الثلاثاء، 12 يونيو 2012

الأربعين النووية - الحديث السادس عشر

الحديث السادس عشر
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : أوصني ، قال : (( لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب )) .
رواه البخاري .
أولاً: ترجمة الراوى:
هو عبد الرحمن بن صخر . من قبيلة دوس ، وقيل في اسمه غير ذلك . صحابي . راوية الإسلام . أكثر الصحابة رواية . أسلم 7هـ وهاجر إلى المدينة . ولزم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فروى عنه أكثر من خمسة آلاف حديث . ولاه أمير المؤمنين عمر البحرين ، ثم عزله للين عريكته . وولي المدينة سنوات في خلافة بني أمية .
انظر ترجمته فى:[ الأعلام للزركلي 4 / 80 ، و " أبو هريرة " لعبد المنعم صالح العلي ]0
ثانياً: إعراب الحديث :
« أوصني » : « أوصِ » : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، والفاعل مستتر وجوبا ًتقديره أنت .
« الياء » : ضمير متكلم مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
« قال » : تكرر إعرابها .
« لا » : ناهية .
« تغضب » : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون .
« فردد » : الفاء حرف عطف ردد فعل ماضٍ مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
 « مراراً » : نائب مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
« قال : لا تغضب » : . تعرب كما سبق ، وجملتا « لا تغضب » في محل نصب مقول القول ([1]).



ثالثاً: مفردات الحديث:
رجلا : لعله أبو الدرداء ، والقول بأنه جارية بن قدامة عارضه يحيى القطان بأن جارية المذكور تابعي لا صحابي .
أوصني : وصية وجيزة جامعة لخصال الخير .
لا تغضب : لا تتعرض لما يجلب الغضب ، ولا تفعل ما يأمرك به .
فردد: كرر ذلك الرجل قوله: (( أوصني )) يلتمس أنفع من ذلك ، أو أبلغ أو أعم
مرارا: في رواية عثمان بن أبي شيبة بيان عددها ، فإنها بلفظ
(( لا تغضب ثلاث مرات )).
قال : النبي صلى الله عليه وسلم له في المرة الثانية والثالثة .
لا تغضب : فيه بتكرارها على عظيم نفعها وعمومه ([2]).
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-معالجة كل ذي مرض بما يناسب مرضه ، إن صح أن النبي صلى الله عليه وسلم خص هذا الرجل بهذه الوصية . لأنه كان غضوبا .
2-التحذير من الغضب فإنه جماع الشر ، و التحرز منه جماع الخير ، وفي هذا الوصية استجلاب المصلحة ، ودرء المفسدة ما يتعذر إحصاؤه ، فإن الغضب يترتب عليه من المفاسد تغير الظاهر والباطن والأثر القبيح في اللسان ، أما تغير الظاهر ، فبتغير اللون والرعدة في الأطراف ، وخروج الأفعال من غير ترتيب ، واستحالة الخلقة ، بحيث لو رأى الغضبان نفسه لا ستحيا من قبح صورته ، وأما الباطن أشد ، لأنه يولد الحقد في القلب والحسد ، وإضمار السوء على اختلاف أنواعه ، بل تغير ظاهره ثمرة تغير باطنه ، وأما أثره في اللسان فانطلاقه بالشتم والفحش الذي يستحى منه العاقل ، ويندم قائله عند سكون الغضب ، ويظهر أثر الغضب أيضا في الفعل بالضرب أو القتل ، وإن فات ذلك بهروب المغضوب عليه رجع الغضبان إلى نفسه فيمزق ثوبه ، ويلطم خده ، وربما سقط صريعا ، وربما أغمى عليه ، وربما كسر الآنية ، أو ضرب من ليس له جريمة في ذلك .
3-الأمر بالأخلاق التي إذا تخلق بها المرء وصارت له عادة دفعت عنه الغضب عند حصول أسبابه ، كالكرم والسخاء ، والحلم والحياء ، والتواضع والاحتمال ، وكف الأذى ،والصفح والعفو، وكظم الغيظ والشر ، ونحو ذلك من الأخلاق الجميلة ([3]).


([1])إعراب الأربعين النووية: جـ1صـ43 0
([2])التحفة الربانية: 17/1 0
([3]) التحفة الربانية : 17/1 وما بعدها0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق