الخميس، 21 يونيو 2012

فى رحاب القرآن الكريم - الجزء الثانى


آثار سلفية في فضل القرآن وأهله وحالهم عند تلاوته
قال أبو هريرة رضي الله عنه: (إن البيت ليتسع على أهله وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويكثر خيره أن يقرأ فيه القرآن، وإن البيت ليضيق على أهله وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين ويقل خيره أن لا يقرأ فيه القرآن).
وقال كعب بن مالك رضي الله عنه: (عليكم بالقرآن فإنه فهم العقل ونور الحكمة وينابيع العلم وأحدث الكتب بالرحمن عهداً وقال في التوراة: يا محمد إني منزل عليك توراة حديثة تفتح فيها أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً).
وعن أبي موسى الأشعري أنه قال: (إن هذا القرآن كائن لكم أجراً وكائن لكم ذكراً وكائن بكم نوراً وكائن عليكم وزراً، اتبعوا القرآن ولا يتبعكم القرآن فإنه من يتبع القرآن يهبط به في رياض الجنة ومن اتبعه القرآن يزج في قفاه فيقذفه في جهنم).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (ما يمنع أحدكم إذا رجع من سوقه أو من حاجته فاتكأ على فراشه أن يقرأ ثلاث آيات من القرآن).
وقال الحسن البصري رحمه الله: (حملة القرآن ثلاثة نفر: رجل اتخذه بضاعة ينقله من مصر إلى مصر يطلب به ما عند الناس، ورجل حفظ حروفه وضيع حدوده، واستدر به الولاة، واستطال به على أهل بلده، وقد كثر هذا الضرب في حملة القرآن لا أكثرهم الله عز وجل، ورجل قرأ القرآن فوضع دواءه على داء قلبه، فسهر ليلته، وهملت عيناه، تسربل الخشوع، وارتدى الوقار، واستشعر الحزن، ووالله لهذا الضرب من حملة القرآن أقل من الكبريت الأحمر، بهم يسقي الله الغيث وينزل النصر، ويدفع البلاء.
وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس مفطرون، وبحزنه إذ الناس يفرحون، وببكائه إذ الناس يضحكون، وبصمته إذ الناس يخوضون، وبخشوعه إذ الناس يختالون، ولا ينبغي أن يكون جافياً ولا غافلاً، ولا صخاباً، ولا حديداً).
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: (حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي أن يلغو مع من يلغو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلهو من من يلهو، تعظيماً لله تعالى، ولا ينبغي أن يكون له إلى أحدٍ حاجة، بل ينبغي أن تكون حوائج الناس إليه).
وجاء في الأثر: (ثلاثة هم الغرباء في الدنيا القرآن في جوف الظالم، والرجل الصالح في قوم سوء، والمصحف في بيت لا يقرأ فيه).
وقال محمد بن كعب القرظي: (من قرأ القرآن فكأنما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ثم قرأ هذه الآيات «وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ»).
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: (لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم).
وقال خباب بن الأرت رضي الله عنه: (تقرب إلى الله عز وجل ما استطعت فإنك لن تتقرب إلى الله لشيء أحب إليه من كلامه).
وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (من أحب القرآن أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (ضمن الله عز وجل لمن قرأ القرآن واتبع ما فيه هداه الله من الضلالة ووقاه سوء الحساب ذلك لأن الله عز وجل يقول: «فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً») [سورة طه: 123-124].
وقال إسماعيل بن أبي خالد: (وهدوا إلى الطيب من القول): القرآن، (وهدوا إلى صراط الحميد): الإسلام.
وقال قتادة: (لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام بزيادة أو نقصان، قضاء الله الذي قضى شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً).
وعن مطرف: في قوله تعالى: (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور) قال: هذه آية القراء.
وعن عبدالله بن عمير: (كان يقال أنقى الناس عقولاً قُراء القرآن).
وقال كعب: (عليكم بالقرآن فإنه فهم للعقل ونور الحكمة وأحدث الكتب بالرحمن).
وقال جندب: (أوصيكم بتقوى الله، أوصيكم بالقرآن فإنه نور الليل المظلم وهدى النهار فاعملوا به على ما كان فيكم من جهد وفاقه).
وقال أحد الصالحين لتلميذه: (أتحفظ القرآن؟ قال: لا، قال: واغوثاه بالله لمريد لا يحفظ القرآن فبم بتنعم؟ فبم يترنم؟ فبم يناجي مولاه؟).
وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعت بن عينية يقول: (لا تبلغون ذروة هذا الأمر حتى لا يكون شيء أحب إليكم من الله عز وجل، فمن أحب القرآن فقد أحب الله عز وجل).
وقال ذو النون: (الأنس بالله والقرآن).
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: (كفى بالله محباً، وبالقرآن مؤنساً وبالموت واعظاً، اتخذ الله صاحباً، ودع الناس جانباً).
وقال: (من لم يستأنس بالقرآن فلا آنس الله وحشته).
وقال زين القراء محمد بن واسع: (القرآن بستان العارفين فأينما حلوا منه حلوا في نزهة).
وقال مالك بن دينار رحمه الله: (يا حملة القرآن ماذا غرس القرآن في قلوبكم فإن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض، وقد ينزل الغيث من السماء إلى الأرض فيصيب الحش فيكون فيه الحبة فلا يمنعها نتن موضعها أن تهتز وتخضر وتحسن، فيا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ أين أصحاب صورة؟ أين أصحاب سورتين ماذا عملتم فيهما؟).
وقال أيضاً: (إن الصديقين إذا قرئ عليهم القرآن طربت نفوسهم إلى الآخرة ثم يقرأ اسمعوا ما يقول الصادق من فوق عرشه).
وقيل لرجل لم لا تنام؟ قال: إن عجائب القرآن قد أطرن نومي.
وقال أحمد بن أبي الحواري: (إني لأقرأ القرآن وأنظر في آية فيحير عقلي بها، وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم ويسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا، وهم يتلون كلام الله عز وجل، أما إنهم لو فهموا ما يتلون وعرفوا حقه وتلذذوا به واستحلوا المناجاة به لذهب عنهم النوم فرحاً بما رزقوا).
وقال محمد بن كعب: (كنا نعرف قارئ القرآن بصفرة لونه يشير إلى سهره وطول تهجده).
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: (ما ثم مصيبة أعظم من مصيبتنا يتلو أحدنا القرآن ليلاً ونهاراً ولا يعمل به وكله رسائل من ربنا إلينا).
وعن أبي العالية قال: (قال رجل لأبي بن كعب: أوصني، قال: اتخذ كتاب الله إماماً، وارض به قاضياً وحكماً؛ فإنه الذي استخلف فيكم رسولكم شفيع مطاع وشاهد لا يتهم، فيه ذكركم ذكر من قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبركم وخبر ما بعدكم).
وعن الزهري: (سألت علي بن الحسين عن القرآن فقال: كتاب الله وكلامه).
وعن نافع قال: (لما غسل أبو جعفر القارئ أحد الأئمة العشرة في حروف القراءات نظروا ما بين نحره إلى فؤاده كورقة المصحف، فما شك من حضره أنه نور القرآن).
وقال سحنون: (رأيت ابن القاسم في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: وجدت عنده ما أحببت. قلت: فأي عمل وجدت؟ قال: تلاوة القرآن. قلت: فالمسائل؟ فأشار يلشيها، وسألته عن ابن وهب فقال: في عليين؟).
وقال الحسن البصري رحمه الله: (يا ابن آدم، والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به، ليطولن في الدنيا حزنك، وليشتدن في الدنيا خوفك، وليكثرن في الدنيا بكاؤك).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق