الأحد، 28 أكتوبر 2018

الجمود الفقهي والحاجة للتجديد(5)

  الجمود الفقهي والحاجة للتجديد(5)
دار الحديث في المقالات السابقة حول بعض ملامح التجديد الفقهي التي أشار إليها الأستاذ الدكتور/ جمال الدين عطية –رحمه الله- في بحثه حول تجديد الفقه الإسلامي، وفي هذا المقال نستكمل ما تبقى من هذه الملامح، فنقول:
الملمح التاسع للتجديد الفقهي: ويتعلق بتخطيط البحوث، وتزداد أهمية التخطيط في الأعمال الجماعية، ومن فوائد التخطيط نشير إلى المزايا الآتية:
1- إمكان معالجة موضوعات يعرفها الناس الآن بعناوين من واقع كتب الفقه القديمة، التي عالجتها بعناوين مغايرة.
2- إمكان معالجة موضوعات الفقه وفقا لفن التأليف والتصنيف الحديث للموضوعات المقابلة في حدود ما تسمح به طبيعة الفقه الإسلامي.
3 - أهمية اتباع منهج واحد لتخطيط الموضوعات، التي لها طبيعة واحدة.
4- أهمية التفصيل في التخطيط إلي آخر جزئياته الممكنة سعياً إلي فتح آفاق البحث أمام الكُتاب.
5 - ضرورة التخطيط المسبق بصورة مركزية تحاشيا للازدواج في كتابة بعض النقاط .
6 - ضرورة التخطيط في الموضوعات التي تختلف فيها المذاهب اختلافا جذريا لتغطية مختلف الآراء الفقهية.
7 - بلورة الأحكام الفقهية بصورة تبرز خصائصها المميزة.
8 - مراعاة سير المخططات وفق مقاسم موحدة, مصطلح علي ترتيبها وأهميتها.
الملمح العاشر: ويتعلق بتفسير وتبسيط فهم الفقه، وذلك باتباع العديد من الطرق والوسائل لتحقيق ذلك ومنها:
1- أن يكتب الفقه بلغة مبسطة وأسلوب سهل.
2- تجنب وعورة المصطلحات التي فيها كثير من الغموض, وترجمتها إلي عبارات سهلة مفهومة.
3- التوسط بين الإيجاز المخل وبين الإطناب الممل.
4- ينبغي الاستفادة من كل وسائل الإيضاح الممكنة, التي أتاحها لنا العلم المعاصر لتساعد علي زيادة الفهم للأحكام الشرعية.
الملمح الحادي عشر: وهو: ربط الفقه بالواقع، ومن ذلك:
أ - استبعاد المباحث والأمثلة التي لم تعد موجودة في حياتنا المعاصرة كالرق والرقيق, وأن يستبدل بها أمثلة تنبع من واقع حياتنا.
ب - ألا يقتصر علي بيان أحكام شركات المفاوضة والعنان والوجوه, وإنما يحاول كذلك تطويرها للتطبيق في حياتنا المعاصرة.
ج- ألا يتوسع في زكاة الأنعام, وإنما يتوسع في زكاة الأموال المتداولة حالياً من ودائع استثمارية واستثمارات عقارية وغيرها.
د- ألا يقتصر علي ذكر المقادير الشرعية كالصاع والوسق والدرهم والدينار والأوقية ونحوها في مجالات الطهارة ونصاب الزكاة, ونصاب السرقة, وإنما ترجمة ذلك إلي مقادير العصر الحاضر حتي يمكن للناس تطبيقها في حياتهم المعاصرة.
- الملمح الثاني عشر: مخاطبة المستويات المختلفة من الناس فمن الضروري وجود كتب مبسطة يستطيع عامة الناس أن يطالعوها وكتب تخاطب الطلاب وكتب جامعية بالإضافة إلي الموسوعات والدراسات المتخصصة.
كانت هذه بعض ملامح التجديد الفقهي كما أشار إليها العلامة الفقيه الأستاذ الدكتور/ جمال الدين عطية –رحمه الله- والتي نأمل أن تجد صدى عند المشتغلين بالفقه وأصوله في العناية بها، وتفعليها في الواقع؛ حتى يكون الخطاب الفقهي متناسباً مع العصر الذي نعيشه.
والله من وراء القصد
وهو حسبنا ونعم الوكيل.
د/ أحمد عرفة
باحث دكتوراه بجامعة الأزهر
عضو الجمعية الفقهية السعودية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق