الثلاثاء، 12 يونيو 2012

الأربعين النووية - الحديث الأربعون

الحديث الأربعون
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنكبي فقال : (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل _ وكان ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يقول _ إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك )) رواه البخاري0
أولاً: ترجمة الراوى:
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب ، أبو عبد الرحمن . قرشي عدوي  صاحب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . نشأ في الإسلام ، وهاجر مع أبيه إلى الله ورسوله . شهد الخندق وما بعدها ، ولم يشهد بدرا ولا أحدًا لصغره . أفتى الناس ستين سنة . ولما قتل عثمان عرض عليه ناس أن يبايعوه بالخلافة فأبى . شهد فتح إفريقية كف بصره في آخر حياته . كان آخر من توفي بمكة من الصحابة هو أحد المكثرين من الحديث عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
انظر ترجمته فى:[ الأعلام للزركلي 4 / 246 ، والإصابة ، وطبقات ابن سعد ، وسير النبلاء للذهبي ، وأخبار عمر أخبار عبد الله بن عمر لعلي الطنطاوي ]0
ثانياً: إعراب الحديث:
« أخذ » : فعل ماضٍ مبني على الفتح .
« رسول » : فاعل مرفوع ، وهو مضاف .
 « الله » : مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة .
 « صلى » : فعل ماضٍ مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر .
« الله » : فاعل .
« عليه » : جار ومجرور متعلقان بـ صلى ، « و » : حرف عطف .
« سلّم » : فعل ماضٍ مبني على الفتح .
« بمنكبي » : « الباء » : حرف جر .
« منكب » : اسم مجرور وهو مضاف الياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة .
« فقال » : الفاء حرف عطف قال فعل ماضٍ مبني على الفتح فاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
«كن» : فعل أمر مبني على السكون واسمها مستتر وجوباً تقديره أنت .
« في الدنيا » : جار ومجرور متعلقان بكن .
« كأنك » : كأنّ حرف توكيد ونصب ، «الكاف » : اسمها مبني على الفتح في محل نصب .
« غريب » : خبر كأن مرفوع علامة رفعه الضمة ، والجملة في محل نصب : خبر كن .
 « أو » : حرف عطف .
«عابر»: معطوف على غريب مرفوع مثلها وهو مضاف . «سبيل»: مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة([1]).
ثالثاً: مفردات الحديث:
بمنكبي : بفتح الميم وكسر الكاف _ مجمع العضد والكتف . ويروى بالإفراد والتثنية .
كأنك غريب : لا يجد من يستأنس به ، ولا مقصد له إلا الخروج عن غربته إلى وطنه من غير أن ينافس أحدا.
أو عابر سبيل : المار في الطريق ، الطالب وطنه ، و(أو) بمعنى بل من قبيل الترقي من الغريب الذي ربما تطمئن نفسه إلى بلد الغربة إلى عابر السبيل الذي ليس كذلك .
فلا تنتظر الصباح : بأعمال الليل .
فلا تنتظر المساء : لأن لكل من الصباح والمساء عملا يخصه إذا أخر عنه لم يستدرك كماله وإن شرع قضاؤه .
وخذ من صحتك لمرضك : اغتنم العمل حال الصحة فإنه ربما عرض مرض مانع منه ، فتقدم الميعاد بغير زاد .
ومن حياتك لموتك : اعمل في حياتك ما تلقى نفعه بعد موتك ، فإنه ليس بعد الموت إلا انقطاع العمل ([2]).
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-مس المعلم أعضاء المتعلم عند التعليم للتأنيس والتنبيه .
2-الابتداء بالنصيحة والإرشاد لمن لم يطلب ذلك .
3-مخاطبة الواحد وإرادة الجمع ، فإن هذا لا يخص ابن عمر ، بل يعم جميع الأمة .
4-الحض على ترك الدنيا والزهد فيها ، وألا يأخذ منها الإنسان إلا مقدار الضرورة المعينة على الآخرة.
5-التحذير من الرذائل ، إذ الغريب لقلة معرفته بالناس قليل الحسد والعداوة ، والحقد والنفاق ، والنزاع وجميع الرذائل التي تنشأ بالاختلاط بالخلائق ولقلة إقامته قليل الدار والبستان والمزرعة ، وسائر الأشياء التي تشغل عن الخالق من لم يوفقه الله .
6-تقصير الأمل ، والاستعداد للموت .
7-المسارعة إلى الأعمال الصالحة قبل أن لا يقدر عليها ، ويحول مرض أو موت ، أو بعض الآيات التي لا يقبل معها عمل([3]).


([1]) إعراب الأربعين النووية: جـ1صـ88 0
([2])التحفة الربانية: 41/ 1 0
([3])التحفة الربانية:41/ 1 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق