية والجار والمجرور متعلقان
ب(رضي) .
« أن رسول الله » :
أن حرف توكيد ونصب .
«رسول » :
اسم أن وهو مضاف . « الله » مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
« صلى الله عليه وسلم » :
سبق إعرابها في الحديث الأول .
« قال
» : فعل ماضٍ مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
« أمرت
» : أمر فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بالضمير والتاء
ضمير في محل رفعٍ نائب فاعل .
« أن
أقاتل » : « أن » حرف نصب ينصب الفعل المضارع .
« أقاتل » :
فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا ،
والمصدر المؤول وهو قتال منصوب بنزع الخافض أي : أُمرت بقتال .
« الناس » : مفعول به منصوب وعلامة
نصبه الفتحة .
« حتى » :
حرف ينصب الفعل المضارع .
« يشهدوا » :
فعل مضارع منصوب بحتى وعلامة نصبه حذف النون والواو ضمير مبني على السكون في محل
رفع فاعل .
« أن » :
حرف مصدري .
« لا » :
نافية للجنس .
« إله »
اسم لا مبني وخبرها محذوف تقديره موجود .
« إلا » أداة حصر . « الله » في محل رفع بدلاً من محل
لا واسمها .
« وأنًّ محمداً » :
«الواو» حرف عطف .
« أنّ »
حرف توكيد ونصب . « محمداً » اسمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
«رسول الله» : «
رسول » خبر أن مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف .
« الله مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
«ويقيموا»: «
الواو » حرف عطف .
« يقيموا » :
فعل مضارع معطوف على يشهدوا ويعرب إعرابها . «الصلاة»:
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. «ويؤتوا الزكاة»: تعرب إعراب ويقيموا الصلاة .
«فإذا فعلوا» :
الفاء
حرف عطف إذا أداة شرط غير جازمة وما بعدها في محل جر
بالإضافة .
« فعلوا » : فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله
بضمير الرفع (الواو) والواو ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل .
« ذلك » : ذا اسم إشارة مبني على
السكون في محل نصب مفعول به واللام للبعد والكاف للخطاب .
«عصموا » :
تعرب إعراب فعلوا .
« مني » : «
من » حرف جر الياء ضمير متكلم مبني على السكون في محل جر والجار والمجرور متعلقان
بـ(عصموا)
«دماءهم» : «
دماء » مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف .
«هم» :
ضمير مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
«وأموالهم» :
«الواو» : حرف عطف. «أموالهم» : تعرب إعراب دماءهم .
«إلا» :
أداة حصر.
«بحق»
الباء حرف جر حق اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والجار والمجرور متعلقان
بمحذوف وتقدير الكلام . إلا أن يكون زوال العصمة بحق الإسلام . وحق مضاف .
«
الإسلام » مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
«
وحسابهم » : « الواو » : استئنافية
«حسابهم»
مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وهو مضاف هم ضمير مبني على السكون في محل
جر مضاف إليه .
«على الله » : «
على » حرف جر الله اسم مجرور وعلامة جره الكسرة «
تعالى » : فعل ماضٍ مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر ([1]).
ثالثاً:مفردات الحديث:
أمرت :
أمرني ربي ، لأنه لا آمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الله عز وجل .
أن أقاتل :
بأن أقاتل ، وحذف الجار من (أن) كثير.
الناس : المشركين من غير أهل الكتاب ، لرواية
النسائي ((أمرت أن أقاتل المشركين حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، يبين معنى هذه
الكلمة ، رواية مسلم عن طارق (من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله
ودمه ).
ويقيموا الصلاة :
يداوموا على الإتيان بها بشروطها . والمراد بالصلاة هنا المفروضة لا جنسها .
ويؤتوا الزكاة :
يعطوا الزكاة المفروضة لمستحقيها .
فإذا فعلوا ذلك :
عبر بالفعل هنا عما بعضه قول على سبيل التغليب) أو إرادة المعنى الأعم ، إذ القول
فعل اللسان .
عصموا :
منعوا وحفظوا .
إلا بحق الإسلام :
بأن يصدر منهم ما يقتضي حكم الإسلام مؤاخذتهم به من قصاص أو حد أو غرامة متلف أو
نحو ذلك .
وحسابهم :
في سرائرهم .
على الله :
إذ هو المطلع وحده على ما في القلوب من كفر ونفاق وغير ذلك فمن أخلص في إيمانه
جازاه جزاء المخلصين ، ومن لا ، أجرى عليه في الدنيا أحكام المسلمين ، وعذب في
الآخرة .
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-اشتراط التلفظ بكلمتي الشهادة في الحكم بالإسلام .
2-أنه لا يكف عن قتال المشركين إلا بالنطق بهما , وأما أهل
الكتاب فيقاتلون إلى إحدى غايتين : الإسلام ، أو أداء الجزية ، للنصوص الدالة على
ذلك .
3-مقاتلة تاركي الصلاة والزكاة .
4-أن الإسلام يعصم الدم والمال ، وكذلك العرض ، الحديث (إن
دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ......)) الحديث .
5-أن الأحكام إنما تجري على الظواهر ، والله يتولى السرائر
.
6-أنه لا يجب تعلم أدلة المتكلمين ومعرفة الله بهما ، فإن
النبي صلى الله عليه وسلم اكتفى بما ذكر في الحديث ولم يشترط معرفة الأدلة
الكلامية ، والنصوص المتظاهرة بعدم اشتراطها يحصل بمجموعها التواتر والعلم القطعي
.
7-مؤاخذه من أتى بالشهادتين وأقام الصلاة وآتى الزكاة
بالحقوق الإسلامية ، من قصاص أو حد أو غرامة متلف ونحو ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق