الأربعاء، 6 يونيو 2012

الأربعين النووية - الحديث الخامس عشر


الحديث الخامس عشر
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
 قال : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه )) رواه البخاري ومسلم .
أولاً: ترجمة الراوى:
هو عبد الرحمن بن صخر من قبيلة دوس ، وقيل في اسمه غير ذلك . صحابي  راوية الإسلام . أكثر الصحابة رواية . أسلم 7هـ وهاجر إلى المدينة . ولزم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فروى عنه أكثر من خمسة آلاف حديث . ولاه أمير المؤمنين عمر البحرين ، ثم عزله للين عريكته . وولي المدينة سنوات في خلافة بني أمية .
انظر ترجمته فى :[ الأعلام للزركلي 4 / 80 ، و " أبو هريرة " لعبد المنعم صالح العلي ]0
ثانياً: إعراب الحديث:
« من » : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ خبره الجملة الشرطية بعده .
« كان » : فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح في محل جزم اسم الشرط ، واسمها ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
« يؤمن » : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو . والجملة في محل نصب خبر كان .
« بالله » : جار ومجرور متعلقان بيؤمن .
« واليوم » : معطوفة على الله تعرب إعرابها .
 « الآخر » : صفة ليوم مجرورة علامة جرها الكسرة .
« فليقل » : الفاء واقعة في جواب الشرط .
« اللام » : لام الأمر .
«يقل» : فعل مضارع مجزوم بلام الأمر والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقد يره هو والجملة في محل جزم جواب الشرط .
 « خيراً » : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
 « أو»: حرف عطف .
« ليصمت » : إعراب ليقل .
 « ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم » : تعرب إعراب الجملة السابقة .
« جاره » : «جار » : مفعول به منصوب وهو مضاف الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه .
« ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه » : تعرب إعراب الجملة السابقة[1] .
ثالثاً: مفردات الحديث:
يؤمن : الإيمان الكامل المنجي من عذاب الله الموصل إلى رضاه
بالله : أنه الذي خلقه .
واليوم الآخر : أنه سيجازى فيه بعمله .
فليقل : هذه اللام لام الأمر ، ويجوز سكونها وكسرها لكونها بعد الفاء .
خيرا : كالإبلاغ عن الله وعن رسوله ، وتعليم الخير والأمر بالمعروف عن علم وحلم ، والنهي عن المنكر عن علم ورفق ، والإصلاح بين الناس ، والقول الحسن لهم ، وكلمة حق عند من يخاف شره ويرجى خيره ، في ثبات وحسن قصد .
ليصمت : بضم الميم وكسرها ، ليسكت .
فليكرم جاره : بالإحسان إليه وكف الأذى عنه ، وتحمل ما يصدر منه ، والبشر في وجهه ، وغير ذلك من وجوه الإكرام .
فليكرم ضيفه : بالبشر في وجهه ، وطيب الحديث معه ، وإحضار المتيسر([2]) .
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-التحذير من آفات اللسان ، وأن على المرء أن يتفكر فيما يريد أن يتكلم به ، فإذا ظهر له أنه لا ضرر عليه في التكلم به تكلم به ، وإن ظهر له فيه ضرر أو شك فيه أمسك ، وقد ندب الشارع إلى الإمساك عن كثير من المباحات ، لئلا تجر صاحبها إلى المحرمات والمكروهات .
2-تعريف حق الجار ، والحث على حفظ جواره وإكرامه وجاء في تفسير هذا الإكرام عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
 (( إن إستقرضك أقرضته ، وإن استعانك أعنته ، وإن مرض عدته ، وإن احتاج أعطيته ، وإن افتقر عدت عليه ، وأصابه خير هنيته ، وإن أصابته مصيبة عزيته ، وإذا مات اتبعت جنازته ، ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الرياح إلا بإذنه ، ولا تؤذيه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها ، وإن اشتريت فاكهة فأهد له ، وإن لم تفعل فأدخلها سرا ، ولا تخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده. وفي بعض رواياته
وإن أعوز سترته )) ، وأسانيد هذا الحديث واهية ، لكن اختلاف مخارجها يشعر بأن له أصلا في فتح الباري .
3-الأمر بإكرام الضيف ، وهو من آداب الإسلام وخلق النبيين .
أن هذه الخصال من شعب الإيمان .وفي ذلك دليل على دخول الأعمال في الإيمان والخصال المذكورة في الحديث ترجع إلى التخلي عن الرذيلة ، والتحلي بالفضيلة([3])0


([1])إعراب الأربعين النووية: جـ1صـ42 0
([2])التحفة الربانية: 16/1 0
([3]) التحفة الربانية: 16/2 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق