الثلاثاء، 12 يونيو 2012

الأربعين النووية - الحديث الثامن والثلاون

الحديث الثامن والثلاثون
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى قال :من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه )). رواه البخاري .
أولاً: ترجمة الراوى:
هو عبد الرحمن بن صخر . من قبيلة دوس ، وقيل في اسمه غير ذلك . صحابي . راوية الإسلام . أكثر الصحابة رواية . أسلم 7هـ وهاجر إلى المدينة . ولزم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فروى عنه أكثر من خمسة آلاف حديث . ولاه أمير المؤمنين عمر البحرين ، ثم عزله للين عريكته . وولي المدينة سنوات في خلافة بني أمية .
انظر ترجمته فى :[ الأعلام للزركلي 4 / 80 ، و " أبو هريرة " لعبد المنعم صالح العلي ]0
ثانياً: إعراب الحديث:
« من » : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، والجملة الشرطية من فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ .
« عادى » : فعل ماضٍ مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر . والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو. والجملة في محل جزم فعل الشرط .
« لي » : جار ومجرور متعلقان بـ عادى .
 « ولياً » : مفعول به منصوب علامة نصبه الفتحة .
« فقد » : الفاء واقعة في جواب الشرط ، وقد حرف تحقيق .
« آذنته » : فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والجملة في محل جزم جواب الشرط .
«بالحرب» : جار ومجرور متعلقان بـ آذن .
« وما » : الواو عاطفة وما نافية . «تقرّب» : فعل ماضٍ مبني على الفتح . «إلي» : جار ومجرور متعلقان بـ تقرب .
«عبدي» : عبد فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة المناسبة وهو مضاف . الياء ضمير متكلم مبني على السكون في محل جر بالإضافة « بشيء » : جار ومجرور متعلقان بـ يتقرب .
 « أحب » : صفة لشيء مجرورة علامة جرها الفتحة لأنها ممنوعة من الصرف للوصفية ووزن أفعل . «مما» : تعرب إعراب إليّ .
 «افترضته»: تعرب إعراب آذنته . وجملة « افترضته عليه » صلة الموصول
« ما » لا محل لها من الإعراب
« عليه »: جار ومجرور متعلقان بـ افترضته .
«و » : حرف عطف
« لا يزال » فعل مضارع من أخوات كان .
«عبدي» : « عبد »: اسم لا يزال مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وهو مضاف . والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة 0
« يتقرب »: فعل مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة ، فاعله مستتر جوازاً تقديره هو ، والجملة في محل نصب خبر لا يزال 0
 « إليّ »: جار ومجرور متعلقان بـ يتقرّب .
« بالنوافل » : تعرب إعراب إليّ .
« حتى » : حرف غاية .
« أحبه » : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة علامة نصبه الفتحة . والفاعل مستتر وجوباً تقديره أنا . والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به .
« فإذا »: « الفاء » : استئنافية .
« إذا » : أداة شرط غير جازمة، وهي ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه .
« أحببته » : « أحبّ » : فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها.
« كنت »: كان فعل ماضٍ ناقص التاء اسمها مبنية على الضم في محل رفع « سمعه » : سمْع خبرها منصوب علامة نصبه الفتحة وهو مضاف ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة .
« الذي » : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة لسمْع ، به جار ومجرور متعلقان بـ يسمع ، من قوله صلى الله عليه وسلّم : «وبصره الذي يبصر به » إلى « يمشي بها » ، جمل معطوفة تعرب إعراب ما قبلها ، ولئن ، الواو حرف قسم واللام لام القسم وإن شرطية . «سألني » : سأل فعل ماضٍ مبني على الفتح والنون للوقاية ، والياء ضمير متكلًم مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
« لأعطينّه » : اللام واقعة في جواب القسم 0
«أعطي» : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب. والفاعل مستتر وجوباً تقديره أنا . والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به . والجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب .
« ولئن استعاذني لأعيذنه » : تعرب إعراب الجملة السابقة([1]).
ثالثاً: مفردات الحديث:
عادى : من المعاداة ضد الموالاة ، وفي رواية : ((من أهان))
وليا : وهو العالم به ، المواظب على طاعته ، المخلص في عبادته .
آذنته بالحرب : أعلمته بأني محارب له .
عبدي : هذه الإضافة للتشريف .
يتقرب إلي : يطلب القرب مني ، وفي رواية : ((يتحبب إلى))
بالنوافل : التطوعات من جميع أصناف العبادات .
كنت سمعه إلخ : المراد بهذا حفظ هذه المذكورات من أن تستعمل في معصية ، فلا يسمع ما لم يأذن له الشرع بسماعه ، ولا يبصر ما لم يأذن له في إبصاره ، ولا يمد يده إلى شيء لم يأذن له في مدها إليه ، ولا يسعى إلا فيما أذن الشرع في السعي إليه .
لأعطينه : ما سأل .
ولئن استعادني : بنون الوقاية وروي بباء موحدة تحتية , والأول أشهر .
لأعيذنه : مما يخاف([2]) .
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-أن الله سبحانه وتعالى قدم الإعذار إلى كل من عادى وليا أنه قد آذنه بأنه محاربه بنفس المعاداة . ولا يدخل في ذلك ما تقتضيه الأحوال في بعض المرات من النزاع بين وليين لله تعلى في محاكمة أو خصومة راجعة لاستخراج حق غامض ، فإن هذا قد وقع بين كثير من أولياء الله عز وجل .
2-أن أداء الفرائض هو أحب الأعمال إلى الله تعالى ، وذلك لما فيها من إظهار عظمة الربوبية ، وذل العبودية .
3-أن النافلة إنما تقبل إذا أديت الفريضة ، لأنها لا تسمى نافلة إلا إذا قضيت الفريضة .
4-أن أولياء الله تعالى هم الذين يتقربون إليه بما يقربهم منه ، فظهر بذلك بطلان دعوى أن هناك طريقا إلى الولاية غير التقرب إلى الله تعالى بطاعاته التي شرعها .
5-أن من أتى بما وجب عليه ، وتقرب بالنوافل وفقه الله بحيث لا يسمع ما لم يأذن به الشرع ، ولا يبصر ما لم يأذن له في إبصاره ، ولا يمد يده إلى شيء لم يأذن له الشرع في مدها إليه ، ولا يسعى إلا فيما أذن له في السعي إليه . وهذا هو المراد بقوله : (( كنت سمعه إلخ )) لا ما يذكره الاتحادية و الحلولية . تعالى الله عن قولهم .
6-أن من كان بالمنزلة المذكورة صار مجاب الدعوة .
7-أن العبد ولو بلغ أعلى الدرجات لا ينقطع عن الطلب من ربه لما في ذلك من الخضوع له ، وإظهار العبودية([3]).


([1])إعراب الأربعين النووية: جـ1صـ85 وما بعدها0
([2])التحفة الربانية: 32/1 0
([3])التحفة الربانية:33/1 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق