الجمعة، 25 مايو 2012

الاستقامة تــــــــــــــــــــــــــاج الكــــــــــــرامة


الاستقامة تاج الكرامة
إعداد : د/ أحمد عرفة
إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
[آل عمران:102].
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء:1].
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عناصر الخطبة:
1- الاستقامة في القرآن الكريم.
2- الاستقامة في السنة المطهرة.
3- الاستقامة عند سلفنا الصالح.
4- معنى الاستقامة وآثارها.
 أولاً:الاستقامة في القرآن الكريم:
قال تعالى: (إِنّ الّذِينَ قَالُواْ رَبّنَا اللّهُ ثُمّ اسْتَقَامُواْ تَتَنَزّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِالْجَنّةِ الّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَفِي الآخرة وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِيَ أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدّعُونَ نُزُلاً مّنْ غَفُورٍ رّحِيمٍ)[فصلت30- 31]0
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : استقاموا : أخلصوا العمل لله0
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : استقاموا على محبته وعبوديته فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة0(مدارج السالكين:2/104)0
وقال الإمام ابن كثير رحمه الله عند تفسيره لهذه الآية:
يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) أي أخلصوا العمل لله وعملوا بطاعة الله تعالى على ما شرع الله لهم0
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) قد قالها ناس ثم كفر أكثرهم فمن قالها حتى يموت فقد استقام عليها0
 انظر: (تفسير ابن كثير جـ4 صـ 120)0
وقال الإمام الطبرى رحمه الله:
يقول تعالى ذكره:( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ) وحده لا شريك له، ويرثوا من الآلهة والأنداد،( ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) على توحيد الله، ولم يخلطوا توحيد الله بشرك غيره به، وانتهوا إلى طاعته فيما أمر ونهى.
انظر: (تفسير الطبرى : جـ21 صـ463 )0
أورد الإمام الماوردي رحمه في تفسيره عند قول الله تعالى:
ﭖ ﭗ  من قوله تعالى:   ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ   خمسة أوجه:
أحدها: ثم استقاموا على أن الله ربهم وحده وهو قول أبي بكر ومجاهد.
والثاني: استقاموا على طاعته وأداء فرائضه قاله ابن عباس والحسن وقتادة.
والثالث: استقاموا على إخلاص الدين والعمل إلى الموت قاله أبو العالية والسدي.
والرابع: استقاموا في أفعالهم كما استقاموا في أقوالهم.
والخامس: استقاموا سراً كما استقاموا جهراً.
ثم قال: ويحتمل سادساً: أن الاستقامة أن يجمع بين فعل الطاعات واجتناب المعاصي لأن التكليف يشتمل على أمر بطاعة يبعث على الرغبة ونهي عن معصية يدعو إلى الرهبة. [النكت والعيون: 5/179-180].
وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)  [الأحقاف 13 – 14 ] 0
قال الإمام الطبرى عند تفسيره لهذه الآية :
يقول تعالى ذكره:( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ) الذي لا إله غيره( ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) على تصديقهم بذلك فلم يخلطوه بشرك، ولم يخالفوا الله في أمره ونهيه
( فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) من فزع يوم القيامة وأهواله( وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) على ما خلفوا وراءهم بعد مماتهم.
وقوله( أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ) يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين قالوا هذا القول، واستقاموا أهل الجنة وسكانها( خَالِدِينَ فِيهَا ) يقول: ماكثين فيها أبدا
( جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) يقول: ثوابا منا لهم آتيناهم ذلك على أعمالهم الصالحة التي كانوا في الدنيا يعملونها.
انظر: (تفسير الطبرى جـ22 صـ111)0
وقال الله عز وجل: {فَاسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّه بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}  [هود:112]0

اختلف علماء السلف  فى تفسير الاستقامة فى هذه الآية:
قال ابن عيينة وجماعة : معناه استقم على القرآن 0
 وقال الضحاك : استقم بالجهاد 0
وقال مقاتل : امض على التوحيد 0
وقال جماعة : استقم على أمر ربك بالدعاء إليه0
وقال جعفر الصادق : استقم في الأخبار عن الله بصحة العزم 0
 وقال الزمخشري : فاستقم استقامة مثل الاستقامة التي أمرت بها على جادة الحق غير عادل عنها.
وقال ابن عطية : أمر بالاستقامة وهو عليها ، وهو أمر بالدوام والثبوت. والخطاب للرسول وأصحابه الذين تابوا من الكفر ولسائر الأمة ، فالمعنى : وأمرت مخاطبة تعظيم انتهى.
انظر: (تفسير البحر المحيط لأبى حيان : جـ5 صـ223)0
وقال بعض العلماء: الاستقامة هي سلوك الصراط المستقيم وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرة ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها الظاهرة والباطنة وترك المنهيات كلها كذلك. [جامع العلوم والحكم ص193].
وقال الحافظ بن حجر رحمه الله: الاستقامة كناية عن التمسك بأمر الله تعالى فعلاً وتركاً. [فتح الباري: 13/257].
2- الاستقامة في السنة المطهرة:
عن ثوبان رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن). [رواه ابن ماجة وصححه الألباني في صحيح الجامع (952)].
قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله :
قوله: (استقيموا): أي لا تزيغوا وتميلوا عما سن لكم وفرض عليكم فقد تركتم على الواضحة ليلها كنهارها وليتكم تطيقون ذلك (التمهيد:جـ24 صـ318)0
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله:
والمطلوب من العبد الاستقامة وهي السداد فإن لم يقدر عليها فالمقاربة فإن نزل عنها : فالتفريط والإضاعة كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال : سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله قالوا : ولا أنت يا رسول الله قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل 0
 فجمع في هذا الحديث مقامات الدين كلها فأمر بالاستقامة وهي السداد والإصابة في النيات والأقوال والأعمال0
 وأخبر في حديث ثوبان : أنهم لا يطيقونها فنقلهم إلى المقاربة وهي أن يقربوا من الاستقامة بحسب طاقتهم كالذي يرمي إلى الغرض فإن لم يصبه يقاربه ومع هذا فأخبرهم : أن الاستقامة والمقاربة لا تنجي يوم القيامة فلا يركن أحد إلى عمله ولا يعجب به ولا يرى أن نجاته به بل إنما نجاته برحمة الله وعفوه وفضله
ثم قال رحمه الله:
 فالاستقامة كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد والاستقامة تتعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات فالاستقامة فيها : وقوعها لله وبالله وعلى أمر الله0
قال بعض العارفين : كن صاحب الاستقامة لا طالب الكرامة فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة وربك يطالبك بالاستقامة 0
 وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله تعالى روحه يقول : أعظم الكرامة لزوم الاستقامة0 انظر: (مدارج السالكين:2/105)0
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: إن معاذ بن جبل أراد سفراً فقال: يا رسول الله أوصني قال: (اعبد الله لا تشرك به شيئاً) قال: يا رسول الله زدني، قال: (إذا أسأت فأحسن) قال: يا رسول الله زد قال: (استقم ولتحسن خلقك) رواه الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1228).
وأخرج الإمام الترمذي في سننه وأحمد في مسنده بإسناد حسن من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أصبح ابن آدم فإن أعضاءه تكفر اللسان تقول: "اتق الله فينا فإنك إن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا").
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن سفيان بن عبد الله الثقفي أنه قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك قال: (قل آمنت بالله ثم استقم).
قوله: ( آمنت بالله) يشمل الإيمان بوجود الله عز وجل، وبربوبيته وبأسمائه وصفاته، وبأحكامه، وبأخباره وكل ما يأتي من قبله عز وجل تؤمن به، فإذا آمنت بذلك فاستقم على دين الله، ولا تحد عنه، لا يميناً ولا شمالاً لا تقصر ولا تزد.
فاستقم على شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وذلك بالإخلاص لله عز وجل والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم.
استقم على الصلاة، وعلى الزكاة، والصيام، والحج، وعلى جميع الشرائع.
وقوله: (آمنت بالله ثم...) دليل على أن الاستقامة لا تكون إلا بعد الإيمان، وأن من شرط الأعمال الصالحة – أي: من شرط صحتها وقبولها – أن تكون مبنية على الإيمان. فلو أن الإنسان عمل بظاهره على ما ينبغي، ولكن باطنه خراب، وفي شك واضطراب، أو في إنكار وتكذيب، فإن ذلك لا ينفعه، ولهذا اتفق العلماء – رحمهم الله – على أن من شروط صحة العبادة وقبولها: أن يكون الإنسان مؤمناً بالله، أي: معترفاً به، وبجميع ما جاء من قبله – تبارك وتعالى) [أخلاق الرسول: محمود المصري ص847 وما بعدها].
وقال القاضي عياض رحمه الله في قوله صلى الله عليه وسلم: (قل آمنت بالله ثم استقم):
هذا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم وهو مطابق لقوله تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) أي وحدوا الله وآمنوا به ثم استقاموا فلم يحيدوا عن التوحيد والتزموا طاعته سبحانه إلى أن توفوا على ذلك.
وقال القشيري : الاستقامة درجة بها كمال الأمور وتمامها وبوجودها حصول الخيرات ونظامها0
وقيل: الاستقامة لا يطيقها إلا الأكابر لأنها الخروج عن المعهودات ومفارقة الرسوم والعادات والقيام بين يدي الله على حقيقة الصدق ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : استقيموا ولن تحصوا0
 وقال الواسطي: الخصلة التي بها كملت المحاسن وبفقدها قبحت المحاسن الاستقامة 0انظر: (الديباج على مسلم جـ1 صـ55)0
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته (اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلفت فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم).
وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً ثم قال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله ثم قال: هذه سبل متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).
3- الاستقامة عند السلف الصالح رضي الله عنهم:
سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن الاستقامة فقال: (ألا تشرك بالله شيئاً) يريد الاستقامة على التوحيد. [مدارج السالكين 2/108].
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي ولا تروغ روغان الثعالب) [مدارج السالكين 2/109]0
وقال علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما: استقاموا أدوا الفرائض.
وقال مجاهد: استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله حتى لحقوا بالله.
وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقاً بعيداً فإن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً. [فتح الباري: 13/282].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أعظم الكرامة لزوم الاستقامة.

وقال أيضاً: استقاموا على محبته وعبوديته فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة. [مدارج السالكين: 2/109، 110].
إذا استقام القلب استقامت الجوارح:
قال الإمام ابن رجب الحنبلى رحمه الله :
 أصل الاستقامة استقامة القلب على التّوحيد، وقد فسّر أبو بكر- رضي اللّه عنه- الاستقامة في قوله تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) بأنّهم لم يلتفتوا إلى غيره، فمتى استقام القلب على معرفة اللّه، وعلى خشيته وإجلاله ومهابته ومحبّته وإرادته ورجائه ودعائه والتّوكّل عليه والإعراض عمّا سواه، استقامت الجوارح كلّها على طاعته، فإنّ القلب هو ملك الأعضاء، وهي جنوده، فإذا استقام الملك استقامت جنوده ورعاياه. وأعظم ما يراعى استقامته بعد القلب من الجوارح اللّسان، فإنّه ترجمان القلب والمعبّر عنه0انظر:( جامع العلوم والحكم صـ193)0
كيف نستقيم على طاعة الله عز وجل؟
1- الاعتصام بالله عز وجل:
فإن من أعظم أسباب الاستقامة أن يعتصم العبد بربه عز وجل ليوفقه إلى الاستقامة قال تعالى: (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم) [آل عمران: 101].
2- المسارعة إلى طاعة الله عز وجل:
قال تعالى: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً * وإذاً لآتيناهم من لدنا أجراً عظيماً * ولهديناهم صراطاً مستقيماً) [النساء: 66-68].
فيجب على العبد أن يسرع إلى طاعة الله عز وجل فقد قال تعالى: (فاستبقوا الخيرات) [البقرة: 148) وقال تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين) [آل عمران: 133].
3- التعايش مع القرآن:
قال تعالى: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم). [المائدة: 15، 16].

4- الإخلاص ومجاهدة النفس:
قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين). [العنكبوت: 69] فكلما اجتهد العبد في طاعة الله كلما وفقه الله لطاعته وثبت قدمه على صراط مستقيم، قال بعض السلف: (كابدت الصلاة عشرين سنة، وتلذذت بها عشرين سنة حتى إني لأدخل في الصلاة فأحمل هم خروجي منها).
5- الدعاء:
يقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم) رواه مسلم.
ولا تنسى أن سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم لم يفتر لسانه أبداً عن هذا الدعاء (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك). [رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع 7987]
من فوائد (الاستقامة):
(1) الاستقامة من كمال الإيمان وحسن الإسلام.
(2) بها ينال الإنسان الكرامات ويصل إلى أعلى المقامات.
(3) استقامة القلوب استقامة للجوارح.
(4) المداومة عليها أفضل من كثير من الأعمال الّتي يتطوّع بها.
(5) صاحبها يثق به النّاس، ويحبّون معاشرته.
(6) الاستقامة أعظم الكرامة.
(7) دليل اليقين ومرضاة ربّ العالمين. انظر:(نضرة النعيم جـ2 صـ320)0

والله من وراء القصد
وهو حسبنا ونعم الوكيل

للتواصل مع الكاتب
0020119133367
Ahmedarafa11@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق