الثلاثاء، 12 يونيو 2012

الأربعين النووية - الحديث السابع عشر

الحديث السابع عشر
عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته)) . رواه مسلم0
أولاً: ترجمة الراوى :
هو شداد بن أوس بن ثابت ، أبو يعلى ، الأنصاري الخزرجي . صحابي ، من الأمراء . روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن كعب الأحبار . وعنه ابنه يعلى ومحمد وبشير بن كعب العدوي ومحمود بن الربيع وغيرهم .
ولاه عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إمارة حمص ، ولما قتل عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اعتزل ، وعكف على العبادة . قال أبو الدرداء : لكل أمة فقيه وفقيه هذه الأمة شداد بن أوس . وله في كتب الحديث 50 حديثا .
انظر ترجمته فى:[ الإصابة 2 / 138 ، وتهذيب التهذيب 4 / 315 ، والأعلام 3 / 232 ] .
ثانياً: إعراب الحديث :
« إنّ الله » : إن حرف توكيد ونصب الله اسمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة. « كتب » : فعل ماضٍ مبني على الفتحة والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو . والجملة في محل رفع خبر إنّ .
« الإحسان » : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
« على » : حرف جر .
« كل » : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والجار والمجرور متعلقان بـ(كتب ) .
« شيء » : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .
« فإذا » : « الفاء » : استئنافية .
« إذا » : أداة شرط غير جازمة .
 « قتلتم » : قتل فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل التاء ضمير خطاب مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم للجمع .
 «فأحسنوا » : « الفاء » : واقعة في جواب الشرط أحسنوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل . والجملة الشرطية في محل جر بالإضافة .
 «القتلة» : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
«وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة» : تعرب إعراب الجملة السابقة .
«و» : حرف عطف .
« ليحدّ » : اللام للأمر يحد فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه السكون وحُرّك بالفتح لأجل التضعيف .
 « أحدكم » : أحد فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف والكاف ضمير مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم للجمع .
« شفرته » : « شفرة » : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف . والهاء ضمير مبني على الضم في محل جر بالإضافة .
« وليرح » تعرب إعراب « ليحد » .
« ذبيحته » : إعراب « شفرته » ([1]).
ثالثاً: مفردات الحديث:
كتب : أوجب .
على كل شيء : ((على)) هنا بمعنى ((إلى)) أو (( في))
فإذا قتلتم : قودا أو حدا .
فأحسنوا القتلة : بأن تختاروا أسهل الطرق وأخفها وأسرعها زهوقا ، القتلة بكسر القاف .
وإذا ذبحتم : ما يحل ذبحه من البهائم .
فأحسنوا الذبحة : بأن ترفقوا بالبهيمة وبإحداد الآلة ، وتوجيهها القبلة والتسمية ، ونية التقرب بذبحها إلى الله .
وليحد : بضم الياء ، من حد السكين ، وبفتحها من حد شفرته بفتح الشين ، آلة الذبح .
وليرح : بضم الياء .
ذبيحته: مذبوحته ، فعيلة بمعنى مفعولة ([2]).
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-الأمر بالإحسان وهو في كل شيء بحسبه ، فالإحسان في الإتيان بالواجبات الظاهرة والباطنة :الإتيان بها على وجه كمال واجباتها ، فهذا القدر من الإحسان فيها واجب ، وأما الإحسان بإكمال مستحباتها فمستحب ، والإحسان في ترك المحرمات : الانتهاء عنها وترك ظاهرها وباطنها ، وهذا القدر منه واجب ، والإحسان في الصبر على المقدورات ، الصبر عليها من غير تسخط ، ولا جزع والإحسان الواجب في معاملة الخلق ومعاشرتهم : القيام بما أوجب الله من حقوقهم . والإحسان الواجب في ولاية الخلق : القيام فيهم بواجبات الولاية المشروعة . والإحسان في قتل ما يجوز قتله من الدواب : إزهاق نفسه على أسرع الوجوه وأسهلها وأرجاها ، من غير زيادة في التعذيب ، فإنه إيلام لا حاجة إليه .
2-النهي عما كانت عليه الجاهلية من التمثيل في القتل بجدع الأنوف وقطع الآذان والأيدي والأرجل ، ومن الذبح بالمدى الكالة ونحوها مما يعذب الحيوان ، ومن أكلهم المنخنقة ، وما ذكر معها في آية المائدة([3]) .



([1])إعراب الأربعين النووية: جـ1صـ43 0
([2])التحفة الربانية: 18/1 0
([3])التحفة الربانية : 18/2 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق