الأربعاء، 6 يونيو 2012

الأربعين النووية - الحديث التاسع


الحديث التاسع
عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله تعلى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : (( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم )) رواه البخاري ومسلم.
أولاً: ترجمة الراوي:
هو عبد الرحمن بن صخر . من قبيلة دوس ، وقيل في اسمه غير ذلك . صحابي . راوية الإسلام . أكثر الصحابة رواية . أسلم 7هـ وهاجر إلى المدينة . ولزم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فروى عنه أكثر من خمسة آلاف حديث . ولاه أمير المؤمنين عمر البحرين ، ثم عزله للين عريكته . وولي المدينة سنوات في خلافة بني أمية .
[ الأعلام للزركلي 4 / 80 ، و " أبو هريرة " لعبد المنعم صالح العلي ]0
ثانياً:إعراب الحديث:
« ما » اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ 0
« نهيتكم » نهى فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، التاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل 0
« كم » الكاف ضمير خطاب مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم للجمع .
 « عنه » عن حرف جر ، الهاء ضمير مبني على الضم في محل جر .
« فانتهوا » الفاء واقعة في جواب الشرط . « انتهوا » فعل أمر مبني على حذف النون 0
« الواو » ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والجملة في محل جزم جواب الشرط 0
« وما أمرتكم به فأتوا منه » ، تعرب إعراب الجملة السابقة0
« ما استطعتم » :
 « ما » : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به .

« استطعتم » :
« استطاع » فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل التاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم للجمع والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
« فإنما أهلك » :
« الفاء » للتعليل إنما كافة ومكفوفة ، « أهلك » فعل ماضٍ مبني على الفتح .
« الذين » اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم .
« من قبلكم » من حرف جر قبل اسم مجرور والجار والمجرور متعلقان بأهلك وهو مضاف ، الكاف ضمير مبني على الضم في محل جر بالإضافة والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
« كثرة » فاعل مؤخر مرفوع علامة رفعه الضمة وهو مضاف .
«مسائلهم» :
« مسائل » مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة وهو مضاف .
«هم» ضمير مبني على السكون في محل جر بالإضافة .
«واختلافهم» :
«الواو»: حرف عطف .
« اختلاف » معطوف على كثرة وهو مضاف وهم تعرب كما سبق.
« على » : حرف جر .
« أنبيائهم » :
«أنبياء » اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف ، والجار والمجرور متعلقان باختلاف .
و « هم » : تعرب كما سبق ([1]).
ثالثاً: مفردات الحديث:
فاجتنبوه : باعدوا منه حتما في المحرم ، وندبا في المكروه .
فأتوا منه : وجوبا في الواجب ، وندبا في المندوب .
استطعتم : أطقتم .
واختلافهم : بالرفع ، لأنه أبلغ في ذم الاختلاف ، إذ لا يتقيد حينئذ بكثرة خلافه لو جر ، ومعنى الاختلاف على الأنبياء مخالفتهم . وهي تستلزم اختلاف الأمة فيما بينها ([2]).
رابعاً: مايستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-الأمر بامتثال الأوامر ، واجتناب النواهي .
2-أن النهي أشد من الأمر ، لأن النهي لم يرخص في ارتكاب شيء منه ، وأمر قيد بالاستطاعة ، ولهذا قال بعض السلف : أعمال البر يعملها البار والفاجر ، والمعاصي لا يتركها إلا صديق .
3-أن العجز عن الواجب أو عن بعضه مسقط للمعجوز عنه ، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ، إلا أن المعجوز عنه إن كان له بدل فأتى به فقد أتى بما عليه ، كمن عجز عن القيام في الصلاة فانتقل إلى الصلاة قاعدا ، أو على جنب ، وإن عجز عن أصل العبادة فلم يأت بها كالمريض يعجز عن الصيام سقطت عنه المباشرة حالة العجز ، ووجب عليه القضاء بعده . وقد يكون الوجوب منوطا بالقدرة حالة الوجوب فقط ، فإذا عجز عنه سقط رأسا كزكاة الفطر لمن عجز عن قوته وقوت عياله .
4-النهي عن كثرة السؤال . وقد قسم العلماء السؤال إلى قسمين : أحدهما _ ما كان على وجه التعليم لما يحتاج إليه من أمر الدين ، فهذا مأمور به لقوله تعالى :
( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وعلى هذا النوع تتنزل أسئلة الصحابة عن الأنفال والكلالة وغيرهما . والثاني _ ما كان على وجه التعنت والتكلف وهذا هو المنهي عنه .
5-تحذير هذه الأمة من مخالفة نبيها ، كما وقع في الأمم التي قبلها([3]).


([1])إعراب الأربعين النووية : جـ1صـ35 0
([2]) التحفة الربانية:10 /1 0
([3]) التحفة الربانية:10 /2 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق