الثلاثاء، 12 يونيو 2012

الأربعين النووية - الحديث السادس والعشرون


الحديث السادس والعشرون
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( كل سلامى من الناس عليه صدقه ، كل يوم تطلع فيه الشمس : تعدل بين اثنين صدقة ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة )) .
أولاً: ترجمة الراوى:
هو عبد الرحمن بن صخر . من قبيلة دوس ، وقيل في اسمه غير ذلك . صحابي . راوية الإسلام . أكثر الصحابة رواية . أسلم 7هـ وهاجر إلى المدينة . ولزم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فروى عنه أكثر من خمسة آلاف حديث . ولاه أمير المؤمنين عمر البحرين ، ثم عزله للين عريكته . وولي المدينة سنوات في خلافة بني أمية .
انظر ترجمته فى: [ الأعلام للزركلي 4 / 80 ، و " أبو هريرة " لعبد المنعم صالح العلي ]0
ثانياً: إعراب الحديث:
« كل » : مبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة ، وهو مضاف .
« سلامى : مضاف إليه مجرور علامة جره الفتحة المقدرة ممنوع من الصرف ؛ لأنه مختوم بألف التأنيث الممدودة .
« من الناس » : جار ومجرور في محل جر صفة لـ
« سلامى » .
«عليه» : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم .
« صدقة » : مبتدأ مؤخر مرفوع علامة رفعه الضمة . والجملة من المبتدأ والخبر خبر المبتدأ الأول .
«كل»: ظرف منصوب على الظرفية وهو مضاف .
« يوم » : مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة .
« تطلع » : فعل مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة .
« فيه » : في حرف جر الهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر . « الشمس » : فاعل مرفوع علامة رفعه الضمة .
« تعدل » : فعل مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .
« بين » : ظرف مكان منصوب على الظرفية وهو مضاف .
« اثنين » : مضاف إليه مجرور علامة جره الياء ؛ لأنه ملحق بالمثنى . «صدقة » : خبر مرفوع علامة رفعه الضمة . والمبتدأ مؤول من الفعل تعدل أي عدلك . «تعين الرجل» : تعرب إعراب تطلع الشمس .
« في » : حرف جر .
«دابته» : « دابة» : اسم مجرور علامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، والهاء ضمير مبني على الكسر في محل جر بالإضافة .
« فتحمله » : الفاء عاطفة .
« تحمله » : فعل مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة . والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت . والهاء ضمير مبني على الضم في محل نصب مفعول به . «عليها » : على حرف جر الهاء ضمير مبني على السكون في محل جر والجار والمجرور متعلقان بـ تحمل .
 «أو» : حرف عطف ترفع تعرب إعراب تعين .
 «له» : جار ومجرور متعلقان بترفع .
«عليها » : إعراب له .
«متاعه» : متاع مفعول به منصوب علامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف . والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة .
«صدقة» : كما سبق.
 «و» : حرف عطف الكلمة . مبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة . « الطيبة » : صفة مرفوعة .
« صدقة » كما سبق([1]) .






ثالثاً: مفردات الحديث:
سلامى : بضم السين المهملة وتخفيف اللام مع القصر ، وهي المفاصل . وقد ثبت في صحيح مسلم أنها ثلاثمائة
وستون .
عليه : تذكير الضمير مع عوده إلى المؤنث باعتبار المعنى وهو المفصل .
صدقة : في مقابلة ما أنعم الله به عليه في تلك السلاميات ، إذ لو شاء لسلبها القدرة وهو في ذلك عادل . فإبقاؤها يوجب دوام الشكر بالتصدق ، إذ لو فقد له عظم واحد ، أو يبس ، أو لم ينبسط أو ينقبض لاختلت حياته ، وعظم بلاؤه ،والصدقة تدفع البلاء .
تطلع فيه الشمس : إتى بهذا القيد لئلا يتوهم أن المراد باليوم هنا المدة الطويلة ، كما يقال : يوم صفين . وهو أيام كثيرة . أو مطلق الوقت كما في آية :
(( يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم )) .
تعدل بين اثنين : متحاكمين ، أومتخاصمين ، أو متهاجرين .
صدقة : عليهما لوقايتهما مما يتسبب على الخصام من قبيح الأقوال والأفعال .
فتحمله عليها : كما هو أو تعينه على الركوب .
والكلمة الطيبة: وهي الذكر والدعاء للنفس والغير ، ومخاطبة الناس بما فيه السرور ،و اجتماع في القلوب و تألفها .
خطوة : بفتح الخاء :المرة الواحدة ، وبضمها : ما بين القدمين .
تميط : بضم أوله _ تنحى .
الأذى : ما يؤذي المارة : من قذر و نجس وحجر وشوك ، ونحو ذلك .
رابعاً: ما يستفاد من الحديث:
يستفاد منه :
1-أن تركيب عظام الآدمي وسلامتها من أعظم نعم الله تعالى عليه ، فيحتاج كل عظم منها إلى تصدق عنه بخصوصه ليتم شكر تلك النعمة .
2-المداومة على النوافل كل يوم ، وأن العبادة إذا وقعت في يوم لا يعني عن يوم آخر ، فلا يقول القائل مثلا : قد فعلت أمس فأجزأ عني اليوم ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (( كل يوم تطلع فيه الشمس)).
3-أن الصدقة لا تنحصر في المال .
4-فضل الإصلاح بين الناس .
5-الحث على حضور الجماعات والمشي إليها ، وعمارة المساجد بذلك ، إذ لو لى في بيته فإنه الأجر المذكور في الحديث .
6-الترغيب في إماطة الأذى ، وفي معنا ه : توسيع الطرق التي تضيق على المارة ، وإقامة من يبيع ويشتري في وسط الطرق العامة .
7-أن قليل الخير يحصل به كثير الأجر بفضل الله تعالى([2]).


([1])  إعراب الأربعين النووية:جـ1صـ61 0
([2])التحفة الربانية:27/2 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق