الحديث
الثاني والعشرون
عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما
: أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : أرأيت إذا صليت المكتوبات
، وصمت رمضان ، وأحللت الحلال ، وحرمت الحرام ، ولم أزد على ذلك شيئا ،أأدخل الجنة
؟ قال (نعم) .
رواه مسلم 0 ومعنى حرمت الحرام : اجتنبته . ومعنى أحللت الحلال
فعلته معتقدا حله .
أولاً: ترجمة الراوى:
هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام . أنصاري ، سلمي .
صحابي ، شهد بيعة العقبة . وغزا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 19
غزوة . أحد المكثرين من الرواية عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وكانت له في أواخر أيامه حلقة بالمسجد النبوي ويؤخذ عنه فيها العلم . كف بصره قبل
موته بالمدينة . رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
انظر ترجمته فى : [ الإصابة ( ط التجارية 1 / 214 ) ،
والأعلام للزركلي 2 / 92 ]0
ثانياً: إعراب الحديث:
« أرأيت » : هي بمعنى أخبرني . أي أنً الهمزة ليست للاستفهام
.
« رأيت » : فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل
والتاء ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل .
« إذا » : أداة شرط غير جازمة .
« صليت » : : صلى فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء
الفاعل .
والتاء ضمير مبني
على الضم في محل رفع فاعل المكتوبات مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة .
« و » : حرف عطف ، « صمت رمضان » : تعرب إعراب صليت المكتوبات
. «ورمضان » : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة . وأحللت الحلال ، «وحرمت الحرام»
: تعرب إعراب صمت رمضان ، «و» : حرف عطف .
« لم » : حرف جزم يجزم الفعل المضارع .
« أزد » : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون والفاعل ضمير
مستتر وجوباً تقديره أنا .
«على» : حرف جر .
«ذلك» : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر ، واللام
للبعد ، والكاف حرف خطاب. « شيئاً » مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
« أدخل » : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير
مستتر وجوباً تقديره أنا وفي الجملة همزة استفهام محذوفة .
« الجنة » : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة . ومن قول
السائل : «أرأيت إلى الجنة» في محل نصب مقول القول .
«قال» : فعل ماضٍ مبني على الفتحة والفاعل ضمير مستتر جوازًا
تقديره هو . «نعم» : حرف جواب في محل نصب مقول القول([1]) .
ثالثاً: مفردات الحديث:
أن رجلا : هو النعمان بن قوفل .
أرأيت : أخبرني .
المكتوبات : المفروضات الخمس .
وصمت رمضان : أمسكت نهاره عن المفطرات بنية.
وأحللت الحلال : فعلته معتقدا حله .
وحرمت الحرام : اجتنبته .
ولم أزد على ذلك شيئا : من التطوع .
أأدخل الجنة : ابتداء من غير عقاب ، لأنه مطلق الدخول يتوقف
على التوحيد .
نعم : تدخل الجنة([2]) .
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1- أن من قام
بالواجبات ، وانتهى عن المحرمات دخل الجنة . وقد تواترت النصوص بهذا المعنى .
2- جواز ترك التطوعات على الجملة إذا لم يكن من قبيل التهاون ، ولا ينافي ذلك
أن تاركها فوت نفسه ربحا عظيما . وقد كان الصحابة ومن بعدهم يثابرون على فعل السنن
والفضائل مثابرتهم على الفرائض ، ولم يكونوا يفرقون بينها في اغتنام الثواب ، إنما
احتاج الفقهاء ذكر الفرق لما يترتب عليه من وجوب الإعادة وتركها وخوف العقاب على الترك
. ونفيه إن حصل ترك بوجه ما . وقد قيل : إنما ترك النبي صلى الله عليه وسلم تنبيه هذا
السائل على السنن والفضائل تسهيلا وتيسيرا لقرب عهده بالإسلام ، لئلا يكون الإكثار
من ذلك تنفيرا له ، وعلم أنه إذا تمكن في الإسلام ، وشرح الله صدره ، رغب فيما رغب
فيه غيره أو لئلا يعتقد أن السنن و التطوعات واجبة([3]) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق