الثلاثاء، 12 يونيو 2012

الأربعين النووية - الحديث الحادى عشر


الحديث الحادي عشر
عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وريحانته رضي الله عنهما قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك )) رواه الترمذي والنسائي . وقال الترمذي حديث حسن صحيح .
أولاً: ترجمة الراوي:
هو الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد الهاشمي ، أمير المؤمنين ، سبط رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وريحانته من الدنيا وأحد سيدي شباب أهل الجنة . روى عن جده رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبيه علي وأخيه حسين وخاله هند بن أبي هالة . روى عنه ابنه الحسن وعائشة أم المؤمنين وعكرمة ومحمد بن سيرين وآخرون . كان حليمًا ورعًا فاضلا . ولي الخلافة بعد أبيه عدة أشهر ، ثم تنازل لمعاوية بشروط ، وصان الله بذلك جماعة المسلمين . وظهرت المعجزة النبوية في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين " . انصرف الحسن إلى المدينة حيث أقام إلى أن توفي . ويقال إنه مات مسمومًا .
انظر ترجمته فى:[ الإصابة 1 / 328 ، وأسد الغابة 2 / 9 ، وتهذيب التهذيب 2 / 295 ، وصفة الصفوة 1 / 340 ] .
ثانياً: إعراب الحديث:
« دع » : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقدير أنت .
 ما » : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
«يريبك» : يريب فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
«الكاف » : ضمير مبني على الفتح في محل نصب مفعول به . والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
« إلى » : حرف جر . « ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر . « لا » : نافية .
« يريبك » : سبق . إعرابها ومحلها كالأولى .
قال ابن دقيق العيد رحمه الله في الشرح : « قوله : « يريبك » يروى بفتح الياء وضمها ، والفتح أفصح وأشهر »([1])0
ثالثاً: مفردات الحديث:
سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن ابنته فاطمة رضي الله عنها .
وريحانته : شبهه لسروره وفرحه به وإقبال نفسه عليه بريحان طيب الرائحة ، تهش إليه النفس وترتاح له .
دع : اترك .
ما يريبك : بفتح ياء المضارعة وضمها ، والفتح أفصح وأشهر : أي ما تشك فيه .
إلى مالا يريبك : ما لا تشك فيه ([2]).
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-أن على المسلم بناء أموره على اليقين . وأن يكون في دينه على بصيرة
2-النهي عن الوقوع في الشبهات ، والحديث أصل عظيم في الورع وقد روى الترمذي من حديث عطية السعدي مرفوعا (( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به البأس )) ([3]).





([1])إعراب الأربعين النووية:جـ1صـ39 وما بعدها0
([2])التحفة الربانية شرح الأربعين النووية:12/1 0
([3])التحفة الربانية شرح الأربعين النووية:12/2 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق