الثلاثاء، 12 يونيو 2012

الأربعين النووية - الحديث الخامس والثلاثون


الحديث الخامس والثلاثون
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
 (( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ولا تباغضوا ،ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره . التقوى ههنا _ ويشير إلى صدره ثلاث مرات _ بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم . كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه )) . رواه مسلم0
أولاً: ترجمة الراوى:
هو عبد الرحمن بن صخر . من قبيلة دوس ، وقيل في اسمه غير ذلك . صحابي . راوية الإسلام . أكثر الصحابة رواية . أسلم 7هـ وهاجر إلى المدينة  ولزم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فروى عنه أكثر من خمسة آلاف حديث . ولاه أمير المؤمنين عمر البحرين ، ثم عزله للين عريكته . وولي المدينة سنوات في خلافة بني أمية .
انظر ترجمته فى:[ الأعلام للزركلي 4 / 80 ، و " أبو هريرة " لعبد المنعم صالح العلي ]0
ثانياً: إعراب الحديث:
من قوله: « لا تحاسدوا » إلى قوله : « تدابروا » : أفعال مضارعة مجزومة بلا الناهية علامة جزمها حذف النون . والواو ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل .
« ولا يبع » : الواو حرف عطف .
 « لا » : ناهية . « يبع » : فعل مضارع مجزوم علامة جزمه السكون .
« بعضكم » : بعض فاعل مرفوع علامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير خطاب مبني على الضم في محل جر بالإضافة .
« على بيع » : جار ومجرور متعلقان بـ يبع .
« بعض » : مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة . « و » : حرف عطف .
« كونوا » : فعل أمر من كان يعمل عملها أي يرفع الاسم وينصب الخبر .
« الواو » : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم كان .
« عباد » : منادى بحرف نداء محذوف منصوب، وهو مضاف . « الله » : مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة . « إخواناً » : خبر كان منصوب .
« المسلم أخو » : مبتدأ وخبر مرفوعان . جملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب
« المسلم » : الثانية مضاف إليه مجرور .
 « لا » : نافية .
«يظلمه» : فعل مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة وفاعله مستتر جوازاً تقديره هو « الهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر .
« ولا يخذله ، يحقره » : تعرب إعراب يظلمه .
« التقوى » : مبتدأ مرفوع بضمة مقدره منع من ظهورها التعذر .
«ههنا» : اسم إشارة يفيد الظرفية متعلق بمحذوف خبر المبتدأ .
« ويشير » : الواو واو الحال يشير فعل مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة . والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو والجملة في محل نصب حال من فاعل قال .
 « إلى صدره » : جار ومجرور متعلقان بـ يشير . والهاء في محل جر بالإضافة .
« ثلاث » : نائب مفعول مطلق مبين للعدد وهو مضاف مرات مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة .
« بحسب » : جار ومجرور خبر مقدم وهو مضاف امرئ مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة .
« من الشر » : جار ومجرور متعلقان بمعنى حَسْب أي يكفي .
« أن يحقر » : « أن » : حرف مصدري .
«يحقر » :فعل مضارع منصوب بأن علامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، الفعل يحقر يؤول بمصدر مبتدأ مؤخر .
«أخاه » : مفعول به منصوب علامة نصبه الألف وهو مضاف . الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة .
«المسلم» : صفة منصوبة علامة نصبها الفتحة .
 « كل » : مبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة ، وهو مضاف .
«المسلم » : مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة على المسلم جار ومجرور متعلقان بحرام .
« حرام » : خبر المبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة .
« دمه » : بدل من حرام مرفوع ، وهو مضاف. الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة .
« ماله وعرضه » : تعربان إعراب دمه[1] .
ثالثاً: مفردات الحديث:
لا تحاسدوا : لا يحسد بعضكم بعضا .
ولا تناجشوا : لا يزد بعضكم في ثمن سلعة لا يريد شراءها . ليخدع بذلك غيره ممن يرغب فيها .
ولا تباغضوا : لا تتعاطوا أسباب التباغض .
ولا تدابروا : لا يعط أحد منكم أخاه دبره حين يلقاه مقاطعة له .
ولا يبع بعضكم على بيع بعض : بأن يقول لمن اشترى سلعة في مدة الخيار : افسخ هذا البيع ، وأنا أبيعك مثله بأرخص منه ثمنه ، أو أجود منه بثمنه . أو يكون المتبايعان قد تقرر الثمن بينهما وتراضيا ، ولم يبق إلا العقد فيزيد عليه ، أو يعطيه بأنقص ، وهذا بعد استقرار الثمن ، أما قبل الرضا فليس بحرام .
وكونوا عباد الله أخوانا : كالتعليل لما تقدم ، أي تعاملوا معاملة الأخوة في المودة ، والرفق والشفقة والملاطفة ، والتعاون في الخير ، ونحو ذلك مع صفاء القلوب
المسلم أخو المسلم : لأنه يجمعهما دين واحد ، قال تعالى : (( إنما المؤمنون أخوة )) .
لا يظلمه : لا يدخل عليه ضررا في نفسه ، أو دينه ، أو عرضه ، أو ماله بغير إذن شرعي .
ولا يخذله : لا يترك نصرته المشروعة ، لأن من حق حقوق أخوة الإسلام : التناصر .
ولا يكذبه : بفتح ياء المضارعة ، وتخفيف الذال المكسورة على الأشهر ، ويجوز ضم أوله وإسكان ثانية _ لا يخبره بأمر خلاف الواقع .
ولا يحقره : بالحاء المهملة والقاف _ لا يستصغر شأنه ويضع من قدره ، لأن الله لما خلقه لم يحقره بل رفعه وخاطبه وكلفه .
التقوى : اجتناب عذاب الله بفعل المأمور ،و ترك المحظور .
بحسب امريء من الشر : يكفيه من الشر .
عرضه : حسبه ، وهو مفاخره ومفاخر آبائه ، وقد يراد به النفس([2]) .


رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1- تحريم الحسد ،والتباغض ، و التدابر ، وبيع البعض على بيع البعض .
2- النهي عن أذية المسلم بأي وجه من الوجوه من قول أو فعل .
3- النهي عن الأهواء المضلة ، لأنها توجب التباغض .
4- الأمر باكتساب ما يصير به المسلمون إخوانا على الإطلاق ، ويدخل في ذلك أداء حقوق المسلم على المسلم : كر د السلام ، وابتدائه ، وتشميت العاطس ، وعيادة المريض ، وتشييع الجنائز ، وإجابة الدعوة ، والنصح .
5- تحريم الظلم .
6- أن من حقوق المسلم على المسلم نصره إذا احتاج إليه ، سواء كان ذلك الأمر دنيويا مثل أن يقدر على دفع عدو يريد أن يبطش به ، فيجب عليه دفعه ، أو دينيا مثل أن يقدر على نصحه عن غيه بنحو وعظ فيجب عليه حينئذ النصح ، وتركه هو الخذلان المحرم .
7- التحذير من تحقير المسلم ، فإن الله لم يحقره إذ خلقه ، وسخر له ما في السماوات وما في الأرض ، وسماه مسلما ، ومؤمنا ، وعبدا ، وجعل الرسول منه إليه محمدا صلى الله عليه وسلم . فمن حقر مسلما من المسلمين فقد حقر ما عظمه الله تعالى .
8- إن عمدة التقوى ما في القلب من عظمة الله ، وخشيته ومراقبته ، ولا اعتبار بمجر د الأعمال الصالحة بدون ذلك .
9- تحريم دماء المسلمين ، وأموالهم وأعراضهم([3]) .



([1])إعراب الأربعين النووية: جـ1صـ77 وما بعدها0
([2])التحفة الربانية: 36/1 0
([3])التحفة الربانية: 36/2 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق