الحديث
السابع عشر
عن أبي يعلى شداد بن أوس
رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( إن الله كتب الإحسان
على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم
شفرته ، وليرح ذبيحته)) . رواه مسلم0
أولاً: ترجمة الراوى :
هو شداد بن أوس بن
ثابت ، أبو يعلى ، الأنصاري الخزرجي . صحابي ، من الأمراء . روى عن النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن كعب الأحبار . وعنه ابنه يعلى ومحمد وبشير بن كعب
العدوي ومحمود بن الربيع وغيرهم .
ولاه عمر رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ إمارة حمص ، ولما قتل عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اعتزل ، وعكف
على العبادة . قال أبو الدرداء : لكل أمة فقيه وفقيه هذه الأمة شداد بن أوس . وله
في كتب الحديث 50 حديثا .
انظر ترجمته فى:[
الإصابة 2 / 138 ، وتهذيب التهذيب 4 / 315 ، والأعلام 3 / 232 ] .
ثانياً: إعراب الحديث
:
« إنّ الله » : إن حرف
توكيد ونصب الله اسمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة. « كتب » : فعل ماضٍ مبني على الفتحة
والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو . والجملة في محل رفع خبر إنّ .
« الإحسان » : مفعول به
منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
« على » : حرف جر .
« كل » : اسم مجرور وعلامة
جره الكسرة وهو مضاف والجار والمجرور متعلقان بـ(كتب ) .
« شيء » : مضاف إليه مجرور
وعلامة جره الكسرة .
« فإذا » : « الفاء »
: استئنافية .
« إذا » : أداة شرط غير
جازمة .
« قتلتم » : قتل فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله
بتاء الفاعل التاء ضمير خطاب مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم للجمع .
«فأحسنوا » : « الفاء » : واقعة في جواب الشرط أحسنوا
فعل أمر مبني على حذف النون والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل . والجملة
الشرطية في محل جر بالإضافة .
«القتلة» : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
«وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة»
: تعرب إعراب الجملة السابقة .
«و» : حرف عطف .
« ليحدّ » : اللام للأمر
يحد فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه السكون وحُرّك بالفتح لأجل التضعيف .
« أحدكم » : أحد فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو
مضاف والكاف ضمير مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم للجمع .
« شفرته » : « شفرة »
: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف . والهاء ضمير مبني على الضم في محل
جر بالإضافة .
« وليرح » تعرب إعراب «
ليحد » .
« ذبيحته » : إعراب « شفرته
» ([1]).
ثالثاً: مفردات
الحديث:
كتب : أوجب .
على كل شيء : ((على)) هنا
بمعنى ((إلى)) أو (( في))
فإذا قتلتم : قودا أو حدا
.
فأحسنوا القتلة : بأن تختاروا
أسهل الطرق وأخفها وأسرعها زهوقا ، القتلة بكسر القاف .
وإذا ذبحتم : ما يحل ذبحه
من البهائم .
فأحسنوا الذبحة : بأن ترفقوا
بالبهيمة وبإحداد الآلة ، وتوجيهها القبلة والتسمية ، ونية التقرب بذبحها إلى الله
.
وليحد : بضم الياء ، من
حد السكين ، وبفتحها من حد شفرته بفتح الشين ، آلة الذبح .
وليرح : بضم الياء .
ذبيحته: مذبوحته ، فعيلة
بمعنى مفعولة ([2]).
رابعاً: ما يستفاد من
الحديث:
يستفاد منه :
1-الأمر بالإحسان وهو في كل شيء بحسبه
، فالإحسان في الإتيان بالواجبات الظاهرة والباطنة :الإتيان بها على وجه كمال واجباتها
، فهذا القدر من الإحسان فيها واجب ، وأما الإحسان بإكمال مستحباتها فمستحب ، والإحسان
في ترك المحرمات : الانتهاء عنها وترك ظاهرها وباطنها ، وهذا القدر منه واجب ، والإحسان
في الصبر على المقدورات ، الصبر عليها من غير تسخط ، ولا جزع والإحسان الواجب في معاملة
الخلق ومعاشرتهم : القيام بما أوجب الله من حقوقهم . والإحسان الواجب في ولاية الخلق
: القيام فيهم بواجبات الولاية المشروعة . والإحسان في قتل ما يجوز قتله من الدواب
: إزهاق نفسه على أسرع الوجوه وأسهلها وأرجاها ، من غير زيادة في التعذيب ، فإنه إيلام
لا حاجة إليه .
2-النهي عما كانت عليه الجاهلية من
التمثيل في القتل بجدع الأنوف وقطع الآذان والأيدي والأرجل ، ومن الذبح بالمدى الكالة
ونحوها مما يعذب الحيوان ، ومن أكلهم المنخنقة ، وما ذكر معها في آية المائدة([3]) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق