الجمعة، 12 نوفمبر 2021

مفاتيح الفرج بعد الشدة

 

مفاتيح الفرج بعد الشدة

إن الناظر في حال كثير من الناس، يجد أنهم يفرحون في وقت العطاء، ويحزنون في وقت المنع، ولا يعلم هؤلاء أنه ربما كان العطاء منعًا، وربما كان المنع عطاءًا كما ورد في حكم ابن عطاء الله السكندري –رحمه الله- حيث قال: "ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك، ومتى فتح لك باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء"، وقد جاء ذلك واضحًا جليًا في كثير من آيات القرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى: "وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ" (البقرة: 216)، وقوله سبحانه: "فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" (النساء: 19).

وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن أمر المؤمن كله خير، حال السراء والضراء، حال الصحة والمرض، حال الغنى والفقر، وأن ذلك ليس لأحد إلا للمؤمن، وقد جاء ذلك فيما أخرجه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عَجَبا لأمر المؤمن! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيرًا له» (أخرجه مسلم)، ومن هذا الحديث أخذ الإمام ابن القيم-رحمه الله- قاعدة عظيمة في بيان حال المؤمن في السراء والضراء، حيث قال –رحمه الله: "محن من الله تعالى يبتليه بها ففرضه فيها (الصبر) والتسلي، ... فإذا قام به العبد كما ينبغي انقلبت المحنة في حقه منحة، واستحالت البلية عطية، وصار المكروه محبوبًا، فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتله ليهلكه، وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته، فإن لله تعالى على العبد عبودية الضراء، وله عبودية عليه فيما يكره، كما له عبودية فيما يحب، وأكثر الخلق يعطون العبودية فيما يحبون، والشأن في إعطاء العبودية في المكاره، ففيه تفاوت مراتب العباد، وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى" (الوابل الصيب: 11).

ومع ذلك فقد بيّن سبحانه وتعالى أن الشدة بعدها الفرج، وأن العسر بعده اليسر، وفي ذلك يقول سبحانه: "أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ" (الشرح: 1-8).

فهذه السورة كلها، مفصحة بإذكار اللّه عز وجل، رسوله عليه السلام، منته عليه، في شرح صدره بعد الغم والضيق، ووضع وزره عنه، وهو الإثم، بعد إنقاض الظهر، وهو الإثقال، أي أثقله فنقض العظام، كما ينتقض البيت إذا صوت للوقوع، ورفع -جل جلاله- ذكره، بعد أن لم يكن، بحيث جعله الله مذكوراً معه، والبشارة له، في نفسه عليه السلام، وفي أمته، بأن مع العسر الواحد يسرين، إذا رغبوا إلى الله تعالى ربهم، وأخلصوا له طاعاتهم ونياتهم. (الفرج بعد الشدة: للتنوخي، ص 1).

وقال تعالى: "لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا" (الطلاق: 7).

وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشدة بعدها الفرج، وأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسرا، وقد جاء ذلك فيما أخرجه أحمد في مسنده أنه صلى الله عليه وسلم قال: "وَاعْلَمْ أنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا".

قال الإمام ابن رجب-رحمه الله-: " قوله - صلى الله عليه وسلم- : (( وإنَّ الفرج مع الكرب )) وهذا يشهد له قوله - عز وجل-:"وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ" (الشورى: 28)،  وقول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: (( ضَحكَ ربنا من قُنوط عباده وقُربِ غيرِهِ )) (أخرجه أحمد)... وكم قصَّ سبحانه من قصص تفريجِ كُرُباتِ أنبيائه عند تناهي الكَرْب كإنجاء نوح ومَنْ معه في الفلك، وإنجاء إبراهيم من النار، وفدائه لولده الذي أمر بذبحه، وإنجاء موسى وقومه من اليمِّ، وإغراق عدوِّهم، وقصة أيوب ويونس، وقصص محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - مع أعدائه، وإنجائه منهم، كقصته في الغار، ويوم بدر، ويوم أحد، ويوم الأحزاب، ويوم حنين، وغير ذلك" (جامع العلوم والحكم: 1/ 37- 38).

وهناك مفاتيح للفرج بعد الشدة ما أحوج المسلم إلى التعرف عليها، وحسن القيام بها؛ كي يحظى بالفرج بعد الشدة، وهذه المفاتيح كثيرة، ومن يتأمل في آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام يجد ذلك واضحًا جليًا، ومن هذه المفاتيح:

1-تقوى الله عز وجل: فالتقوى هي جماع كل خير، وهي وصية الله تعالى للأولين والآخرين قال تعالى: "وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ" (النساء: 131)، وقد بيّن المولى جل وعلا أن التقوى من مفاتيح الفرج، وتيسير الأمور فقال جل وعلا: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا" (الطلاق: 4).

2-كثرة الاستغفار: الاستغفار أمان أهل الأرض، وبه تنزل الخيرات من السماء، والبركات من الأرض، وهو سبب في تفريج الكروب، قال الله جل وعلا: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا" (نوح: 10- 12)،  وروي أن: "من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب".

وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار، وهو أن يقول: ""اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، قَالَ: وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ".(أخرجه البخاري)

3-الدعاء: من مفاتيح الفرج بعد الشدة الدعاء، فالدعاء سلاح المؤمن، ونور السماوات والأرض، ومن لم يسأل الله تعالى يغضب عليه، وفي ذلك يقول تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" (البقرة: 186)، وقال جل جلاله: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" (غافر: 60)، فإذا أقبل العبد على الله تعالى بالدعاء والتضرع، فإن المولى سبحانه سيفرج عنه ما هو فيه من شدة، وتتحول هذه الشدة إلى فرج بالدعاء والإقبال على الله تعالى، وقد قال ابن عيينة: ما يكره العبد خير له مما يحب؛ لأن ما يكرهه يهيجه على الدعاء، وما يحب يلهيه عنه"، وعن المعتمر بن سليمان، قال: لقي يعقوب رجل، فقال له: يا يعقوب، مالي لا أراك كما كنت تكون ؟ قال: طول الزمان وكثرة الأحزان قال: فلقيه لاق، فقال: قل: اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني من أمر دنياي وآخرتي فرجا ومخرجا، واغفر لي ذنوبي، وثبت رجاءك في قلبي، واقطعه ممن سواك، حتى لا يكون لي رجاء إلا إياك".

4-العمل الصالح: العمل الصالح به تكون الحياة الطيبة في الدنيا، وتفريج الهموم والكروب، وفي ذلك يقول سبحانه:"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"(النحل: 97).

ولننظر إلى قصة أصحاب الغار كيف أن العمل الصالح كيف كان سببًا في تفريج كربهم وشدتهم بعد أن فقدوا أسباب الحياة، وكادت الصخرة أن تسد عليهم باب الغار، وقد جاء فيما أخرجه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «انطلقَ ثلاثةُ نَفَر ممن كان قبلكم، حتى آواهم المبيتُ إِلى غار، فدخلوه ، فانحدرتْ صَخرَة من الجبل، فسَدت عليهم الغارَ، فقالوا: إِنه لا يُنجيكم من هذه الصخرة إِلا أن تَدْعُوا الله بصالح أعمالكم، قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخانِ كبيران، وكنتُ لا أَغْبُقُ قبلهما أهلا ولا مالا، فنأَى بي طلبُ شَجَر يوما، فلم أَرُحْ عليهما حتى ناما، فَحَلَبْتُ لها غَبوقَهُما، فوجدتهما نائمين، فكَرِهتُ أَن أَغْبُقَ قبلهما أهلا أو مالا، فَلَبِثْتُ والقَدَحُ على يدي أنتظر استيقاظهما، حتى بَرَقَ الفَجْر- زاد بعض الرواة: والصِّبيَةُ يَتضاغَونَ عند قدَميَّ - فاستيقظا، فشرِبا غَبوقَهُما، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك ، ففرِّج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرَجَتْ شيئا لا يستطيعون الخروج، وقال الآخر: اللهم كانت لي ابنةُ عمّ، كانت أحبَّ الناس إِليَّ، فأردُتُها على نفسها، وامتنعت مني، حتى أَلَمَّتَ بها سَنَة من السنين، فجاءتني، فأعطيتُها عشرين ومائةَ دينار، على أن تُخَلِّيَ بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إِذا قَدَرْتُ عليها، قالت: لا أُحِلُّ لَكَ أَن تَفُضَّ الخَاتَمَ إِلا بِحقِّه، فتحَرَّجْتُ من الوقوع عليها، فانصرفتُ عنها وهي أحبُّ الناس إِليَّ، وتركتُ الذهب الذي أعطيتها، اللهم إِن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافْرُج عنا ما نحن فيه، فانفرَجَتِ الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها، وقال الثالث: اللهم استأَجَرْتُ أُجَرَاءَ، وأعطيتُهم أجرَهم، غير رَجُل واحد، تَركَ الذي له وذهب، فَثَمَّرتُ أَجْرَهُ حتى كَثُرَتْ منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله، أَدِّ إِليَّ أجري، فقلت: كلُّ ما ترى من أَجْرِكَ، من الإِبل والبقر، والغنم، والرقيق، فقال: يا عبد الله، لا تستهزئُ بي، فقلتُ: إِني لا أستهزئُ بك ، فأخذه كلَّه، فاسْتاقه، فلم يتركْ منه شيئا، اللهم فإن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافْرُج عنا ما نحن فيه، فانفرجتِ الصخرة ، فخرجوا يمشون»، وفي هذا الحديث دليل واضح على أن الفرج بعد الشدة، وأن الدعاء بالعمل الصالح سبب في تفريج الهموم والكروب، فادخر لنفسك عملًا صالحًا تسأل ربك به إذا وقعت في كرب وضيق، فهذا من التوسل المشروع بالعمل الصالح.

5- كثرة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم: فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بها تفرج الهموم وتزول الكروب ويدفع البلاء، وقد جاء فيما أخرجه الترمذي عن أبي كعب رضي الله عنه قال: " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ. قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ". يعني إذا صرفت جميع أزمان دعائك في الصلاة علي كفيت ما يهمك من أمور دنياك وآخرتك، أي أعطيت مرام الدنيا والآخرة، فاشتغال الرجل بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- يكفي في قضاء حوائجه ومهماته.(مرعاة المفاتيح: 3/ 279).

6-قضاء حوائج الناس، والسعي في مصالحهم وسد حاجاتهم: قضاء حوائج الناس وجبر خاطرهم عمل من الأعمال الجليلة، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "واللهُ في عَونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عَونِ أَخيهِ» (أخرجه مسلم)، وقال: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ، سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»(أخرجه البخاري)، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة حتى أقضيها له أحب إلي من أعتكف في المسجد شهراً".

فما أحوجنا اليوم إلى الفرج بعد الشدة، وهذا لا يكون إلا من خلال مفاتيح الفرج التي ذكرها ربنا جل وعلا في كتابه العزيز، وبينها نبينا صلى الله عليه وسلم في سنته، تفريج الهموم والكروب بالإكثار من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقضاء حوائج الناس والسعي في مصالحهم وحاجاتهم، والتضرع إلى الله سبحانه بالدعاء بكشف الهم والغم والكرب، والعمل الصالح الذي هو سبب الحياة الطيبة وتفريج الكروب كما في قصة أصحاب الغار.

فاللهم اغفر لنا ذنوبنا، وفرج كروبنا، ويسر أمورنا، واهدنا، ووفقنا لما يرضيك عنا يارب العالمين.

والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل

كتبه

د: أحمد عرفة

عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن

جامعة الأزهر الشريف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق